بوتفليقة بوتفليقة صاحب الحظوظ الأعلى في انتخابات الرئاسة أمام 5 مرشحين ..وتخوفات من تزوير الانتخابات لصالح الرئيس المريض دعوات للإعتصام قبل الانتخابات بيوم أمام مقر الجامعة المركزية وسط العاصمة الجزائر للتنديد باستمرار النظام الحالي
تقرير- محمد الجرجاوي وأحمد عبدالله "الرئيس يتحسن و يتمتع بصحة جيدة ويعتزم إجراء إصلاحات في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية"، تصريح كرره ومازال يكرره أنصار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، خاصةً رئيس الحملة الانتخابية عبدالمالك سلال، ومستشاره عبدالعزيز بلخادم، الذي أدلى بهذه التصريحات للعديد من وكالات الأنباء والقنوات الفضائية،فيما اعتبر على بن فليس أكبر خصومه، أن زمن الفرعون قد انتهى. في الوقت الذي يدلي فيه الجزائريون بالخارج بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يجمع حولها المراقبون بأنها ستمهد للرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة، الحصول على فترة رابعة، أو ربما يفاجئنا المرشح القوي علي بن فليس رئيس أحد الحكومات السابقة بالفوز بالانتخابات. وقال عبد الملك سلال :"إن الأخير يتحدث مع فريقه يوميًّا، وأنه بصحة جيدة بما يكفي لمباشرة الحكم بعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في ال 17 من أبريل الجاري". ويشكك غالبية الجزائريين في قدرة بوتفليقة على إدارة البلاد، خاصةًً وأنه لم يتحدث إلى الناخبين علانية منذ مرضه عام 2012. وأكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير الشؤون الدولية، بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أن الوضع الآن فى الجزائر أصبح مختلف عن الماضي بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ أن جميع أعضاء الحكومة الحاليين يريدون إبقاء الوضع الراهن بانتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة. وأضاف «اللاوندي» أن الجيل الجديد من الشباب الجزائري يرغب فى الظهور على الساحة السياسية بشكل قوي، لذا من الطبيعى أن نرى كم الاحتجاجات التى ظهرت بالشارع الجزائري إذ طالب الشباب بجزائر جديدة منفتحه على العالم، وذلك عبر إعادة تحسين العلاقات مع فرنسا المستعمر القديم للبلاد لكن بشرط عدم التدخل فى شؤون البلاد الداخلية. وحول فرص منافسي «بوتفليقة» فى الظفر بانتخابات الرئاسة أوضح «اللاوندي»، أن فرصة على بن فليس في الفوز بالانتخابات ضعيفة، لافتاً أن الجزائر من دول العالم الثالث إذ ليس من المستبعد أن تحدث عملية تزوير تبقى على بوتفليقة رئيساً للبلاد للمرة الرابعة. على بن فليس ويتنافس ضد الرئيس 5 مرشيحين أبرزهم علي بن فليس، الذي عاد إسمه للظهور مجدداً بمناسبة ترشحه للانتخابات الرئاسية بعد 10 سنوات من الاختفاء عقب فشله في انتخابات الرئاسة في 8 إبريل 2004. لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال تترشح للمرة الثالثة لانتخابات الرئاسة بعد أن كانت في 2004 أول إمرأة تترشح لمنصب الرئاسة في المنطقة العربية. موسى تواتي رئيس ومؤسس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية يترشح هو الآخر للمرة الثالثة لأعلى منصب في الدولة، بعد 2004 و2009. فوزي رباعين، رئيس حزب "عهد 54″ يعود للترشح للمرة الثالثة، مولود في العاصمة الجزائرية في 1955 . عبد العزيز بلعيد 50 عاما، أصغر المرشحين الستة ورئيس جبهة المستقبل وحاصل على دكتوراه في الطب إضافة إلى شهادة المحاماة. من جانبها قالت أسماء الحسيني، رئيس قسم الشؤون العربية بجريدة "الأهرام"، :"إن بوتفليقة يعد من المناضلين الذين خاضوا حروب طويلة ضد كل من الاستعمار الفرنسي فى خمسينيات القرن الماضى إذ قدمت ثورة الجزائر مليون شهيد، وخاض أيضاً حرباً ضروس ضد الإرهاب في التسعينيات خلال حقبة «العشرية السوداء» إذ شهدت الجزائر الكثير من العنف، ونجح بشكل كبير فى القضاء