رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 15-5-2024 في البنوك    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 15 مايو    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأربعاء 15 مايو 2024    وزارة المالية تعلن تبكير صرف مرتبات يونيو 2024 وإجازة عيد الأضحى تصل إلى 8 أيام    اليوم.. مترو الانفاق يبدأ تشغل عدد من المحطات الجديدة بالخط الثالث    ارتفاع عدد قتلي الجيش الإسرائيلي إلى 621 بعد مقتل جندي في غزة    «وزراء العمل» يطالب المنظمة العربية بالتعاون لتنمية قدرات الكوادر العاملة في دول التعاون الخليجي    فلسطينيون في إسرائيل يطالبون بحق العودة في ذكرى النكبة    عاجل.. وفاة والد نجم الزمالك قبل أيام من نهائي الكونفدرالية    «التعليم»: ضرورة تسجيل طلبة الثانوية العامة بياناتهم على ورقة البابل شيت    الطقس اليوم الأربعاء حار نهارا بأغلب الأنحاء وشبورة والعظمى بالقاهرة 30    مواعيد القطارات على خطوط السكك الحديد الأربعاء 15    وسيم السيسي: 86.6% من المصريين لديهم جينات من أسرة توت عنخ أمون.    «تغيير تاريخي واستعداد للحرب».. صواريخ زعيم كوريا الشمالية تثير الرعب    حكم طواف بطفل يرتدي «حفاضة»    بسبب الدولار.. شعبة الأدوية: نطالب بزيادة أسعار 1500 صنف 50%    مرصد الأزهر يستقبل وزير الشؤون السياسية لجمهورية سيراليون للتعرف على جهود مكافحة التطرف    تقسيم الأضحية حسب الشرع.. وسنن الذبح    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    الإعلان عن أول سيارة كهربائية MG في مصر خلال ساعات    امرأة ترفع دعوى قضائية ضد شركة أسترازينيكا: اللقاح جعلها مشلولة    عرض فيلم Le Deuxième Acte بافتتاح مهرجان كان السينمائي    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 15 مايو في محافظات مصر    اجتياح رفح.. الرصاصة الأخيرة التي لا تزال في "جيب" نتنياهو    أمير عيد يكشف موعد ألبومه المُقبل: «مش حاطط خطة» (فيديو)    أحمد حاتم بعد انفصاله عن زوجته: كنت ظالم ونسخة مش حلوة مني (فيديو)    نانسي صلاح تروج لأحدث أعمالها السينمائية الجديدة "جبل الحريم"    سمسم شهاب يترك وصيته ل شقيقه في حال وفاته    «تنمية وتأهيل دور المرأة في تنمية المجتمع».. ندوة لحزب مستقبل وطن بقنا    أفشة: سأحقق البطولة الرابعة إفريقيا في تاريخي مع الأهلي.. واللعب للأحمر نعمة كبيرة    3 قرارات عاجلة من النيابة بشأن واقعة "فتاة التجمع"    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    بسبب الخلاف على إصلاح دراجة نارية .. خباز ينهي حياة عامل دليفري في الشرقية    وليد الحديدي: تصريحات حسام حسن الأخيرة غير موفقة    شوبير: الزمالك أعلى فنيا من نهضة بركان وهو الأقرب لحصد الكونفدرالية    الهاني سليمان: تصريحات حسام حسن تم تحريفها.. والتوأم لا يعرف المجاملات    نشرة أخبار التوك شو| تصريحات هامة لوزير النقل.. وترقب لتحريك أسعار الدواء    الأزهر يعلق على رفع مستوطنين العلم الصهيوني في ساحات المسجد الأقصى    وزير الرياضة: نمتلك 5 آلاف مركز شباب و1200ناد في مصر    كاف يهدد الأهلي والزمالك بغرامة نصف مليون دولار قبل نهائي أفريقيا | عاجل    بوتين: لدى روسيا والصين مواقف متطابقة تجاه القضايا الرئيسية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 15-5: نجاحات لهؤلاء الأبراج.. وتحذير لهذا البرج    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    أثناء عمله.. مصرع عامل صعقًا بالكهرباء في سوهاج    تحرير 31 محضرًا تموينيًا خلال حملة مكبرة بشمال سيناء    تراجع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 15 مايو 2024    إبراهيم عيسى: من يقارنون "طوفان الأقصى" بنصر حرب أكتوبر "مخابيل"    بدأت باتهام بالتأخُر وانتهت بنفي من الطرف الآخر.. قصة أزمة شيرين عبدالوهاب وشركة إنتاج    أسهل طريقة لعمل وصفة اللحمة الباردة مع الصوص البني    بعيدًا عن البرد والإنفلونزا.. سبب العطس وسيلان الأنف    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    تعليق يوسف الحسيني على إسقاط طفل فلسطيني لطائرة مسيرة بحجر    نقيب الأطباء: مشروع قانون المنشآت الصحية بشأن عقود الالتزام تحتاج مزيدا من الضمانات    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    هل سيتم تحريك سعر الدواء؟.. الشعبة توضح    وزارة الهجرة تشارك احتفال كاتدرائية العذراء سيدة فاتيما بمناسبة الذكرى 70 لتكريسها    جامعة الزقازيق تتقدم 46 مركزا بالتصنيف العالمي CWUR لعام 2024    «أفريقية النواب» تستقبل وفد دولة سيراليون في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"خط الزمان" .. و نوبات صحيان مصر | بقلم : حسن محمد وجيه

أولا: مفهوم خط الزمان من منظور علم البرمجة اللغوية العصبية NLP
يزدحم شهر مارس بالمناسبات و الأحداث التاريخيه التي أري خط زمانها مصدرا عظيما لضخ الطاقة الايجابيه لمن يركز في هذا الاتجاه المبني علي ذلك المصطلح (خط الزمان Timeline) و هو من مصطلحات علم البرمجه اللغويه العصبيه NLP , فمفهوم "خط الزمان" و طبقا لعلماء البرمجة اللغوية العصبية و ليس طبقا للمصطلح المعروف علي صفحات موقع الفيسبوك , يقصد به أنه طريقة للتنمية الذاتيه و علاج الذات بخفض أو حذف كل المشاعر السلبيه و عدم التركيز عليها في لغة و شخصية المتحدث , بل التعلم فقط من دروس تلك المشاعر السلبيه في ماضي الإنسان و تركها في حالها و إحلال المشاعر الإيجابيه التي ينبغي أن تكون السمه الغالبه في مفرداتك و أسلوبك و توجهك , فهذا فقط الذي يمكنك من مجابهة التحديات و الصعوبات بطاقة ايجابية تبتلع بها التحديات فلا تبتلعك تلك الطاقة و المشاعر السلبيه و لقد أسس لهذا العلم أمثال تشومسكي-جرايندر- تاد جيمس و غيرهم …
ثانيا: خصوصية طاقة شهر مارس الإيجابية من جبهة القناة إلي تحرير طابا إلي شرم الشيخ:
إذن من المهم في البداية أن نرصد خطوط الطاقة الإيجابية المتولده في شهر مارس لرسم صورة"خط الزمان" كخط مولد للطاقة النفسيه الايجابيه التي ينبغي الإستفادة منها , و هنا نذكر فيما يتعلق بشهر مارس اننا لا نزال نحتفل بيوم الشهيد في ذكري القائد العظيم عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق و قائد الجبهة العربية الشرقية الذي إستشهد في 9 مارس علي بعد 250 مترا من مواقع العدو وهو يقود بنفسه المعارك من جبهة قناة السويس , حيث وصفته الموسوعه البريطانيه بأنه ذلك القائد الذي كان دائما يقود من أمام جنوده و ضباطه و سنعود لخطابه العميق بالتحليل لاحقا من منظور البرمجة اللغوية العصبية . ولا نزال نحتفل بذكري تحرير طابا في 19 مارس – لحظة كتابة السطور- وهي معركة تفاوضية كبري خاضها المفاوض المصري في مجال التحكيم الدولي باقتدار و تفوق فيها علي العقل الإسرائيلي كما ان ذكري يوم الأرض الفلسطيني في 20 مارس ,و أن يوم "التنبه لعدم إيذاء النفس "–علي المستوي العالمي- Self-Injury Awareness في 1 مارس و اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس , و اليوم العالمي للإسلام في 9 مارس- لتوعية المسلمين و غير المسلمين بصحيح ووسطية الإسلام -و اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري في 21 مارس و عيد الأم في نفس ذاك اليوم , و ذكري وفاة القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس 15 مارس , و ذكري وفاة الفنان المحبوب عبد الحليم حافظ صاحب أجمل الوطنيات التي لا تزال تضخ علينا أكبر قدر من الطاقه الإيجابيه حيث توفي في العشرين من مارس.
ثالثا: زخم الطاقة الإيجابية و لغةالمؤتمر الإقتصادي بشرم الشيخ
أضف الي كل هذا الذكريات المتولده من خط الزمان (Timeline) لشهر مارس يأتي ذلك المؤتمر الإقتصادي لتنمية الإقتصاد الوطني المصري 13-15 مارس في شرم الشيخ ليدخل إلي قائمة تواريخ شهر مارس التي من شأنها فتح أهم طاقة إيجابيه حديثه بعد نجاح مبهر و عظيم و علي مستوي راقي و عالمي من الإعداد و التجهيز و التفاني و الإخلاص يؤكد علي القدرات العظيمه لهذا الوطن الغالي , الأمر الذي لقي إجماعا دوليا لتفهم ما حدث في مصر علي حقيقته بعيدا عن كذب الة الإعلام الإخوانيه و من يدعمهم , إلي الدرجه التي وصلت بأن يطلب الحاضرون بأن يكون 13-15 مارس موعدا سنويا لمؤتمر اقتصادي عالمي يناطح مؤتمر دافوس الإقتصادي الشهير و يكون كما أكد الرئيس السيسي لكل الدول ذات الظروف الصعبة التي تحتاج إلي تكاتف و تعاون دولي و ليس لمصر فقط.
إنه تاريخ جديد و طاقه إيجابيه رائعه عاشها كل مواطن مصري وطني و غيور و طبيعي , و هذه هي أغلبية هذا الشعب الواعي.
رابعا: صدي و تكرار ظاهرة الإستيقاظ المصري عبر التاريخ
لقد بدأت في هذا الشهر في كتابة فصل كامل عن خطابات و أفعال الشهيد عبد المنعم رياض نظرا لأهميته الخاصة من منظور البرمجه اللغويه العصبيه و مفاهيمها و الإستيقاظ المصري الرائع فور نكسة 1967 و بينما كنت أنتهي من هذا التحليل حلت عليا خطابات مفعمة بحب مصر من كل الحاضرين من إيطاليا و أسبانيا و ألمانيا و بالطبع من الأشقاء القادة العرب و من الرئيس عبدالفتاح السيسي في إفتتاح المؤتمر و ختامه و أهم ما قد إستوقفني مقولتة "البلد دي بتستيقظ .. البلد دي بتقوم" و عبر في خطابه عن خط الزمان الهام لضخ الطاقة الإيجابيه عندما ذكرنا و ذكر الجميع في العالم كيف كانت مصر عطاء للعالم كله و كيف أن البعثات اليابانية جاءت تسألنا عن تجربة النهضه أيام محمد علي و كذلك في الستينات جاءت كوريا الجنوبيه , و أتذكر أنني و أثناء تواجدي في الولايات المتحده الأمريكيه و كنا كاتحاد للدارسين في أمريكا و كندا نحتفل بيوم مصري فكتبت بحثا حينذاك و نشرته لإظهار عظمة و عطاء ذلك الوطن العظيم , و كان من ضمن ما ذكرته في ماذا قالوا عن مصر و هنا أتذكر ما وجدت له صدي خط الزمان عندما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي و هو يشيد بجهود المصريين و جهود الشباب و كل الطوائف التي أسهمت في هذا الأداء الرائع بشرم الشيخ فيقول "خدوا بالكم البلد دي بتستيقظ" و أعادها عدة مرات , و هنا تذكرت ما كنت قد رصدته في بحث لي عام 1986 بعنوان "نحن و الاخرون : سؤال الشرق و الغرب من منظور مصري" ؟… حينما عدت لمقولة الاستيقاظ هذه حينما قالتها زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون التي كان لها إهتمامها الكبير بالتاريخ الانساني و ذلك حين قالت :
"العديد من دول العالم التاريخية كان لها أياما تحت الشمس و لكن إمبراطورياتها إنتهت عند فترة من التاريخ و لكن مصر قد تنام و تستغرق في النوم لسنوات و لكنها تستيقظ و تقوم من حين الي اخر لترفع شعلة الحضارة لصالح العالم أجمع…"
و يكرر كارل براون في كتاب بعنوان "السياسة الدولية و الشرق الأوسط" نفس المعني عن إستمرار لحظات اليقظه المصرية عبر التاريخ و ان هذه ظاهرة فريدة … حيث تخفت الشعله ثم تعود مع مصر العائدة للعالم.
