الاتحاد الافريقي كتب: إبراهيم سيد تمسك الاتحاد الإفريقي بموقفه حول تجميد عضوية مصر بالاتحاد ، رغم تحقيق مصر شوطا كبيرا في خارطة الطريق بكتابة الدستور وإجراء الاستفتاء. واكتفى مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، بالإعراب عن أمله فى تحقيق المصالحة بين كل أبناء مصر، وقال المجلس :"نأمل في تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في مصر، وسنتابع تطورات الموقف بالقاهرة، مع اللجنة رفيعة المستوى الخاصة بمصر" ، وذلك في بيان، عقب جلسة عقدها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على هامش القمة الإفريقية التي عقدت لأول مرة فى تاريخ منظمة الوحدة الأفريقية بدون مصر البلد المؤسس بعد تعليق عضويتها، فى يوليو الماضى، على خلفية قرار مجلس السلم والأمن باعتبار ثورة 30 يونيو تعديلاً غير دستوري. وأشار السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إلى أن موقف الاتحاد الافريقي يعكس وجهة نظر سياسية قاصرة تدل على عدم تقبل الدول الافريقية للوضع الجديد في مصر وعدم استيعابهم لوجود شرعية جديدة بناها المصريون في 30 يونيو وأن تلك الشرعية ستستمر. وقال العرابي، أن بعض الدول الافريقية يهمها أن تظل مصر بعيدة عن المشهد الافريقي وأن يتم تهميش دور القاهرة ، وتمارس بعض الدول دورا متعنتا لاستمرار تجميد عضوية مصر بالاتحاد الافريقي وهو وضع لا يتلاءم مع مكانة مصر ، مطالبا الدبلوماسية المصرية بتشكيل لوبي داخل الاتحاد الافريقي للحفاظ على المصالح المصرية ، والتركيز على دول الشمال الافريقي لتغيير موقف الاتحاد الافريقي تجاه مصر. ورغم غياب مصر عن القمة الافريقية التي عقدت نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، ألقى السفير حمدى سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، كلمة أمام مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى، تحدث فيها عن إنجازات خارطة الطريق ونتائج الاستفتاء والاستحقاق المقبل المرتبط بالانتخابات الرئاسية. ومن جانبه أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن السبب وراء عدم تغير موقف الاتحاد الافريقي من مصر يرجع لوجود العديد من الدول الافريقية التي تخضع للنفوذ الغربي وخاصة للنفوذ الأمريكي ، ومن أهم تلك الدول جنوب افريقيا المسئولة عن الموقف الافريقي المتشدد تجاه مصر بعد 30 يونيو على حد قوله ، مضيفا أن رئيس جنوب افريقيا قال بعد 30 يونيو أن مصر لن تعود للاتحاد الافريقي قبل انتخاب رئيس وبرلمان ، وهو نفس الموقف الذي يتبناه الاتحاد الافريقي. وأشار هريدي إلى ان اثيوبيا تستفيد من تحييد الدور المصري وتغييبها عن الساحة الافريقية لتحقيق مصالح خاصة بها وممارسة دور الريادة في القاردة السوداء ، مؤكدا أن الأزمة ليست في اعتبار ما حدث بمصر ثورة أم انقلاب خاصة أن العالم كله تابع الحراك الشعبي وتأكد من أنه ليس انقلاب عسكريا ، مضيفا أن الأزمة هي توظيف بعض الدول الإفريقية ما حدث لتمرير أجندات خاصة بها على الساحة الافريقية ، وللعمل على ضرب الدور المصري. واتهم مساعد وزير الخارجية الأسبق جنوب افريقيا ونيجيريا بتشكيل تحالف مضاد لمصر داخل الاتحاد الافريقي يعمل على استمرار تجميد عضوية مصر بالاتحاد للاستفادة بمقعدي افريقيا داخل مجلس الأمن الدولي عند إجراء اصلاحات الأممالمتحدة. وطالب هريدي بمراجعة السياسة الخارجية المصرية لتقوم على أسس من الاستقلال والبعد عن التبعية للولايات المتحدة أو غيرها من الدول كي يصبح لمصر كلمة مسموعة في العالم وخاصة على الساحة الافريقية ولكي نستطيع مواجهة القوى التي تحاول تهميش الدور المصري ، مضيفا : "في العهد الذهبي للسياسة الخارجية المصرية كانت مصر لها كلمة مسموعة في افريقيا وكانت تقود دول العالم الثالث واستطعنا مواجهة الدول الكبرى". وقال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن على الدبلوماسية المصرية أن تتخذ خطوات لتجعل قرار تجميد عضوية مصر في الاتحاد الافريقي بلا قيمة ، من خلال تكثيف العلاقات مع الدول الافريقية التي ترتبط بروابط وثيقة مع القاهرة وتنشيط دور السفارات المصرية في الدول الافريقية ، مؤكدا أن الاتحاد الافريقي سيتراجع عن قرار التجميد خلال ستة أشهر على الأكثر والتي ستجرى خلالها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأشار بيومي إلى وجود دول أفريقية تعمل على تهميش الدور المصري من أجل تحقيق مصالحها ، مشيرا إلى أن قرار تجميد عضوية مصر صادر على غرار قرارات سابقة اتخذها الاتحاد ضد دول قامت فيها انقلابات عسكرية ، وهي قرارات وافقت عليها مصر من قبل ، مضيفا أن الاتحاد الافريقي يريد بتلك القرارات التأكد من أن الدول لم تخرج عن السياق الديمقراطي ، وفور تأكد الاتحاد من سير مصر على الطريق الديمقراطي سيتم رفع قرار التجميد.