عليه. وأضافت "الحسيني"، إن بوتفليقة يمتلك خبرة سياسية كبيرة تمكنه من الظفر بفترة رئاسية جديدة إذ يشارك فى الحياة السياسية منذ أن كان عمره 17 عام عندما انضم ل"جبهة التحرير الوطنية" ،لذلك نجد أن جميع أجهزة الدولة العميقة فى الجزائر والمتمثلة فى الجيش والشرطة تريد الإبقاء على بوتفليقة رئيساً للجزائر. لويزة بن حنون وأوضحت "الحسينى" أنه رغم الدعم الكامل لبوتفليقة من أجهزة الدولة إلا أنه لا نستطيع أن ننكر ووجود التيارات المعارضة والمتمثلة فى المرشحين المنافسين وحركة "بركات" أو (كفى) والتى ضمت شباب معارضين لفترة رئاسية جديدة لبوتفليقة والتى أصبحت تفضل الاحتجاجات ضد الشرطة ،لذا يجب على النظام الحالى والقادم أن يسعى إلى التغيير فى التعامل مع تيارات المعارضة التى تريد الإبقاء على النظام الحالى لكن بشكل جديد ومتطور إذ يجب على المسؤولين بالجزائر أن يحدثوا تغييراً جذرياً حتى يهدأ الوضع فى الجزائر. وأشارت رئيس قسم الشؤون العربية بالأهرام إلى أن الشعب الجزائرى يشعر بالإحباط نظراً لما قدمه من تضحيات من اجل بناء وطن ديمقراطى حر،لافتةً إلى أن استقرار الأوضاع فى الجزائر عقب تولى بوتفليقة فترة رئاسية رابعة سيجئ بالنفع على المنطقة العربية ومصر بشكل خاص وعلى فرنسا وأمريكا بشكل عام نظراً لما تتمتع به من امكانيات اقتصادية واستراتيجية كبيرة. وحول فرص المرشحين للفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة أوضحت أسماء الحسينى أن فرصة علي بن فليس ولويزة بن حنون ليست بالقوية بل من الممكن ان يحققوا تقدماء فى السباق الانتخابى ،لكن رغم ذلك من المؤكد ان يحسم بوتفليقة الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى . وقرر أنصار حزب الجبهة الاسلامية للإنقاذ المحظورة التصويت على البرنامج الانتخابي للمرشح علي بن فليس، ومبايعته يوم 17 أبريل، لأن برنامجه من بين أحسن البرامج. وذكر قادة الحزب المنحل في بيان مشترك وقعه كل من عبد الكريم ولد عدة المتحدث الرسمي للهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية للإنقاذ بالخارج سابقا، مصطفى الكبير وبوغدة خالد، أن الخيار الذي اهتدوا إليه هو الأنسب للوضع الراهن، وبرروا تأييدهم لبن فليس، بأنه أحسن الرجال الذين كانت آياديهم أكثر نظافة ونزاهة وطهرا من أن تلدغ في دماء الناس وأموالهم وحقوقهم، وأفضل الشركاء الذين كانوا أبعد عن شراكة السوء والظلم والقهر، والفساد والتجبر. ودعت حركة "كفا" أو "بركات" باللغة الجزائرية المعارضة في بيان لها المواطنين الجزائريين إلى الاعتصام يوم الأربعاء المقبل، عشية الانتخابات الرئاسية أمام مقر الجامعة المركزية وسط العاصمة الجزائر للتنديد باستمرار النظام الحالي. وأفادت الحركة في بيانها بأن «الوقت قد حان الآن وأكثر من أي وقت مضى لإعلان الغضب لحماية البلاد من المأزق التاريخى والانجراف الذي يريد أن يزج فيه البلاد النظام الحالى الذي يخدم القوى المفترسة". رئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي وأشارت «بركات»، إلى أنه عشية ما أسمتها الانتخابات الوهمية، يتأكد أن اضمحلال الدولة وظهور مهزلة مخجلة التي يراد للمواطنين أن يفتخروا بها، يحتم على الحركة واجب تحمل المسؤولية التاريخية لتوفير قوة ضد انقلاب يحاك ضدّ الجزائر، مؤكدةً أن ساعة الحرية، قد دقت ولم يعد هناك مجال لجعل الجزائر رهينة لهذا النظام. وأيً كان الفائز بانتخابات الرئاسة الجزائرية فإنه سيواجه تحديات، وإذ ربح بوتفليقة بالولايات الرابعة لأنه سيواجه العديد من الملفات أهمها محاولتها إجراء إصلاحات دستورية أو كتابة دستور جديد، كما أن مهدد بمواجهة مظاهرات من أحزاب المعارضة والشباب الذي يشكل أغلبية الشعب الجزائري الذي ينحصر أغلبية سكانه بين أعمار 25 و40 سنة، كما يوجهه ملف الاقتصاد ومحاربة الإرهاب، ويبقى التحدي الأكبر هو المواجهة بين جيل الثورة والتحرير وجيل الشباب.