خامسا: الإستيقاظ الدولي تحت راية "جيش النيل"
و يقول سالزبرجر في كتاب "الحرب العالمية الثانية" :
"إن العواصم الشمالية في أوروبا, لندن باريس و روما … إما كانت تتعرض للقصف الشديد أو إنها تعيش في ظلام دامس تحت الإحتلال النازي . لقد كانت القاهرة فقط في ذلك الوقت تتمتع بهذه السمات الفريدة , فهي كانت قريبة بقدر كاف من بركان الحرب , و لكنها كانت كذلك بعيدة عنه , من هنا كانت القاهرة هي عاصمة العالم حيث كانت تضج بالقادة العسكريين و السياسيين و عدد كبير من الجنسيات من كل أنحاء العالم الذين حضروا للقاهرة للتحاور لاتخاذ القرارات التي أعادت صياغة العالم"… و كان من أهمها إيجاد جيش كبير من كل جنسيات العالم ليأخذ مسمي "جيش النيل" .
و يقول سالزبرجر نعم إن مسمي "جيش النيل" كان لحشد المعنويات للشعور بالمجد
"Vaingloriously named the army of the Nile"
فجيش النيل له تاريخ حضاري من الإنتصارات التي دائما ما تدمر المعتدين في نهاية الأمر .. كان المسمي ليخوض العالم معركته الحاسمه في العالمين و التي كسرت النازي .. و اليوم مصر في مقدمة العالم لدحر الإرهاب "فهل سيتحرك العالم و ممثليه ممن حضروا في شرم و من المنتظر أن يجتمعوا في القمة العربية في اخر مارس الحالي ليكونوا "جيش النيل العظيم" ثانية بقيادة جيشنا الوطني لدحر الإرهاب الحقيقي بعيدا عن "المعايير الإزدواجية" و من أجل صفحة جديدة ترفع فيها مصر مشاعل الحضارة لصالح إنسانية هذا العالم مرة أخري .. هذا ما يبدو و أن الشعب مصر و قيادته سيخوضون فيه و ان القدر قد وضعهم في هذا الطريق و الله المستعان ..
سادسا: خطابات القادة العرب
كانت كلمات القادة العرب في المؤتمر أكثر من رائعة و أكثر من متناغمة مع استدعاء أهم ما في مفهوم "خط الزمان Timeline" من حيث استدعاء كل مقولات الترابط العربي الثقافي و استدعاء كل أشكال الطاقة الإيجابيه التي فاضت بها و بشكل غير مسبوق قاعات المؤتمر بشرم الشيخ حيث شارك فيه مائة دولة و 25 منظمه دولية … و ذلك حين قال "محمد بن راشد ال نهيان" نائب رئيس دولة الإمارات و حاكم إمارة دبي :
"مصر منذ الطفوله كنانة الرحمن و قلب السلام و فيها خير أجناد الأرض , و بها و معها يصنع التاريخ الذي يعلمنا أن مصر عندما تكون قوية تكون قادرة علي بث الحياه في الأمه و تجديد مسيرتها ". و دعي حاكم دبي في كلماته الي قراءة التاريخ عن انكسار الغزاه علي عتباتها و مسيرات التحرر التي انطلقت من ترابها و علمائها و قرائها و أزهرها الشريف.
ما أروع ما قاله هذا القائد العربي في شرم الشيخ وما أروع ما يتبناه من مقولات يسعي لتجسيدها , و هنا أرصد ما ذهب إليه أ. سليمان عبد العظيم في ملحق خاص بمجلة المصور11-2-2015 حينما رصد اعتناق محمد بن راشد لأقوال صلاح الدين الأيوبي خاصة فيما قاله عن الحزم و العزم و قوة الارادة و المبادرة التي لا تمنع القائد من أن يتسم بقدرته علي العفو "لئن اخطيء في العفو أحب إلي من أن أصيب في العقوبه" .. و كل ذلك يصب في مجالات الطاقة الإيجابية التي يتعين علي القادة أن يضخوها في شرايين الشعوب… و في نفس الإتجاه جاءت كلمات الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السعودي حينما صفق له الحاضرون بشدة عندما ألمح لما تعانيه الأمه من تلك المعايير المزدوجة لقوي تعبث بمقدرات المنطقة.
