ذكرت اليوم صحيفة "السفير" اللبنانية أن الأمريكيين بدأوا استطلاعا جويا فوق الأجواء السورية دون أن ينتظروا انعقاد التحالف العالمي ضد الإرهاب وقبل التوصل إلى أي إطار سياسي للتنسيق مع دمشق ، فيما تجري مشاورات سورية – روسية، لإشراك الروس في العمليات العسكرية الجوية ضد تنظيم «داعش». ونقلت "السفير" عن مصادر سورية مطلعة، أن مروحيات أمريكية نفذت طلعات في اليومين الماضيين فوق الأراضي السورية، في إطار عمليات مطاردة تقوم بها في الغرب العراقي لأرتال «داعش»، التي تعمل في "دير الزور" و"الرقة"، والتي تستخدمها «داعش» كقاعدة خلفية لقواتها في العراق، خصوصاً في منطقة الشدادي جنوب الحسكة، حيث يعيد التنظيم تجميع ما غنمه من أسلحة ومعدّات ثقيلة، من مدفعية ودبابات الجيش العراقي. ونقلت الصحيفة عن مصدر سوري مسؤول قوله إن السلطات السورية لم تكن على علم مسبق بالطلعات التي قامت بها مروحيات أمريكية فوق ريف دير الزور والرقة، وإن التنسيق يقتصر على الحصول على معلومات وإحداثيات يستفيد منها الطيران السوري، في غاراته على مراكز ومواقع «داعش»، وهي معلومات وإحداثيات تمر عبر غرفة العمليات الأمريكية – العراقية المشتركة في بغداد واربيل، التي يشارك فيها 300 مستشار عسكري أمريكي، يعمل على مقربة منهم في اربيل مستشارون إيرانيون، لتنسيق الدعم لقوات "البشمركة"، وإعادة تسليحها وتزويدها بالمعلومات عن تحركات «داعش» في المنطقة. وأتاحت طائرات استطلاع أمريكية من دون طيار، تحلق فوق سوريا منذ أيام، الحصول على إحداثيات ومعلومات ساهمت بتكثيف الهجمات الجوية السورية ضد بنك كبير من الأهداف في دير الزور. وكان الأمريكيون قد كشفوا عن عملية فاشلة قامت بها قواتهم الخاصة في بلدة "العكيرشة" في الرقة، في الخامس من يوليو الماضي، لإطلاق سراح الصحفي جيمس فولي، الذي كان تحتجزه «داعش»، في منشأة نفطية في البلدة. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أشار بالأمس إلى أن العملية ما كان لها لتفشل لو أن الأمريكيين تعاونوا مع السوريين في تنفيذها. وأشار المصدر السوري إلى أن الأمريكيين يعملون أيضاً على استطلاع مواقع تابعة ل«داعش» يحتجز فيها، على الأرجح، ستة رهائن أمريكيين، من بينهم ستيفن سوتلوف، صحفي يعمل فى «فورين بوليسي»، الذي هددت «داعش» بإعدامه. وتضافرت عناصر دبلوماسية عربية وروسية وإيرانية، في الساعات الأخيرة لتعزيز الاتجاه إلى بلورة تحالف دولي ضد «داعش». فخلال الساعات الماضية أطلق السوريون رسالة دبلوماسية قوية من خلال إعلان موقف مؤيد وواضح لقرار مجلس الأمن الدولي 2170، الذي يستهدف تجفيف مصادرتمويل «جبهة النصرة» و«داعش»، وحثّ جيران سوريا على إغلاق معابر «الجهاد العالمي» في أراضيهم.
