الأمير القطري تميم بن حمد تقرير | كريم مجدى تناقلت العديد من الصحف القطرية، بيان العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي تناول فيه اتفاق الرياض الذي يهدف إلى وضع إطار شامل للتوافق بين الأشقاء العرب لمواجهة التحديات. وجاء في البيان السعودي، "أناشد مصر شعباً وقيادة للسعي معنا في إنجاح هذه الخطوة في مسيرة التضامن العربي – كما عهدناها دائما عونا وداعمة لجهود العمل العربي المشترك". ودعا عبد الله قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام للسعي "من أجل تحقيق هذا التقارب الذي نهدف منه إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه فالحكمة ضالة المؤمن". ويذكر أن مسؤول خليجي رفيع المستوى قال لصحيفة الحياة اللندنية، أن "الدوحة تعهدت خطياً أول من أمس بتعديل سياستها خلال شهر من الاجتماع، وأكدت (الدوحة) التزامها وقف الحملات الإعلامية ضد مصر". في إطار هذا، توقع الكثير من المحللين وكتاب الرأي أن تخفف قطر من وتيرة الهجوم على مصر في الفترة القادمة، إلا أن هذا يبدو محل شك في نظر الكثيرين، ومن هنا نلقي الضوء على تغطية الصحف القطرية للبيان السعودي ورد الرئاسة المصرية عليه. ونشرت جريدة العرب القطرية، على لسان رئيس تحريرها، عبدالله بن حمد العذبة، بيان يشيد بدعوة خادم الحرمين، حيث وصفته الصحيفة بالموقف العروبي الحكيم وأن السعودية هي الخيمة العربية. صحيفة العرب القطرية وجاء في نص البيان، "ثمّن الأستاذ عبدالله بن حمد العذبة رئيس تحرير «العرب» دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية -حفظه الله- للشقيقة جمهورية مصر العربية شعباً وحكومة لدعم اتفاق الرياض التكميلي ونبذ الخلافات، كما رحب بالبيان المصري الرسمي للاستجابة لهذه الدعوة، متمنياً أن تعود القاهرة كسابق عهدها مركزاً للعروبة. وحول الخلاف الإعلامي مع مصر، قال العذبة: للأسف لم نتوقع أن يشهد الإعلام المصري هذه الحالة من التردي والنزول والخوض في الأعراض، وتناول شخصيات قطرية مسؤولة ومقدرة على مستوى العالم العربي والعالم ككل بهذا الشكل، موضحاً أنه كانت هناك رؤى في الدوحة، وآراء أخرى في القاهرة، وكانت هناك اختلافات في وجهات النظر، ولكن الإعلام القطري لم يخض في الأعراض، ولم يتحدث بهذا الشكل عن نساء مصر أو غير نساء مصر، وهذا من منطلق ديننا الحنيف. وأضاف أن هذا المستوى من الإعلام لا يرضي بالطبع خادم الحرمين الشريفين ولا حتى الشعب المصري ولا أي إنسان عربي، وبالتأكيد الجميع يدين الخوض في الأعراض، ولا يمكن أن يقبله أبداً، فالمشكلة الحقيقية أن هناك انزلاقاً في مستوى الاختلافات، حيث نزل الحوار إلى مستوى لا يرضي أحداً بأي شكل من الأشكال. ودعا العذبة الجميع إلى عدم الالتفات للماضي، والاتجاه للمستقبل، والبناء على مضامين بيان خادم الحرمين الشريفين، قائلاً: «نحن نتمنى أن نجد مصر التي نعرفها ونريدها.. مصر التي تجمع ولا تفرق.. مصر صاحبة الإعلام الراقي». وبشأن الخلاف بين الحكومتين القطرية والمصرية، قال رئيس تحرير «العرب»: «دعونا نؤكد أولاً على أن يكون الاختلاف في وجهات النظر اختلافاً راقياً وليس خلافاً بالشكل الذي أوضحناه، كما علينا الآن ألا نخوض في الماضي، ونبني المستقبل، وأن نتجاوز هذه المرحلة التي لا تليق بمصر ولا تليق بإعلامها». وحول مزاعم دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين ووجود منتميها على أرض قطر ما يؤدي إلى تفاقم الخلاف، قال العذبة: «لا يعني وجود بعض المنتمين للإخوان على أرض قطر أنهم مدعومون من الدولة»، متسائلاً: «هل وجود بعض أفراد الإخوان المسلمين في بريطانيا يعني أن بريطانيا تدعمهم مثلاً؟». قال العذبة: «ليس لدى دولة قطر أي مشكلة مع مصر، وظلت الدوحة تدعمها حتى بعد عزل الدكتور محمد مرسي، حيث وجه سمو الأمير -حفظه الله- بالاستمرار في إرسال شحنات الغاز، ولم تطالب قطر بالودائع القطرية في بنك مصر المركزي»، مشدداً في الوقت ذاته على أن «قطر لن تخوض حروباً بالوكالة عن أحد». وأضاف أن قطر ليس لديها أي مشكلة مع مصر، وظلت تدعمها حتى بعد عزل مرسي. أما جريدة الرأي القطرية، فقد نشرت بيان أشادت فيه بالبيان السعودي، وجاء في نص بيان الجريدة، "إن المضامين التي طرحها خادم الحرمين الشريفين تأتي مواصلة لحرصه على وحدة الصف الخليجي ولم الشمل، وتعزيز التضامن العربي والإسلامي من أجل درء المخاطر الكبيرة التي تحيط بالعرب والمسلمين، ومن هنا جاءت أهميتها لأنها تدعو جميع العرب من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية العربية تقوم على تعزيز الدور العربي المشترك الخالي من التوترات والخلافات الجانبية، ولذلك فإن المطلوب خليجيا وعربيا دعم هذه المضامين لأنها تشكل ركيزة أساسية للمرحلة القادمة بالمنطقة." جريدة الراية القطرية لكن رغم هذا لم يتم رصد تغيير في سياسة الجريدة بخصوص مصر، حيث تم نشر تقرير، أمس الثلاثاء، تحت عنونا "مصر: أسوأ عصور القمع وتكميم الإعلام". أما قناة الجزيرة، فقد نقلت البيان السعودي، في نفس الوقت تجاهلت القناة بيان الرئاسة المصرية، وظلت السياسة التحريرية للقناة كما هي، حيث نشرت مساء أمس، تقرير تحت عنوان "سخط بمصر من ممارسات الأمن بذكرى "محمد محمود"، وخبر بعنوان "مسيرة ليلية تندد بالانقلاب والجرائم ضد المعتقلين بمصر".