فتح الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، النار على الرئيس الحالى جو بايدن والنخبة السياسية التى تحكم البلاد، واصفا إياهم بمجموعة من «المتطرفين والمختلين»، فى الوقت الذى تحدثت تقارير عن الحالة الصحية لبايدن وإمكانية عزله وتولى نائبته كاميلا هاريس المنصب وفقا للدستور الأمريكى، فما مصير بايدن بعد تعدد زلات اللسان وأعراض الزهايمر؟ وهل يمكن أن يعود ترامب لرئاسة أمريكا فى 2024؟ وهل يسعى الجمهوريون لعزل بايدن بعد مطالب بخضوعه لاختبار إدراكى يقيّم قدرته على قيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى ظل زيادة التضخم والأوضاع الاقتصادية وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد الأمريكى؟. كتب : منذر جاهين قال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب خلال كلمة ألقاها أمام حشد فى ولاية أوهايو، إن «بايدن يصافح الهواء»، فى إشارة إلى الحادثة المحرجة التى وقع فيها الرئيس الأمريكى، جو بايدن، وفقًا ل «سكاى نيوز عربية». وكان بايدن بعدما أنهى خطابًا فى جامعة «نورث كارولينا» الزراعية، وامتد لنحو 40 دقيقة، مؤخرا، مدّ يده لمصافحة شىء غير مرئى على المنصة، ما أثار موجة سخرية، وتكرر الأمر فى كلية «جرين ريفر» فى واشنطن. وقالت منصة (PolitiFact) للتحقق من الأخبار، إن «الفيديو المنتشر عن المصافحة المحرجة لبايدن فى جامعة نورث كارولينا غير صحيح، لكن سرعان ما ردت عليها شبكة «فوكس نيوز»، المناوئة للرئيس الأمريكى، قائلة: «صحيح»، موضحة أن «طاقم منصة التحقق (المؤيدين للرئيس) هبوا للدفاع عنه إزاء السخرية التى تعرض لها»، مؤكدة أن «الفيديو صحيح». ووجّه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، انتقادات ساخرة للرئيس الحالى جو بايدن؛ قائلا: «لدينا رئيس الآن، للأسف، لا يدرى على الإطلاق بما يحدث، إنه يصافح الهواء، إنه تائه لا يعلم إلى أين يذهب، ويتلقى الأوامر من أرنب عيد الفصح». وأضاف ترامب، أن «الإدارة الأمريكية تدمر البلاد، بعد أن وصلت إلى السلطة نتيجة انتخابات مزورة»، حسب وصفه، مشددًا على أن «ارتباك الرئيس جو بايدن سيقود البلاد إلى الجحيم». لكن ماذا يحدث فى حال ثبوت عجز الرئيس الأمريكى عن أداء مهامه؟ الرد يوجد فى الدستور الأمريكى وفقًا للبندين 1 و6 من مهام نائب الرئيس، فى حال عجز رئيس الجمهورية عن أداء مهام منصبه، فإن نائب الرئيس يتولى سلطات وواجبات الرئيس. ويسمح التعديل الخامس والعشرون لنائب الرئيس بأن يصبح «قائما بأعمال الرئيس» حين يصبح الأخير عاجزا عن أداء مهامه، فى حال العجز لأسباب مرضية. ونشر طبيب البيت الأبيض، كيفن أوكونر، تقريرًا صحيًّا مفصلاً فى نوفمبر الماضى، أكد أن بايدن يتمتع ب «صحة جيدة»، و«القدرة» على أداء وظيفته الرئاسية، وذلك عقب خضوعه لفحص طبى روتينى تطلب قيام بايدن بنقل سلطاته إلى نائبته كامالا هاريس لمدة ساعة و25 دقيقة خلال إجراء منظار القولون الذى تطلب تخديره. أما طبيب البيت الأبيض السابق وعضو مجلس النواب الجمهورى، رونى جاكسون، فطالب بإخضاع بايدن لاختبارات صحية وعقلية لتأكيد لياقته وقدرته على القيام بمهام منصبه، مؤكدًا أن حالة الرئيس الأمريكى تعد «قضية أمن قومى»، وأنها لن تسعفه لاستكمال ولايته الرئاسية إلى نهايتها، وكتب جاكسون على «تويتر» فى يوليو الماضى، ما يشير إلى اعتقاده بأن بايدن «سيستقيل أو سيقنعونه بالاستقالة من منصبه فى وقت ما فى المستقبل القريب لأسباب طبية أو سيتعين عليهم استخدام التعديل 25 للتخلص من هذا الرجل». وأجرت شبكة «أيه بى سى» الإخبارية بالتعاون مع صحيفة «واشنطن بوست» استطلاعًا للرأى أظهر أن غالبية الأمريكيين بنسبة 54% «لا يعتقدون أن الرئيس بايدن لديه القدرات العقلية التى يتطلَّبها منصب الرئاسة»، بينما يرى 40% أن لديه القدرة العقلية للقيام بمهامه الرئاسية، وكانت تلك النسبة فى العام 2020 قبل الانتخابات الرئاسية 51% مقابل 43% على الترتيب. ويتزعم طبيب البيت الأبيض السابق، رونى جاكسون، 40 نائبًا جمهوريًّا للمطالبة بإجراء اختبار معرفى لبايدن بعد نشر نتائج استطلاعات للرأى تظهر قلق الأمريكيين بشأن «الحالة المعرفية الحالية لبايدن». وقال جاكسون، «كطبيب سابق لثلاثة رؤساء للولايات المتحدة، أعرف ما يتطلبه الأمر عقليًّا وجسديًّا لتنفيذ واجبات القائد العام ورئيس الدولة، لقد أثبت جو بايدن باستمرار لى وللعالم أن شيئًا ما ليس على ما يرام، ويستحق الشعب الأمريكى أن يكون لديه ثقة مطلقة فى القدرة الإدراكية لرئيسه». وقال النواب الأمريكيون، فى الخطاب الذى وقعه العشرات منهم، فى فبراير الماضى، إنهم «يعتقدون أنه بغض النظر عن الجنس أو العمر أو الحزب السياسى، يجب على جميع الرؤساء أن يحذوا حذو الرئيس السابق دونالد ترمب لتوثيق وإظهار القدرات العقلية السليمة». وتابعوا، موجهين الحديث إلى بايدن، «أثناء خضوعك للفحص البدنى السنوى فى 19 نوفمبر 2021، إما أنك لم تواجه اختبارًا معرفيًّا أو تم حجب هذه النتائج عن الجمهور»، مضيفين أنه «فى حين أن الطبيب الحالى للرئيس برّأ بايدن جسديًّا فإن المشرعين يشعرون بالقلق بشأن قدراتك العقلية»، حسب وصفهم. وقالت الباحثة بجامعة أنديانا الأمريكية، مريم نبيل، بحسب تقرير ل «إندبندنت عربية»، إن «الجمهوريين سيواصلون مساعى استخدام كل أدواتهم لوضع الرئيس فى حالة شبيهة بما تعرض لها الرئيس الجمهورى السابق ترامب خلال فترة تعرضه للمساءلة بالكونجرس ومحاولة سحب الثقة منه وعدم استكماله للفترة الرئاسية». وأضافت مريم نبيل، «مثلما سخّر الديمقراطيون الآلة الإعلامية بالكامل ضد ترامب، يقوم الجمهوريون بذلك، لكن لا يمكن الاستماع إلى أخبار الرئيس فقط من وسائل الإعلام الجمهورية».