كتب: أحمد أشرف يبدو أن رحلة السلطان العثمانى الجديد قد بدأت، ففى تطور سريع، للمشهد التركى، يبدو أن رجب طيب أردوغان، يسعى لإعادة سطوة "السلطان العثمانى"، فى التاريخ التركى القديم، فعقب فوزه بالانتخابات الرئاسية التركية، 10 أغسطس من الشهر الجارى، ظهرت بوادر "نية أردوغانية" لإحكام قبضته على الحياة السياسية التركية، فأقصى رفيق دربه «جول» واستعان ب«أوغلو» ليصبح كالخاتم فى إصبعه. ومن الآن إلى وقت تسلم أردوغان الرئاسة رسميًا، يوم الخميس المقبل في 28 أغسطس الجاري ينصرف الاهتمام إلى ترتيب خلافة أردوغان في الحزب والحكومة، التى حسمها أمس باختياره ل«أوغلو» رئيسا للوزراء. عبد الله جول أردوغان يقصى رفيق دربه «جول» وذكرت تقارير، نشرها مركز الخليج لللدراسات، أن أردوغان قد قطع الطريق على أي دور لرئيس الجمهورية الحالي عبدالله غول في الحزب والحكومة، رغم أن غول أبدى رغبته في العودة إلى الحزب، وهنا لا يتوقع أن يقوم غول بأي دور مهم في الحزب والحكومة قبل انتخابات 2015 النيابية، هذا إذا كان سيعطى دوراً ما . وتفسير المراقبين، لإقصاء غول عن دور مهم في هذه المرحلة وربما للأبد، هو أن أردوغان بتصفية عبدالله غول يكون أكمل تصفياته لرفاق دربه وشركائه، بعدما بدأ بتصفية نجم الدين أربكان في العام 2001 والداعية فتح الله غولين هذا العام . والآن يجيء دور عبدالله غول . وبذلك تخلو الساحة لأردوغان لكي يقيم نظام الشخص الواحد الذي يختصر الحزب والنظام في شخصه . أوغلو أردوغان يستعين ب«أوغلو» أعلن الرئيس التركي المنتخب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان،أمس، أن المكتب السياسي لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم اختار وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ليخلفه في زعامة الحزب ورئاسة الحكومة. وشدد أردوغان، على أن الاختيار تم بعد استشارات مكثفة وإجماع ضخم داخل الحزب، لكنه حذر في الوقت ذاته من انقسام في «العدالة والتنمية»، إذ أعرب عن «ثقته بأن الحزب سيتغلّب على محاولات زرع الفتنة داخله». وأشارت مصادر، لصحيفة الحياة اللندنية، في الحزب إلى أن الإجماع كان حلاً أخيراً، بعد رفض أردوغان تنظيم انتخابات علنية بمشاركة أكثر من مرشّح، وإغلاقه الباب أمام عودة الرئيس المنتهية ولايته عبدالله غل، كما أصرّ على تفعيل النظام الداخلي للحزب، من خلال منعه النواب الذين أكملوا 3 دورات في البرلمان، من خوض الانتخابات النيابية العام المقبل، ما يعني إغلاق الباب أمام 72 من أبرز قياداته. أردوغان «أوغلو» و«أردوغان».. ثنائية توافقية أما داود أوغلو، فبادر سريعًا بإثبات ولائه لأردوغان، فوصفه بأنه «قائدنا»، معتبراً أن الحزب الحاكم هو «حركة استعادت الدولة في السنوات ال12 الماضية، وستتابع ذلك بلا انقطاع». وتابع: «البلد الذي اعتُبر رجلاً مريضاً قبل 12 سنة، يقف الآن على قدميه، وتذكّر مهمته التاريخية وبدأ مسيرة مباركة». وتعهد ألا يستطيع «الكيان الموازي ولا أي قوة أخرى، مواجهة هذه المسيرة». ويُفترض أن يُنتخب داود أوغلو رسمياً رئيساً للحزب في 27 من الشهر الجاري، قبل يوم من تنصيب أردوغان رئيساً للجمهورية وتكليفه داود أوغلو تشكيل الحكومة. وحتى ذلك الحين، سيبقى أردوغان زعيماً للحزب الحاكم ورئيساً للوزراء ورئيساً منتخباً، وهذا ما تصرّ المعارضة على اعتباره انتهاكاً للدستور والقانون.