و كذلك جاءت كلمات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي تحامل كثيرا وحضر ليؤكد كل تأييد أهل الكويت و حبهم لوطنهم مصر و كذلك كانت مشاعر أهل عمان و البحرين و السودان و الأردن و كل الأخوه الأشقاء …
كل هذه الخطابات و أصحابها جاءوا ليسجلوا في الفترة من 13-15 مارس سجلا ناصعا و رائعا يجسد ما قصدته "بخط الزمان كخط لضخ الطاقة الإيجابية" من علي أرض مصر لسائر المنطقة العربية و للعالم.
لقد تناولت موضوع الطاقة الإيجابية Positive Energy من منظور علم البرمجة اللغوية العصبية علي فترات عديدة سابقة , و كان اخرها مع المستشار الثقافي العماني بالقاهرة و في حضور وفد من عمان الشقيقة في مركز اعداد القادة , و في سياقات أخري و كان الهدف تأصيل لنموذج علمي ممنهج من منظور علم البرمجة اللغوية العصبية مبني علي أسس و مفاهيم هذا المجال الحيوي و لكن مع الإعتماد علي الخصوصية الثقافية و كيف نخلق نموذجا من واقع ممارسات شخصيات قيادية عظيمة لابد و أن نحلل خطاباتها من هذا المنظور , و هنا أعود لربط النقاط في عنوان المقال أعلاه بمفاهيم محورية من علم البرمجة اللغوية العصبية بالاضافة الي مفهوم "خط الزمان" وما ساقه إلينا القاده العرب بالمؤتمرفي هذا السياق.
و هنا أود أن أقول أن علم البرمجة اللغوية بني أساسا علي تحليل خطابات القيادات الناجحة علي كافة المستويات في كافة المجالات و النظر إلي كيف واجهت هذه القيادات التحديات و الصعوبات و الأزمات و كيف تغلبت عليها بقدرة "التمكين الذاتي" Self Empowerment دون أن تسيطر عليها المشاعر السلبية و أجواء البرنامج الصعب الذي واجهوه , و كيف إنتقلوا بقدرات خاصة من "برنامج سلبي" إلي برنامج ذي افاق أخري غير ما يعانون منه .
سابعا: خصوصية خطاب الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض
و عند تحليلي لعدد كبير من خطابات يمكننا تحليلها من منظور البرمجة اللغوية العصبية , توقفت أمام خصوصية خطاب القائد العظيم الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض –رحمه الله- الذي قمت بتحليل ما وقعت عليه عيني من أوراق و بيانات خاصة به بالإضافة الي ما رواه لي أبي –رحمه الله- المهندس المدني بالقوات المسلحة الذي أقترب منه في أحد المهام الفنية التي كلف بها و كان يحكي لي و لأخوتي عن هذا القائد الفذ و الإنسان المتواضع إلي أبعد الحدود هنا أذكر ما يلي:
كان البرنامج في أعقاب حرب 1967 "برنامج صعب و محبط و قاسي" علي كل المصريين و العرب , و سمي العدو تلك الحرب "حرب الأيام السته" للإستخفاف بنا "لاحظ في خطاب النصر في أكتوبر 73 حينما محي السادات –رحمه الله- تلك الإستعارة حينما قال : "لقد إفقدنا العدو توازنه في ست ساعات" , كان البرنامج صعب و قاسي في يونيو 67 و أضاف إليه العدو حربا نفسية شعواء فجاءت كلمات موشي ديان –وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق- من جامعة حيفا للطلاب الإسرائيليين لتقول :"إننا إمتددنا إالي القنطرة شرق في جبهة قناة السويس الي القنيطرة في سوريا و عليكم أن تمدوا هذه الحدود من النيل إلي الفرات و إن الجيش المصري أمامه خمسين عاما لتقوم له قائمة "…
كان هذا هو البرنامج الصعب و الكثيرين حينذاك يستغرقون في جلد الذات و التعمق في الاحباط و اليأس و الشعور بالهزيمة و الإنكسار… تماما كما يستغرق نفر من النافرين المحبطين دائما بتركيبتهم النفسية التي تحتاج إلي علاج بلا شك, فيقفون علي مربعات كمربعات الخونة المتربصين الذين لا يعرفون سوي خيانة الوطن و بث السموم و اليأس بأسلوب العرض المستمر و المقزز و هذا ضد الدين و الدنيا. و هذا يسلبهم الكثير أمام رب العالمين لأن السعي الإيجابي و البشارة و التفاؤل مع التعلم من الخطأ أهم ما جاء به الدين و ينبغي أن تجود به الدنيا علينا.
