كتب – كريم مجدي: البحرية الإيرانية دخلت المجموعة الثانية والثلاثون، التابعة لسلاح البحر للجيش الإيراني، يوم السبت الماضي، المحيط الهندي، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية. وكانت هذه المجموعة من القطع البحرية قد بدأت مهمتها من المنطقة الأولي لسلاح البحر بالجيش (بندرعباس)، وعبرت في إطار مهمتها الموكلة إليها، مضيق هرمز وميناء جاسك وبحر عمان وشواطئ مكران ودخلت إلى المحيط الهندي. ويأتي إيفاد هذه المجموعة من قبل أركان قيادة سلاح البحر للجيش، إلى خليج عدن بهدف حماية مصالح إيران في المياه الدولية. وتتولي هذه المجموعة من القطع البحرية مهمة توفير أمن خطوط الملاحة البحرية للسفن التجارية والنفطية وسائر السفن التي ترفع علم إيران في المنطقة المذكورة، ونجدة سائر السفن الأجنبية التي تطلب المساعدة الطارئة في خليج عدن. التتخوفات تتصاعد خليج عدن آثارت سيطرة جماعة أنصار الله على عدة مدن استراتيجية داخل اليمن، وبالأخص المدن التي تقع على ساحل البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب مثل الحديدة، العديد من التساؤلات والتخوفات لدى الخبراء والمحللين في الفترة الاخيرة، وتزداد هذه التخوفات بدخول القطع البحرية الإيرانية إلى خليج عدن القريب من مضيق باب المندب، حيث يتوقع البعض أن توفر إيران غطاء للحوثيين في حالة تحركهم جنوباً للاستيلاء على باب المندب. ويعتبر باب المندب معبراً دولياً مهماً، حيث تعبر منه سنويّا ملايين البراميل من الوقود ويمر به نحو 25 ألف سفينة سنويا، ويمتلك اليمن أفضلية نسبية في التحكم فيه، ويوفر لها تسهيلات في الحصول على دعم سخي من إيران من دون عناء أو مشكلات أمنية، ويشكل مضيق باب المندب مع قناة السويس أهم اختصارات لطرق التجارة بين الغرب والشرق، خاصة بين أوروبا وآسيا، كما أنهما يشكلان الممر المائي الأساسي بين الخليج العربي وخليج عمان، والبحر المتوسط، ويرى بعض المتخصصون أن بمجرد سيطرة أنصارالله عليه، سيعد انتهاكاً لاتفاقية "جمايكا"، التي سعت الأممالمتحدة إلى توقيعها بين الأطراف كافة في 1982 ودخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 1994. تبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولاً وممر هرمز ثانياً مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة. وتهديد هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح، حيث لا يقتصر الأمر على الإضرار فقط بمصر بل بجميع دول العالم التي تستخدم المضيق. إيران تؤكد نفوذها مضيق هرمز في هذا الإطار سألنا، د.مصطفى اللباد، رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية بالقاهرة، عن رأيه في إرسال إيران قطعها البحرية بتجاه خليج عدن، وهل هدفها فعلاً حماية مصالحها في الميادة الدولية، حيث قال "عندما تعلن إيران أنها تحمي مصالحها في المياه الدولية، فهذا تصريح ذي دلالة كبيرة، ومرد ذلك أن بتفسير المضمون، يعتقد أن لإيران مصالح خارج حدودها وفي المياه الدولية، بمعنى أن إيران تنظر لنفسها كقوة إقليمية كبيرة وتستعمل تحركات القطع البحرية لتأكيد ذلك الانطباع لدى دول المنطقة والعالم". كما قال اللباد عند سؤاله حول سعي إيران لإعطاء غطاء لحركة أنصار الله في اليمن في حالة تحركهم جنوباً للاستيلاء على مضيق باب المندب، "التحرك باتجاه خليج عدن هو بالفعل تحرك في دائرة مضيق باب المندب، مما يعني أن إيران تريد بعد سيطرتها الفعلية على مضيق هرمز في الخليج العربي، أن تبرز نفوذا في باب المندب، الذي يلي هرمز في السلسة البحرية المتجهة إلى نصف الكرة الغربي. أما الحوثيون فقد أصبحوا رقماً في معادلات اليمن الداخلية، سواء تمددوا إلى باب المندب الآن أم لم يتمددوا." وأضاف اللباد ملخصاً أهداف إيران، "بالتالي تستفيد إيران من تحريك قطعها البحرية استفادة ثلاثية: تأكيد الانطباع بالقوة الإقليمية، تمديد النفوذ إلى باب المندب، إسناد الحوثيين بشكل غير مباشر".