خيم التوتر على العديد من المدن والمناطق جنوب وشرق اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء، اليوم الاثنين بسبب حالة الانفلات الأمني التي يعيشها الشارع اليمني، بعد التصعيد الأمني حيث تجددت الاشتباكات التي وصفت بالعنيفة بين قوات الجيش والأمن من جهة ومسلحين وسط مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج – جنوب اليمن – أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة أخرين. وقال مصدر عسكري يمني – في بيان صحفي له اليوم – إنه بناء على التقارير الأولية فإن خلافات بين جنود الأمن وبائعي القات على الضرائب تطورت إلى اشتباكات مسلحة، وأن تعزيزات أمنية وعسكرية حاولت التوغل في عدد من الأحياء بمدينة الحوطة لتعقب المسلحين غير أنها جوبهت بمقاومة عنيفة من المسلحين الذين ردوا على القوات الحكومية، لافتا إلى أن مصفحات عسكرية تتمركز على مداخل الأحياء التي يتواجد بها المسلحون فيما انقطعت الكهرباء على تلك الأحياء وأن الوضع متوتر في المدينة. وكانت ضواحي مدينة الحوطة قد شهدت اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحين عقب استهداف سيارة تابعة للجيش وخطفها وإصابة جنديين، بالتزامن مع سقوط 21 شخصا ما بين قتيل وجريح من الجماعة السلفية ومواطنين آخرين برصاص الحوثيين في محافظة صعدة، بينهم خمسة قتلوا في منطقة دماج معقل السلفيين. وقال المصدر إن مسلحي الحوثي سيطروا على عزلة آل مقنع بمديرية منبه بعد هجوم بالأسلحة الثقيلة والمدرعات وتفجير منازل عدة لرفض مواطنيها دفع الزكاة لهم ورفضهم أيضا تدخل الحوثيين في شئونهم، لافتا إلى أن المئات من آل مقنع فروا باتجاه السعودية بسبب القصف الكثيف الذي تعرضت له منطقتهم الأيام الماضية. وعلى صعيد متصل، اتهم الشيخ سرور الوادعي المتحدث الإعلامي باسم الجماعة السلفية في محافظة صعدة شمال اليمن، الحوثيين بالإعداد لحرب شاملة ضدهم والتوسع باتجاه محافظات أخرى وتقديم أموال تأتيهم من إيران لمواطنين فيها لاتباعهم، مستغلين الوضع الاقتصادي المتردي في اليمن. وقال الشيخ سرور الوادعي إن خطر الحوثيين يتجاوز اليمن حتى أنهم يمثلون حاليا تهديدا للمنطقة ولدول الجوار بالكامل، لافتا إلى أن إيران زرعتهم في صعدة من أجل زعزعة الأمن في الجزيرة العربية وفي مقدمتها السعودية والإمارات، مؤكدا "أن محافظة صعدة أصبحت مملكة إمامية حوثية"، قائلا "أتحدى من ينكر هذا، كما أتحدى الدولة أن تقيم مشروعا أو تعمل أي شيء من دون موافقة الحوثي الذي يسيطر على المحافظة سيطرة كاملة". وأضاف الوادعي "الأسلحة الإيرانية تصل الحوثيين عبر جزر يمنية في البحر الأحمر تستخدم منذ فترة في استقبال وتخزين شحنات الأسلحة التي ترسل لهم من طهران، ومن تلك الجزر يتم تهريب الأسلحة إلى ميناء ميدي بمحافظة حجة، حيث أصبح هذا الميناء تحت سيطرتهم بعد أن اشتروا مساحات واسعة من الأراضي في ميدي كخطوة مكنتهم من السيطرة عليه"، مشيرا إلى أن هناك خبراء إيرانيين ولبنانيين يدربون الحوثيين على استخدام السلاح والقتال ويحصلون على أسلحة من صنع محلي بمساعدتهم ومنهم أيضا أطباء يعملون لديهم". وانتقد الوادعي بشدة محافظ صعدة الشيخ فارس مناع، قائلا "نحن لا ننتظر مساعدة من المحافظ فهو حوثي نصبه الحوثيون في هذا المنصب ونحن ننتظر من الرئيس (عبد ربه منصور هادي) والحكومة ردع الحوثي وتحرير محافظة صعدة من الاحتلال الحوثي المستمد قوته من إيران". وقال الشيخ سرور الوادعي "الحوثيون يريدون تفجير الحرب بأي وسيلة، فهم ينصبون نقاط التفتيش حول دماج ويلغمون جبالها ويمنعون الرعاة من رعي الأغنام، ويتعرضون للمسافرين ويمنعون مواطني دماج من التسوق في صعدة". وناشد هادي ورئيس لجنة الوساطة القبلية الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر التدخل لتسليم قاتلي السلفيين في دماج، قائلا "نحن مواطنون يمنيون ومن حقنا أن تحمينا الدولة فهم يريدون حربا ونحن نتجنب الفتن بقدر الإمكان، لأن الحرب لو اندلعت بيننا وبين الحوثيين ستكون طائفية ونحن لا نريد ذلك".