و من القيادات الحقة التي علمتنا كيف نرفض الهزيمة و نرفض الإحباط و اليأس . إن تاريخ هؤلاء يعد بمثابة ثروة في تأصيل نموذج للبرمجة اللغوية العصبية من منظور ثقافي خاص بنا… ففي تاريخنا الحديث أمثال الفريق عبد المنعم رياض و من كانوا معه في تلك الفترة الحرجة من تاريخنا علي كل المستويات و هنا نتذكر مثلا قائدة الغناء العربي أم كلثوم التي غنت فور الهزيمة في 10 يونيو كلمات لا أعرف لماذا لا نسمعها و أطالب بإعادة إذاعتها لعظمة اللحظة و الإحساس في مقاومة برنامج النكسة القاسي الذي رفضته أم كلثوم و رفضه الكثيرون علي الفور.. حيث غنت:
"سقط النقاب عن الوجوه الغادرة , فلنضربن بكل كف قادرة و لنرمين بكل روح هادرة , إنا فدائيون نفني ولا نهون .. إنا لمنتصرون .. لا لا لا يا عدوي لن تنال أرضي ولا بحري و جوي بل سأمضي و إنتصاراتي تدوي .. إنا لمنتصرون نفني ولا نهون"…
مصر التي في خاطري و في دمي و خط الزمان:
إذا كانت هناك قيادات كعبدالمنعم رياض عسكريا فقد تزامنت و إندمجت مع رسالتها قيادات فنية مثل أم كلثوم التي تمثل قائدا عظيما في مجالها , أطالب القاريء بالاستماع لتسجيل نادر لها وهي تدعو لمصر من قلبها و تبتهل لله العلي القدير في خشوع قبل أن يرفع الستار لتغني رائعتها لقائد اخر وهو رياض السنباطي "صوت الوطن" … اسمعها وهي تقول:
"يا دولة الظلم إنمحي و بيدي" … "يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها مثلي أنا" …
"نحبها و نفتديها بالعزيز الأكرم من عمرنا و جهدنا"… "لا تبخلوا بمائها علي ظمي و أطعموا من خيرها كل فم" … "أحبها للموقف الجيل , من شعبها و جيشها النبيل" ….
فجيشها و شعبها لا ينفصلان , كخصوصية ثقافية نادرة .
لقد إستشهدت كريستين لاجارد بصندوق النقد الدولي في المؤتمر الإقتصادي بأغنية كوكب الشرق حينما ذكرت المصريين بأغنية لأم كلثوم بقولها :
"وما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا" …
و يحكي الفنان الراحل غسان مطر أن عبدالحليم حافظ كان في لبنان ليغني أغانيه العاطفية في يونيو 67 و اذا بالنكسة تحدث فيستدعي الملحن و المؤلف ليغني أغنية "فدائي" المعروفه في تلك الحفلة في لبنان و التي أعدنا إذاعتها هذه الأيام و تجدها عظيمة جسورة ذات أداء قيادي رائع و كأنها ألفت اليوم و كان من يجسد هذه الأغاني و فورا علي الأرض أمثال الفريق عبد المنعم رياض الذي عينه الرئيس جمال عبدالناصر رئيسا لأركان حرب الجيش المصري.
عندما أستمع لأغنية "فدائي" لا تفارقني صورة الشهيد رياض
"وسط المخاطر هناك مكاني و النصر عمره ما كان أماني .. جوه المواقع بين المدافع وسط القنابل انسف اقاتل و أموت أعيش مايهمنيش" لم يكن هناك أفضل من عبد المنعم رياض ليكون رئيسا لأركان حرب الجيش المصري العظيم و كان معه حينذاك الفريق محمد فوزي كوزير للدفاع و كليهما كان خارج "شلة المشير عامر" التي كان يري عبد المنعم رياض كما ورد في حوار له مع حسنين هيكل "ان هذه الشله ستؤدي الي كارثة .." حيث أبعدوه الي ما يسمي بالجبهة الشرقية الموحده في الأردن … لقد عاد عبدالمنعم رياض بعد النكسة ليكون "جوه المواقع" و حقق أهم أربع مجابهات رئيسية منتصرة علي العدو و هي:
المجابهة الأولي: "نوبة صحيان رقم واحد"
ففي 1يوليو 1967 أي بعد ثلاثة أسابيع فقط من نكسة 1967 …ظن العدو أننا قد أصبحنا جثة هامدة خاصة علي أنغام المحتقنين اليائسين في واقعنا الذين يضخون طاقاتهم السوداء السلبية من باب "خلاص مفيش فايدة" , فإذا بأبطال الطاقة الإيجابية الذين "لا يضرهم من خذلهم" , يتقدمهم عبدالمنعم رياض بإدارته لأول معركة بعد النكسة ضد العدو المغرور حيث منع العدو من التقدم لمنطقة رأس العش ليحتلها ثم يتقدم الي مدينة بورفؤاد في شرق القناة فيتم بذلك احتلاله لكامل الضفة الشرقية و تكون القاعدة البحرية في بورسعيد و كذلك كل المدينة معرضة أكثر لنيرانه. فهنا يحرك عبد المنعم رياض فرقة من 30 فرد من الصاعقة المصرية ليضرب أرتال المدرعات و الدبابات الإسرائيلية بالأسلحة المضادة للدروع فيحقق نصرا باهرا علي العدو و تنفلت أعصاب هذا الأخير فيرسل بقوات كبيرة للمرة الثانية لاقتحام رأس العش , و لكن رياض يأمر الصاعقة بالتصدي لهم و في تلك المعركة يفاجأ العدو بتغطية مكثفة من المدفعية في غرب القناة و تضرب عليهم الفرطاقة-المدمرة- البحرية"إبراهيم" من بورسعيد, و تشترك طائرتان من قواتنا الجوية فتكون معركة أسلحة مشتركة ناجحة تدمر قوات العدو و تحرمه من احتلال رأس العش للمرة الثانية , فيكتفي العدو بما إلتهم و يتجنب المزيد من الخسائر , و يحتفل المصريون بنصر يرفع كل معنويات القوات المسلحة في وقت عصيب … و نبدأ بذلك حرب الاستنزاف و يدون عبد المنعم رياض أول ملاحظاته بتعميم استخدام الصاعقة و الأسلحة المذادة للدروع للتصدي لمدرعات و دبابات العدو , وهذا ما تم فعلا في الموجه الأولي للعبور الذي كان يخطط له مع زملائه.
المجابهة الثانية: "نوبة صحيان رقم 2″
تتم هذه المجابهة حينما بدأ عبدالمنعم رياض في قيادة معارك الدفاع الجوي فيأمر باستخدام صواريخ سام فيسقط ثلاثة طائرات للعدو في يوم إرتفعت فيه المعنويات و كانت إشارة البدء في عملية قطع ذراع العدو الأولي وهي قواته الجوية المتفوقة عددا و عدة… فيسجل أهمية إنشاء حائط الصواريخ "الشهير" الذي أسقط ثلث السلاح الجوي الإسرائيلي في حرب 1973 و صدرت الأوامر لطياريه بالابتعاد عن جبهة قناة السويس وكان العدو في حالة ذهول تام من حجم تلك الخسائر.
المجابهة الثالثة: نوبة صحيان رقم 3
ثم تأتي المجابهة النوعية الثالثة ليأمر بالتصدي للمدمرة إيلات بالقرب من سواحل بورسعيد ليسجل أول عملية نوعية في التاريخ العسكري العالمي حيث أثبت إمكانية أن تدمر لنشات صواريخ صغيرة مدمرة كبيرة بحجم إيلات و يالها من مناسبة أرسلها الله تعالي في طريقه حيث صادف تدمير المدمرة يوم إحتفاله بميلاده في 21 نوفمبر.
