عودة العلاقات الأمريكية مع كوبا، يحمل علامات استفهام كثيرة، فما هو الثمن وراء عودة العلاقات مرة أخري، خاصة بعد أن صنفت الولايات المتحد الأمريكيةكوبا بأنها دولة راعية للإرهاب. وجاء خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتطبيع العلاقات مع كوبا، رغم الحصار الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية التي فرضتها أمريكا على كوبا لسنوات طويلة طالت لأكثر من نصف قرن، وكانت هدفًا سياسيًا أساسيًا لأمريكا تجاه هافانا "كوبا"، ليزيد الموقف غموضًا. وكانت رؤية أوباما للحصار بإنها سياسة عفا عليها الزمان ويجب تغييرها موضحا بأنه سيكوون هنا تعاون بين الدولة الكبيرة والدولة الصغيرة لمكافحة الإرهاب والمخدرات، وطلب من وزير الخارجية جون كيري الاتصال بنظيره الكوبي، وعودة فتح السفارات،وإعادة النظر في تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب، وبذلك يمكن للمواطنين الأمريكان السفر إلي كوبا بعد أن كانت هناك إجراءات مشددة وصارمة عليه، ويمكن للشركات الأمريكية تبادل البضائع والمعاملات التجارية مع كوبا، وأكد اوباما انه سيحاول إقناع الكونجرس الأمريكي برفع الحظر التجاري المفروض منذ عام 1961. وكانت كوبا قد أفرجت عن عامل المساعدات الأمريكي ألان جروس الذي وصل إلى قاعدة جوية قرب واشنطن كما ستفرج أيضا عن عميل للمخابرات الأمريكية ظلت تحتجزه لأكثر من 20 عاما في مقابل ذلك تفرج واشنطن عن ثلاثة كوبيين محتجزين في أمريكا. ولكن الانتقادات لم تلبث أن بدأت من جهة أعضاء الكونجرس الأمريكي سواء في الحزب الجمهوري أو الديمقراطي الذي ينتمي له أوباما لقرار تطبيع العلاقات مع كوبا ففي انتقاد لرئيس مجلس النواب جون بينر وهو من الحزب الجمهوري أن العلاقات مع كوبا لا يجوز مراجعتها فماذا يحدث إذا تم تطبيعها ويستطيع الشعب الكوبي التمتع بالحرية واعتبر بينر أن قرار أوباما سلسلة من التنازلات لصالح ديكتاتورية تعمل شعبها بوحشية وتتعاون مع أعداء أمريكا. ومن المثير أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي وممثل الحزب الديمقراطي روبرت مينانديز وهو من أصل كوبي في ولاية نيوجيرسي قال أن هذا الإجراء يبرر أعمال الوحشية للحكومة الكوبية بينما عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ماركو روبيو الذي ينحدر من أصول كوبية أكد انه سيبذل جهده لمنع هذه المحاولة الخطيرة والبائسة في تطبيع العلاقات مع كوبا ويري أن كوبا دولة راعية للإرهاب وتواصل العمل بنشاط مع أنظمة مثل كوريا الشمالية لتهريب الأسلحة عبر القارة الأمريكية وبطرق تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي. من هافانا قال الرئيس كاسترو إنه كان هناك حوار عالي المستوي مع الرئيس باراك اوباما استطعنا التقدم في حل بعض الموضوعات بما يحقق مصلحة الدولتين. تاريخ العداء الأمريكي لكوبا طويل بعد الثورة الكوبية عام 1959 فهي تبعد 80 ميلًا عن الساحل الأمريكي وصعدت بفيدل كاسترو ومن بعده شقيقه راؤول لقمة السلطة حيث تبادلت كوبا الفكر الشيوعي مع روسيا وقويت وجهات النظر والتقارب بينما كانت واشنطن تقود المعسكر الليبرالي الرأسمالي المناهض للشيوعية وبعد ان فشلت امريكا في الإطاحة بفيدل كاسترو مطلع الستينات القرن الماضي في عملية عرفت باسم خليج الخنازير بتأسيس مناوئين لفيدل كاسترو في المنفي وتسليحهم بينما اتفق كوبا مع الاتحاد السوفيتي علي بناء قاعدة صواريخ في الجزيرة الكوبية وتصبح أمريكا في مرمي من الصواريخ السوفيتية وقبل اكتشافها ذلك الاتفاق في أكتوبر 1962 كانت أمريكا تفرض حصارا تجاريا على كوبا بدا في 1961 وانقطعت العلاقات الدبلوماسية منذ ذلك الوقت وقد وضع اكتشاف أمريكا لهذا النظام الصاروخي على شفا حربا نووية مدمرة. إلا أن التصعيد بين القوتين العظمتين في ذلك الوقت أدي إلي توافق حلة رفع القواعد الصاروخية مقابل امتناع أمريكا عن غزو كوبا واتفاق بنزع الصواريخ النووية الأمريكية من تركيا وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي اتجهت أمريكا لانتقاد أوضاع الحريات وحقوق الإنسان في كوبا.