الزيادة السكانية «غول» يلتهم التنمية، ومن أخطر التحديات التي تواجه البلاد وتأتي على ثمار أي نمو اقتصادي، كما تضغط على الموارد، ومواجهتها قضية بلدًا وشعبًا واعيًا يدرك جيدًا أين يقف؟ وماذا يحتاج؟! والمؤسسة الدينية في مصر ليست بمعزل عن جهود الدولة في مواجهة الأزمة، وطرحت العديد من المبادرات وشاركت المجلس القومي للسكان في العديد من الفعاليات وجابت المحافظات بحملات للتوعية بأهمية الأسرة وقضية تنظيم الأسرة، وكيف أن الإسلام اهتم بالأسرة والطفل ورعايتهم. وعقد مسئولو الأزهر العديد من اللقاءات الجماهيرية العامة فى محافظات«الإسماعيلية، وبني سويف، والمنيا، والدقهلية، والسويس، وجنوب سيناء» حيث عقد أكثر من 22000 لقاء وندوة موجهة للتعليم ما قبل الجامعي، والتعليم الجامعي والمقبلين على الزواج أو المتزوجين بالفعل على مستوى الجمهورية.
واستهدفت هذه اللقاءات توعية آلاف المواطنين من مختلف المراحل العمرية، وتعريفهم بأهمية الترابط الأسري والحفاظ على كيان الأسرة، وكان العنوان الرئيس لهذه اللقاءات: «الأسرة المصرية.. تنشئة وثقافة وبناء»، ويضم عددًا من المحاور منها: مهارات التواصل الأسرى، وأهمية الترابط الأسري ودوره فى استقرار الأسرة، والضمير وأثره فى بناء الفرد والمجتمع. وأطلق الأزهر بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة مبادرة تنمية الأسرة المصرية، بهدف توعية المجتمع وتقديم حلول للمشاكل الأسرية على أرض الواقع. وتضمن مجموعة من الحملات التوعوية مثل الندوات واللقاءات الجماهيرية بالجامعات ومعاهد التمريض ومراكز الشباب للتعريف بمشروع تنمية الأسرة، وبمنهج المشورة الأسرية بشكل خاص، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل بفروع المجلس بالمحافظات حول منهج المشورة الأسرية والتنشئة المتوازنة تستهدف الرائدات بالمحافظة، بهدف تدريبهن للمشاركة فى حملات المجلس الخاصة بمشروع تنمية الأسرة. كما أطلق الأزهر برنامج التوعية الأسرية، للتأكيد على أهمية دور الأسرة وكيف أن تكوين أسرة قوية يعد من أهم أركان وركائز المجتمع. وقال المشرف على برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية بالأزهر الشريف د. عبد الله سلامة، إن البرنامج ليس دينيًا فقط، لكن هناك 4 جوانب، وهي الشرعي، النفسي، الاجتماعي، والتربوي. وأضاف: نبدأ مع المتدرب من البداية، أي سبب الزواج وسبب وجود الأسرة، إذ إنّ وجود الأسرة الصالحة ضرورة دينية ومجتمعية، كما نتطرق إلى كيفية اختيار شريك الحياة وعلاقة الرجل بالمرأة وأحكام الخطبة وفن إدارة الخلاف الأسري وفن التعامل بين الزوجين والانفصال الآمن، كما يتطرقون إلى تربية الأبناء، ويتناولون موضوعات متعلقة بالإدارة الاقتصادية للمنزل والمحاضرات تتم من قبل متخصصين. وعن طريقة الاشتراك فى البرنامج، قال: يمكن الاتصال بالخط الساخن لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية 19906 بسعر المكالمة العادية، ويتم الإبلاغ عن الاسم ويتم التسجيل للدورة، وهناك بوابة الأزهر الإلكترونية وهناك رابط يمكن أن يدخله الراغب فى الاستفادة من الدورات فى أي محافظات، وعندما يكتمل العدد فى كل محافظة نبدأ فى تنفيذ الدورة. كما كان لدار الإفتاء المصرية مشاركة فاعلة فى هذا الأمر، فأنشأت مركز الإرشاد الأسري، وطوَّرت وواصلت تدريب المأذونين للتعاون مع وزارة العدل، بالإضافة إلى إصدارات عديدة تتعلَّق بالاستقرار الأسري، فضلًا عن الاهتمام باستقرار الأسرة والتثقيف الزواجى على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الندوات واللقاءات التثقيفية التى يسمح فيها بمشاركة الجمهور المهتمين بالأمر. الإرشاد الزواجي وهى وحدة متخصصة فى حلِّ المشكلات بين أفراد الأسرة الواحدة وخاصة مشكلة الطلاق، وتعمل على الحدِّ من المشاكل الزوجية والاستقرار الأسرى وتوعية الشباب غير المتزوج ومساعدتهم على الاختيارات المناسبة وكيفية الارتباط للزواج وإقامة أسرة ناجحة؛ وذلك باستخدام الطرق التوعوية الحديثة من الإرشاد النفسى والشرعي. كما كانت إدارة «مواقع التواصل الاجتماعي» بدار الإفتاء حريصة على القيام بعدد من الحملات الإلكترونية والمبادرات الفعالة التى تتعلَّق باستقرار الأسرة، والتى حظيت بتفاعل كبير من قِبل المتابعين، وكان لها أثر إيجابي، فضلًا عن بيان الفتاوى الصحيحة المتعلقة بالانفجار السكانى ومسألة تنظيم النسل، ومن أبرز هذه الحملات المتعلقة بالأسرة هي: «لتسكنوا إليها» للمساهمة فى تأسيس أسرة مصرية متماسكة وأكثر استقرارًا، بجانب معالجة الخلافات داخل الأسرة، ومن ثَمَّ الحد من انتشار نِسَب الطلاق فى المجتمع، وذلك بمعالجة أسباب هذه الظاهرة وآثارها السلبية، وإيراد جملة من النصائح والإرشادات التى تصلح أن تكون أساسًا متينًا لبناء علاقة قوية متماسكة بين كلا الزوجين. «من أجل حياة سعيدة» من أجل بناء الوعى اللازم للشباب المُقبل على الزواج من خلال توزيع الأدوار فى الأسرة على وجه التكامل والانسجام، بما يحفظ للأسرة استقرارها، ويحصِّنها من الوقوع فى الأزمات والمشكلات. وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية كتابَ «دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة» بالتعاون مع وزارة العدل، وقد غطَّى كل الموضوعات التى تهمُّ الأسرة المصرية، ويأتى هذا فى ضوء مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النموِّ المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان، واتساقًا مع واجبها الوطنى تجاه المجتمع. بالإضافة إلى إصدارات دار الإفتاء المصرية الأخرى المتعلقة بهذا المجال، كالجزء الثلاثين من سلسلة «المَعلمة المصرية فى العلوم الإفتائية» الذى تم تخصيصه لموضوع الفتوى والأسرة، إلى جانب عقد الكثير من اللقاءات والندوات التثقيفية التى سمح فيها بمشاركة الجمهور المهتم بهذا الأمر داخل الدار من أجل تثقيف المتزوجين واستقرار الأسرة.
