الفصائل الفلسطينية قالت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية أن غزة ومقاومتها انتصرت على جيش الاحتلال الإسرائيلي وحطمت أسطورته وجعلته أضحوكة العالم رغم فارق القوة المادية . وأضافت فصائل المقاومة الفلسطينية في بيان عسكري موحد ألقاه أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في مؤتمر صحفي فوق ركام حي الشجاعية شرق مدينة غزة مساء اليوم الأربعاء- "إن خروج مئات الآلاف من جماهير شعبنا في كل مدن ومخيمات وقرى الوطن والشتات هو التعبير الأصدق عن حقيقة إدراك شعبنا لحجم النصر الذي حققه الله على أيدي مجاهدي شعبنا ومقاومته". وأضاف : "لقد انتصرت غزة وانتصرت مقاومتها وانتصر شعبها .. انتصرت غزة ؛ لأنها أنزلت هزيمة بجنود العدو على أعتابها ، وجعلتهم يهرولون تحت جنح الظلام هاربين من غزة ومن نيران القسام والمقاومة". وتابع : "انتصرت غزة المحاصرة ومقاومتها الباسلة؛ لأنها ضربت عمق الكيان الصهيوني ردا على عدوانه ، وقالت للمحتل : لا أمان لك في بقعة من أرضنا ، وهجرت عشرات آلاف المستوطنين الجاثمين على الأرض الفلسطينية، وأدخلت أكثر من ستة ملايين إلى الملاجئ في عمق فلسطين" . وأردف :"انتصرت غزة ومقاومتها؛ لأنها فعلت ما لم تفعله جيوش كبرى، وأجبرت عدوها على الاندحار وعطلت منظوماته الجوية والأرضية والبحرية ، وانتزعت المبادرة من عدوها ولم تظفره بأي إنجاز استراتيجي أو تكتيكي ، وسحقت كبرياءه المصنوع لعقود على شاشات الإعلام وفي مختبرات الحرب النفسية ، سحقته تحت أقدام المجاهدين والمقاومين الأبطال". وقالت فصائل المقاومة في بيانها:"أنتصرت غزة ؛ لأنها أسقطت نظرية الأمن واستراتيجية الحرب الصهيونية، وداستها إلى الأبد، وحطمت أسطورة الجيش الصهيوني المتفوق عسكريا وجعلته أضحوكة أمام العالم، ووقفت بندية أمام المحتل رغم فارق القوة المادية. وأضاف البيان :"انتصرت غزة ومقاومتها؛ لأنها أظهرت هشاشة المنظومة الأمنية والاستخبارية للمحتل الذي طالما تغنى ببنك الأهداف الدقيق المزعوم، فإذا ببنك أهداف يعلون (وزير الدفاع الإسرائيلي) هو متنزهات الأطفال ومساكن الآمنين المدنيين الأبرياء ، ومدارس الأونروا والمساجد والمستشفيات والمرافق المدنية ، بينما كان بنك أهداف المقاومة : ضباط نخبة الجيش الصهيوني، ودبابات الميركافاه ، والمواقع العسكرية والجنود والآليات والمطارات العسكرية. وذكر أن "غزة انتصرت برجالها ونسائها وأطفالها لأنها صمدت خمسين يوما وليلة أمام أعتى قوة عسكرية محتلة غاشمة ظالمة في المشرق العربي وفضحت كيان الاحتلال وقيادته الأمنية والعسكرية، وأظهرتهم على حقيقتهم، قتلة مجرمون، سفاحون سفاكون للدماء، يستهدفون المدنيين الأبرياء، وينتقمون من الأطفال والنساء، بعدما فشلوا في مواجهة المقاومين الأشداء". واعتبرت فصائل المقاومة " أن المعنى الأبرز للنصر هو صورة الوحدة الفلسطينية من خلف المقاومة وانتهاء كل صور ومعاني الانقسام والخلاف، وقالت "المقاومة توحدنا وتجمع شملنا وتنهي خلافاتنا". وتابع البيان :"هذا هو إنجازنا الأعظم من خلال هذه المعركة العظيمة، وهو يمثل الخط الأحمر الذي لن يسمح شعبنا لأحد أن يتجاوزه بعد اليوم، وسينظر بعين الريبة والاتهام لمن يعود إليه، فلا عودة للخلافات والانقسامات وتراشق الاتهامات، أو التنصل من المسئوليات، ليس مسموحا لأحد بعد اليوم أن يعود للماضي الأليم، وعلى الجميع أن يتقدم سريعا لتحمل مسئولياته تجاه هذا الشعب العظيم ومواساة آلامه وتضميد جراحه، والوقوف معه بكل صدق وإخلاص وعزم". ودعا قيادات الشعب الفلسطيني السياسية وقادة فصائله أن يعيدوا تقييم العمل خلال المرحلة السابقة من العمل الوطني بمحاوره المختلفة. وقال :"إن آليات العمل الوطني الداخلي تحتاج إلى مراجعة شاملة، فلم يعد هناك متسع لمزيد من تعطيل المؤسسات الوطنية أو إبقائها في قالبها وشكلها السابق، وأن تظل تستثني قطاعات من شعبنا وفصائله وقوى مقاومته الفاعلة، ولا بد من جهد سريع وجاد لإعادة صياغة وتشكيل المؤسسات الوطنية الجامعة لتكون قادرة على تمثيل هذا الشعب الأسطورة بالصورة الأفضل ولتصبح قادرة على حمل القضية الوطنية وتحقيق الأهداف والآمال التي حلم بها شعبنا وضحى من أجلها الكثير، كما أن أساليب العمل والكفاح الوطني لتحقيق هذه الأهداف تحتاج إلى مراجعة وطنية جماعية شاملة". وأضاف:"بات واضحا للجميع بعد هذه المعركة أن المواجهة السياسية والتفاوضية مع هذا العدو ليست كافية لانتزاع حقوق شعبنا وتحقيق أهدافه، وفرضها على هذا المحتل الذي لا يفهم إلا اللغة التي حدثته بها غزة طيلة الأيام الماضية، وأن القيادة السياسية لشعبنا يمكنها أن تكون واثقة بأن وراءها شعب عظيم ومقاومة باسلة ومجاهدون أبطال، وألا تسمح بعد اليوم لقيادة الاحتلال أن تبتزها وأن تتعامل معها بغير الكفؤ والنظير".