صرّح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بأن بعض المفكرين المحدثين لديهم فكر منحرف وسقيم، وأننا قد ابتلينا في زماننا هذا بمثل هؤلاء يعيشون بيننا ويستعملون أدوات تضل الناس عن الفكر المستقيم. وأوضح في بيان له، مساء اليوم الجمعة، أن من علامات هؤلاء المنحرفين، إنكار اللغة العربية، وإنكار الإجماع، وإنكار السنة النبوية، والقدح في العلماء عبر القرون، كما أنه يهرف أحدهم بما لا يعرف، ويتكلم قبل أن يتعلم حيث لم يعد هناك فرق عندهم بين المعلومات وبين العلم ، فالعلم يحتاج إلى منهج ويحتاج إلى علوم أصيلة وعلوم مساعدة ويحتاج إلى أستاذ ويحتاج إلى طول زمان، أما المعلومات التي تكون غالبًا من باب الثقافة لا تشكل عالمًا قادرًا على الحديث في مجاله. وتابع: ومن علامات هؤلاء أيضا حب المخالفة لما عليه المسلمون، والعناد على ما توصلوا إليه بفكرهم السقيم وزين لهم الشيطان أنه الصواب وينتج كل ذلك من الكبر ومن البعد عن العلماء ومن التقوقع على الذات، قال تعالى "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" [النور :63]. كما أشار فضيلته إلى أننا قد ابتلينا أيضا بمن يذهب إلى آيات أنزلها الله سبحانه وتعالى في المشركين فيحملها على المسلمين وكان سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – كما في صحيح البخاري – يرى ذلك من علامات الخوارج أنهم يذهبون إلى آيات أنزلها الله سبحانه وتعالي في المشركين فيحملوها على المسلمين. وضرب مثلا بأن بعضهم استدل بقوله تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاإِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ" [المائدة :104]، وقوله تعالى "قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ" [الشعراء 74]، وقوله "بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ" [الزخرف 22]، وقوله "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوَهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" [لقمان 21]، فينهي بذلك عن اتباع الآباء والأجداد. ووجه الدكتور علي جمعة، دعوته إلي هؤلاء، قائلا: بوضوح وبكل بساطة أقول لهم هل دعوات الإمام أبي حنيفة ، والإمام الشافعي، والإمام مالك، والإمام البخاري والإمام عبد القادر الجيلاني الأتقياء الأنقياء، رضى الله تعالي عنهم وأرضاهم، من اتباع الشياطين؟! أو أنهم دعونا إلى عذاب السعير؟! . وتابع "نحن الذين ندعوكم إلي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حيث يرشدكم ربكم بقوله "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" [النحل 43]،ويرشدكم ربكم بقوله"وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" [النساء 115]، ويأمركم الله سبحانه وتعالى بطاعة أولي الأمر من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وليس من أهل الوثنية والشرك، فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين".