الدولة الكردية ..حلم ضائع وحق تتجاهله أوربا ..وينكره أوباما مسيرة ل 30 ألف كردى من ألمانيا إلي فرنسا.. يحملون مذكرة وقعها 10 مليون كردى .. ويتهمون الإتحاد الأوربى بالتآمر
رغم رواج تجارة حقوق الإنسان ومنها حق تقرير المصير ..إلا أن العالم "الأمريكى" الهوى يواصل سحق شعوب بكاملها ويغض الطرف عن مجازر بشعه راح ضحيتها عشرات الآلاف طالما أن مرتكبوها من أصدقاء واشنطن ،فبخلاف الشعب الفلسطينى ..مازال الشعب الكردى الذى يتجاوز العشرين مليون يعيش مشتتا بين أربع دول ..وترفض شرعية "الغرب" الدولية الإعتراف بحقوقه. يعيش فى تركيا أغلبية الكرد فى العالم ، ومنذ بدايات القرن الماضى وهم يناضلون لنيل إستقلالهم ..ولكن الغطرسة التركية تقاوم حقوقهم بالسلاح أحيانا ..وبالمراوغه حينا .. تعرضوا للتنكيل من الجيش التركى ..وتم سحق مئات القرى الكردية وإعدام العشرات من قيادات ثورة الكرد وعلقوا على أعواد المشانق حتى تحللت جثامينهم .لإخماد ثورة الكرد ويبدو أن غطرسة الحكومات التركية المتعاقبة ضد القضية الكردية منذ إنهيار الدولة العثمانية مستمدة من رؤية قيادات الدولة التى ترى الأكراد شعب جاهل ومتخلف ،وليس له حقوق إلا حقوق العبيد ..فبعد إخماد الثورة الكردية عام 1930 لخص وزير العدل التركى إستراتيجية التعامل مع الأكراد حينما قال محمود أسعد أورامش "ليعلم الصديق والعدو ..أن سيد هذه البلاد هو التركى فمن لم يكن من الدم التركى ..ليس له فى تركيا سوى حق واحد فقط وهو أن يكون خادما أو عبدا .."..ورغم مرور قرابة القرن على هذه الجملة التى تلخص النظرة التركية المتعالية للشعب الكردى ..أما التكيك التركى فيتنقل بين استخدام القوة والقتل والتنكيل ووفى مرات أخرى يتم إعمال الخديعة . قبل أيام عاود الأكراد نضالهم ولكن هذه المرة من أوربا ..أطول مسيرة عرفتها أوربا فى السنوات الأخيرة ..بمناسبة ذكرى إعتقال الزعيم الكردي عبد الله أوجلان ..الآلاف من أكراد الشتات فى أوربا نظموا مسيرة إستمرت 12 يوما سيرا على الأقدام إنطلقت من مدينة فرانكفورت الألمانية وصولا إلى مدينه ستراسبورج الفرنسية حيث مقر الإتحاد الأوربى . المتظاهرون الأكراد طالبوا خلال مسيرتهم بإطلاق سراح الزعيم الكردى عبد الله أوجلان المعتقل فى سجون تركيا منذ 1999 ..وشهدت المسيرة فعاليات مختلفة بدأت باتصالات هاتفيه تم نقلها عبر مكبرات الصوت مع وحدات حماية الشعب الكردي التى تقاتل تنظبم داعش فى شمال شرق سوريا أو كما يسميها الأكراد "روج آفا" ومعناها شعب غرب كردستان . وقبل وصول المسيرة للحدود فى يومها الثالث ،حاولت الشرطة الألمانية التى يعيش بها جاليه كبيرة من الكرد ، وضع عراقيل أمام المسيرة ورفضت الشرطة رفع أعلام حرية كردستان أو حتي اللافتات التى تطالب بالإفراج عن عبد الله أوجلان ..إلا أن المتظاهرين أصروا على رفع علم دولتهم الممزقة بفعل تواطؤ دولى منذ عشرات السنين ..وواصلت المسيرة طريقها إلى الحدود الفرنسية ..ونظم المشاركون حفل للفنان "ديار درسيم" على وقع الأغانى الثورية الكردية ورقصات الدبكة ... وأجرى مسئولو المسيرة إتصالات هاتفية مع قيادات كردية فى الداخل التركى ..ولعل أبرزهم "سوزدار أفستا " الذى وجه التحية للشباب الكردى وطالبهم بالسير على نهج قائد الكرد عبد الله أوجلان وفى اليوم السادس للمسيرة خصصه الشباب لسماع خطب أوجلان .. الغريب أن الشباب الكردى تحدوا إلى جانب التعنت من الشرطة الألمانية الطقس السيئ وتساقط الثلوج ويبدو أن كلمات زعيمة حركة الشبيبة الكردية سينافزيون أصفت أجواء الحماس ..وهى تتهم دول العالم بالتآمر على الشعب الكردى وتعهدت بالسير على نهج عبد الله أوجلان . المسيرة التى إنطلقت بين دول الإتحاد الأوربى الذي يحمل مشاعل الديمقراطية ..واجه المسيرة بالتعنت والتجاهل الإعلامى.وبعد 11 يوم من قطع مئات الأميال فى أجواء صعبة وصل أكثر من 30 ألف كردى إلي مدينة ستراسبورج الفرنسية وإنضمت إلي المسيرة جمعيات أكراد فرنسا .. ووقفت هيلين أرين المتحدثة بإسم المسيرة فى ساحة الإتحاد الأوربى تحمل مطالب الأكراد المشاركون فى المسيرة ..وهي الإفراج عن الزعيم عبد الله أوجلان ..ورفع إسم حزب العمال الكردستانى من قائمة المنظمات الإرهابية لدي الإتحاد وقدمت هيلين مذكرة للإتحاد الأوربى تحمل توقيعات 10 ملايين تم تجميعها على مدار عامين للإفراج عن الزعيم الكردى عبد الله أوجلان . ووجاء فى المذكرة التى سلمها المشاركون فى المسيرة للإتحاد الأوربى ووسائل الإعلام ..إتهم البيان دول مركزية فى العالم بالمشاركه فى إعتقال الزعيم الكردى قبل 16 عاما وأن الإعتقال لقائد الكرد هو خطوة على طريق تصفية لقضية شعب ، ضحى فيها آلاف من الشباب بحياتهم ، وإتهمت المذكرة الحكومة التركية والمجتمع الدولى المتواطئ معها بفرض الحداد على كل بيت ومدينة كردية وأن الشعب الكردى هو المستهدف من تلك التصفية وتعهد أكثر من 10 ملايين كردى وقعوا المذكرة على مواصلة النضال بعدما استنفروا قواهم وبدأوا فى استعادة زمام المبادرة ..وإتهم البيان الحكومة التركية بمحاولات تركيع الشعب الكردى عبر وسائل التعتيم والتنكيل والعزل .
إنتهت المسيرة ..بعد 12 يوما من السير على الأقدام وعرض 10 ملايين كردى مطالبهم على الإتحاد الأوربى ..فهل يتحرك دعاة الحقوق لإنقاذ الشعب الكردى من بطش وغطرسة الأتراك