المجابهة الرابعة "الرئيسية" : نوبة صحيان رقم 4
فكانت في 8 مارس 1969 حينما قرر تدمير العديد من نقاط خط بارليف بقصف مدفعي عنيف, و حينما ذهب في 9 مارس ليكتشف تأثير ذلك القصف حدثت إشتباكات علي الجبهة فقام بإدارة المعركة من داخل خطوط الجبهة الأمامية لمدة ساعة و نصف و كان قبلها يتفقد القوات فذهب للموقع رقم 6 وهو علي حافة القناة حيث إستشهد رحمه الله تعالي..
من هنا تكمن الأهمية الخاصة لخطاب و ممارسة الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض في أنه أصر علي رفض البرنامج الصعب –برنامج الهزيمة – و الإنتقال بخطوات منهجية و علمية و محطات مدروسة الي النصر . لقد كان عبد المنعم رياض ملهما ولا يزال ,فهو شهيد ميدان التحرير حيث يرتفع تمثاله هناك بجوار ذلك الميدان الذي شهد مليونية يوم جنازته التي خرجت من عمر مكرم و عقبها أصر تلميذه النجيب إبراهيم الرفاعي للإنتقام لأستاذه حيث عبر قناة السويس من نفس موقع المعدية رقم 6 الذي استشهد فيه استاذه عبد المنعم رياض لينتقم من كل أفراد ذلك الموقع الذي إنطلقت منه القذيفة التي أودت بحياة رياض .. فماذا فعل إبراهيم؟؟
عبر بمجموعته المسماة بالمجموعة 39 صاعقة ليقتحم ذلك الموقع و يقتل كل من فيه و كانوا 44 عنصرا إسرائيليا بين ضابط و جندي , و لدينا وثيقة من وثائق الأمم المتحدة تتقدم من خلالها إسرائيل بشكوي ضد مصر لمجلس الأمن بالأمم المتحدة فتقر بأن هذه العملية قد جسدت قتلا وحشيا "Act of Overkilling"… ينتقم إبراهيم و يرفع العلم المصري علي ذلك الموقع الذي أباده بالكامل , كان ما سبق المجابهة رقم خمسة التي تولي القيام بها تلميذ رائع نيابة عن معلمه المبهر و كانت تلك المحطات أسس برنامج النصر في حرب أكتوبر رمضان 1973 , أضف الي المنهج العلمي خطابه عن وحدة الكيان العربي ووحدة المصير المشترك الذي عبر عنه أروع تعبير حيث جمع بين القائد العسكري الفذ و الفكر العلمي . من هنا أري ذلك تفصيلا لأهم مفاهيم علم البرمجة اللغوية العصبية علي أرض الواقع , ما دفعني لكتابة بحث أولي عن هذا الأمر نشرته مجلة الإدارة بالمنطقة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية جاء بعنوان "البرمجة اللغوية العصبية و أسئلة فجوة الإدارة: بين سيناريوهات مونت فلير و سيناريوهات رأس العش العربية" أكتوبر 2013.
ما قصدته من هذه الدراسة حينذاك أن نتخذ منها أساسا للطاقة الإيجابية النابعة من رأس العش لتتشكل منها سيناريوهات عربية نحو قيم التقدم تنطلق من مخزون الطاقة الايجابية عبر "خط الزمان" الممتد ثم جاءت خطابات القادة العرب وما مارسوه في شرم الشيخ لتؤكد وحدة المصير و أخوة العرب و تعبر تعبيرا واضحا عن ذلك الامتداد الذي نراه في "خط الزمان" من عبدالمنعم رياض الي القادة العرب بالمؤتمر الاقتصادي و ليمتد هذا الخط الي نهايته لننتقل من برنامج و أوضاع اليوم إلي برنامج و أوضاع مستقبلية ذات أفاق غير مسبوقة نسجل من خلالها وحدة حقيقية و عودة لروح الأمة .. لأمة تبني الإخاء و المجد و ترد كيد المعتدين ..
أ-د | حسن محمد وجيه
أستاذ التفاوض الدولي و العلوم السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.