كتب – كريم مجدي: صورة الغارة الجوية الإسرائيلية على دمشق أمس قال التلفزيون السوري ووكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن مقاتلات إسرائيلية استهدفت مساء أمس الأحد، منطقتين في ريف دمشق، دون أن تتسبب في وقوع خسائر بشرية، بينما لم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي على ذلك. وأفادت وكالة سانا بأن "العدو الإسرائيلي شنّ عدوانا آثما على سوريا عبر استهداف منطقتين آمنتين في ريف دمشق في منطقة الديماس وقرب مطار دمشق الدولي المدني"، مضيفة أنه "لا خسائر بشرية" في الغارتين. كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حدوث الغارتين، وقال "نفذت طائرات حربية -يعتقد أنها إسرائيلية- غارتين استهدفت إحداهما مستودعا للصادرات والواردات في مطار دمشق الدولي، بينما استهدفت الثانية مناطق عسكرية بمحيط الديماس في ضواحي العاصمة دمشق، حيث سُمع دوي نحو عشرة انفجارات على الأقل في المنطقة". في حين التزمت السلطات الإسرائيلية الصمت حول الموضوع، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه لن يعلق على "التقارير الأجنبية". ليست الغارة الأولى منذ بداية الصراع في سوريا في مارس 2011، قامت إسرائيل بشن عدة غارات جوية في سوريا، والتي قد استهدفت أنظمة أسلحة متطورة نسبياً، تتضمن أنظمة دفاع جوي روسية وإيرانية الصنع، يعتقد أنها أرسلت خصيصاً لحزب الله، وتقول صحيفة الجارديان، أن هناك توقعات بأن الغارات الجوية التي وقعت أمس استهدفت صواريخ "اس-300″ روسية الصنع. مقاتلة إسرائيلية F-16 وكان عدد من الأشخاص قتلوا في غارة نفذها الطيران الإسرائيلي على أهداف عسكرية وإدارية سورية في هضبة الجولان في 15 يوليو الماضي، واستهدفت الغارات مقر اللواء 90 ومدينة البعث التي توجد فيها مقار ومراكز إدارية تابعة للسلطات السورية في الجولان في محافظة القنيطرةجنوب سورية. وقال الجيش الإسرائيلي إن طيرانه استهدف المنشآت التي اعتبرتها إسرائيل مرتبطة بتفجير أصيب فيه 4 جنود إسرائيليين. وفي مايو من العام الماضي قصفت الطائرات الإسرائيلية جمرايا بريف دمشق، وقالت تل أبيب إنها استهدفت شحنة من صواريخ "فاتح 110″ الإيرانية كانت في طريقها إلى حزب الله. سوريا تتهم إسرائيل بدعم المعارضة السورية يقول البيان الذي صدر من جانب القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، أن هذا يؤكد ضلوع إسرائيل المباشر في "دعم الإرهاب" في سوريا إلى جانب دول غربية وإقليمية ل"رفع معنويات التنظيمات الإرهابية" منها "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش". أرشيفية – جبهة النصرة يذكر أن إسرائيل قالت في وقت سابق، أنه لا يوجد ليدها نية للتدخل في الصراع الدائر في سوريا بين الرئيس بشار الأسد وبين المعارضة المسلحة، ولكنها تعهدت بمنع وقوع أي أسلحة متطورة في يد الحكومة السورية حتى لا يتم نقلها إلى حزب الله بلبنان. حتى الأن لا يوجد دليل أن إسرائيل قد دعمت جبهة النصرة أو داعش، إلا أن تقارير صدرت من جانب الأممالمتحدة ترصد تعاون وتنسيق واجتماعات بين إسرائيل وفصائل سورية معارضة تصنف بالمعتدلة. هل ساعدت إسرائيل المعارضة السورية ؟ تكشف تقارير مراقبي الأممالمتحدة في هضبة الجولان في السنة والنصف الأخيرة عن نمط ونطاق التعاون بين إسرائيل وتنظيمات المعارضة السورية. ذُكر في التقارير، التي قُدمت للاطلاع عليها إلى 15 الدول الأعضاء في الأممالمتحدة وتظهر في موقع الإنترنت للأمم المتحدة، تفاصيل عن اللقاءات التي تجري على الحدود بين ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي ومسلحين من المعارضة السورية. في مارس 2013، بدأت إسرائيل باستيعاب جرحى سوريين للعلاج الطبي في أراضيها. أقام الجيش على مقربة من الحدود مشفى ميدانيا في هضبة الجولان، بل ونقل جرحى سوريين للعلاج الطبي في مستشفيات ميدانية في صفد ونهريا. في نفس الشهر، أرسل مندوب سوريا في الأممالمتحدة، بشار الجعفري، عدة شكاوى للأمين العام، بان كي مون، مدعيا أن في المنطقة العازلة التي يعمل فيها مراقبو الأممالمتحدة، هناك تعاونا واسع النطاق بين إسرائيل والثوار. شكا السفير السوري عن نقل الثوار الجرحى إلى الجانب الإسرائيلي والعودة منه، وكذلك عن الدعم الإسرائيلي الإضافي الذي تمنحه للمعارضة. قوات حفظ السلام في مرتفعات الجولان ادعت إسرائيل بداية أن الجرحى المعالجين هم مواطنون يصلون إلى الجدار الحدوديّ بمبادرة منهم ودون تنسيق مسبق، لأنه لا يمكنهم الحصول على علاج طبي يلائمهم في الجانب السوري. بعد ذلك، حين ازداد نقل الجرحى السوريين للعلاج في إسرائيل، ادعى الجيش الإسرائيلي أن عملية نقل واستيعاب الجرحى يتم بالتنسيق مع مواطنين سوريين وليس مع تنظيمات المعارضة المختلفة. لكن تقارير مراقبي الأممالمتحدة في السنة الأخيرة تُظهر أن اتصالا مباشرا يجري بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين من تنظيمات المعارضة في سوريا. في التقرير الذي نُشر بين أعضاء مجلس الأمن للأمم المتحدة في 3 من ديسمبر 2013، ذكر المراقبون حدثا وقع قبل ذلك بشهر ونصف. "في 15 سبتمبر جُرح شخص في انفجار في القسم الجنوبي من منطقة نشاط الأندوف، في داخل خط برافو (في الجانب السوري للحدود)"، ذُكر ذلك في التقرير. "نقله مسلحون من المعارضة السورية ما بعد خط وقف إطلاق النار، ومن هناك إلى سيارة إسعاف مدنية رافقتها مركبة عسكرية إسرائيلية". ذكر المراقبون أنهم لاحظوا بين تاريخ 9 حتى 19 نوفمبر، تم نقل عشرة جرحى مسلحين من المعارضة السورية، على الأقل، إلى الجانب الإسرائيلي وتسليمهم إلى الجنود الإسرائيليين. الجولان في مارس 2014، ذكر مراقبو الأممالمتحدة أن اللقاء بين الجنود الإسرائيليين ومسلحي المعارضة السورية يجري قريبا من نقطة مراقبة رقم 85 للأمم المتحدة. حسب الموقع الرسمي للأندوف، فهي نقطة تقع جنوب هضبة الجولان- نحو كيلومترين شمال شرق كيبوتس رمات مجشيميم. "خلال الفترة التي نتحدث عنها (ديسمبر 2013 حتى مارس 2014)، شاهدت الأندوف عدة حالات قام فيها مسلحون سوريون بالتواصل مع قوات عسكرية إسرائيلية ما بعد خط وقف إطلاق النار، قريبا من نقطة مراقبة 85″، هذا ما كُتب في التقرير. "في حالات كثيرة، خاصة في فترة المعارك الضارية بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة، لاحظت الأندوف مسلحي معارضة ينقلون جرحى من جانب برافو (الجانب السوري) إلى ما بعد خط وقف إطلاق النار على مقربة من قوات الجيش الإسرائيلي. في تاريخ 17 يناير 2014، لاحظت الأندوف أن قوات إسرائيلية في جانب خط ألفا (الجانب الإسرائيلي) تنقل ثلاثة أشخاص إلى مسلحي معارضة سورية وصلوا من جانب خط "برافو". في التقرير الأخير الذي نُشر بين أعضاء مجلس الأمن في الأول من ديسمبر تم وصف لقاء آخر مثير للانتباه بين جنود الجيش الإسرائيلي والمعارضة السورية، الذي شاهده مراقبو الأممالمتحدة، والذي جرى في 27 ديسمبر قريبا من نقطة المراقبة 80، على بعد ثلاث كيلومترات شرق بلدة يونتان الإسرائيلية. "لاحظ مراقبو الأندوف جنديين إسرائيليين في الجانب الشرقي من الجدار الحدوديّ يفتحان البوابة ويسمحان لرجلين آخرين بالمرور من الجانب السوري إلى الإسرائيلي"، ذُكر ذلك في التقرير. على العكس من باقي التقارير السابقة، لم يُذكر أن هذين الرجلين جريحان، ولم يتضح لماذا اجتازا إلى الجانب الإسرائيلي.