جرائم بالجملة ودراسات كثيرة تؤكد خطورة الظاهرة شيماء مكاوي حالة عامة ومتكررة فى كل بيت وهي أن تجد الأطفال يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل أشبه ب «الإدمان» ويحاول كلٌّ من الأب والأم أن ينهوا أولادهم عن ذلك، إلا إن كل محاولتهم تنتهي بالفشل، والكارثة هي أرقام الدراسات والإحصائيات التي تمت فى هذا الأمر. وفقا للإحصائيات التي أكدتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حول دخول الأطفال إلى الإنترنت فى العالم تبين أن 93% من المراهقين ما بين 12 إلى 17 عاما يدخلون إلى الإنترنت وأن 80% من بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات يستخدمون الإنترنت مرة فى الأسبوع، ووفقا لموقع المجلس القومي للطفولة والأمومة تكمن الخطورة فى زيادة الاستخدام لمواقع الإنترنت حيث وصل أعداد المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي فى مصر عام 2020 إلى 42 مليون مستخدم منهم 12 مليونا فى سن 13 – 21 سنة . وعلى مستوى العالم تبين أن نسبة الأطفال من الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش عبر الإنترنت بلغت 38% مقارنة بنسبة 26% من البنين، و73% من المراهقين من 12 – 17 عاما لهم صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقاموا بتحميل صورهم على الإنترنت، و 14% منهم قام بوضع مقاطع فيديو وهناك أكثر من 100 ألف موقع إباحي يدخله الأطفال، ويشير تقرير منظمة يونيسف عام 2017 إلى أن المراهقين أقل من 18 عاما يشكلون ثلث مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم. وتحدثت الدكتورة سامية دسوقي كبير باحثي المجلس القومي للطفولة والأمومة عن مخاطر تعرض الطفل للإنترنت ودور الدولة فى التوعية والحماية، لافتة إلى أن الإنترنت أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية للكبار والصغار على حد سواء للحصول على المعلومات التعليمية والمعلومات العامة ويستخدم كأداة للتواصل والترفيه والثقافة والبحث العلمى فى شتى القضايا، وبالرغم من النواحى الإيجابية لاستخدام مواقع الإنترنت، إلا أنها أصبحت تثير قلق الآباء والأمهات بسبب تزايد مخاطرها على أطفالهم وظهور حالات تعرضت للخطر بالفعل وقد تزايدت المشكلات الناجمة عن الاتصال المستمر للأطفال بمواقع الإنترنت خاصة مواقع التواصل الاجتماعى، مما يستدعي فهم طبيعة العلاقة بين الأطفال والمراهقين ومواقع الإنترنت. وأشارت إلى أنه نتج عن هذه العلاقة، تعرض الأطفال لمخاطر التنمر والتحرش الإلكترونى، وإدمان الأطفال للإنترنت والاستخدام المفرط لشبكات التواصل الاجتماعى وتأثيرها على الجوانب النفسية مثل القلق والاكتئاب والتأثيرات على الصحة العامة والضيق النفسي والأرق، وقد ظهرت فى السنوات الأخيرة حالات انتحار بين الأطفال على مستوى العالم ومنها بسبب الألعاب الإلكترونية فمما لاشك فيه أن هناك تغيرات فى البناء القومي للأطفال لعلاقاتهم المتزايدة بمواقع الإنترنت. الآثار السلبية: ولمواجهة الآثار السلبية للإنترنت على الأطفال أكدت إنه على الوالدين مراقبة أطفالهم وتحديد وقت معين لاستخدام الكمبيوتر والإنترنت، فإدمان الأطفال له جعلهم لا يميزون بين الواقع والخيال. وعلى المدرسة توعية الطلاب بأضرار استخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية على الصعيد الصحي والسلوكي والنفسي والتربوي. وأشارت إلى إن الدولة حرصت على تدريس مادة القيم فى المرحلة الابتدائية لدعم الأطفال والنشء لكونهم أساس بناء المجتمع وقام المجلس القومي للطفولة والأمومة بتنفيذ عدد من حملات التوعية لحماية الاطفال من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعى مثل حملة «حاسبوا على كلامكم» والتي تهدف إلى رفع وعي المجتمع بشأن الآثار النفسية التي يتعرض لها الأطفال بسبب التنمر الإلكتروني، ومبادرة «أماني دوت كوم» لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت. مخاطر الإنترنت ووضع المجلس القومى للطفولة والأمومة بالتعاون مع منظمة اليونيسف، مجموعة نصائح للآباء والأمهات من أهمها أنه إذا تعرض طفله للتنمر، يشجعه على عدم الرد، حيث إن هذا يزيد من الاهتمام والقوة التي يسعى إليها المتنمرون، ويجب أن ينصحه بعدم الانخراط فى التنمر والتحدث إليه عن شعوره، وأن يطلب من الطفل حظر المتنمر. ويجب أن ننصح الطفل بالتفكير قبل نشر أي منشورات لأن الاطفال يمكن أن يكونوا مندفعين وينشرون ما قد يمكن استغلاله، ومن الضروري أن نشرح للطفل كيفية التعرف على الصديق الحقيقي وعدم قبول صداقة غير معروفة فيجب أن يقبل فقط من سبق له وقابلهم والتقى بهم، وأخيرا يجب أن نشجع الطفل على التحدث عندما يرى أو يقرأ أو يشاهد مشاركات مسيئة تجاه الآخرين ومناقشته مناقشة مفتوحة ليعرف الخطأ من الصواب.