المباريات الودية هدفها رفع المستويين الفنى والبدنى وكشف الأخطاء والاستعداد للاستحقاقات المهمة والاستقرار على التشكيل، .. إلا أن هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب الوطنى، لم يستفد من جميع ما سبق، فى المعسكر التحضيرى الترفيهى لأبناء الجبلاية الذين سافروا بربطة المعلم للتنزه فى سويسرا.. المنتخب خسر مباراتيه أمام البرتغال واليونان، لتعود البعثة من القارة الأوروبية خالية الوفاض دون شكل أو نتيجة، ليتراجع التصنيف الدولى للفريق، ويدخل الشك إلى قلوب الجماهير المصرية من خلطة كوبر، والتيقن بأن مصيرنا فى روسيا الهلاك. معسكر سويسرا ليس نهاية المطاف للفراعنة ولا يعد مؤشرًا لنتائج المنتخب فى كأس العالم روسيا 2018، رغم كل ما حدث، حتى بعد الهزيمةُ فى الوديتين أمام منتخبى البرتغال واليونان، ليبقى أمل ثالث ورابع وخامس حتى بدء المونديال، هو 3 وديات أخرى، الأولى فى 26 مايو المقبل، عندما يحل أحفاد الفراعنة ضيوفا على الكويت، وذلك قبل السفر إلى إيطاليا لمواجهة كولومبيا، لتكون آخر لقاءات منتخبنا الوطنى الودية قبل التوجه للمونديال أمام بلجيكا فى بروكسل، يوم 6 يونيو المقبل، ليتبقى 9 أيام على أولى منافسات مصر على الكأس الذهبية، التى تبدأ بمواجهة أوروجواى، يوم 15 يونيو، ثم ضد روسيا، البلد المضيف، 19 من الشهر نفسه، وأخيرا الشقيقة السعودية يوم 25. فى سويسرا، خاض المنتخب مباراتين مختلفتين فى النوعية وطريقة اللعب والأداء، ليخرج بشكل يثبت للجميع أن مصر لديها مدير فنى يعمل فى معزل عن اللاعبين، بدليل عدم وجود خطة واضحة ينفذها اللاعبون داخل الملعب، وكذلك لن تجد عناصر أساسية يستقيم عليها الفريق يستحيل استبدالها كمحمد صلاح، الذى أجلسه الأرجنتيني على دكة البدلاء فى نصف الشوط الثانى من ودية البرتغال واستبعاده من تشكيل لقاء اليونان، ما أدى إلى سقوط الفراعنة فريسة سهلة لرأس حربة برازيل أوروبا كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، الذى أحرز هدفين فى آخر ثلاث دقائق بالمباراة، ورأس لاعب اليونان نيكولاس كاليريس، فى الشوط الأول. فى الوديتين، لم يستفد اللاعبون فى أى من الخطوط «الهجوم والوسط والدفاع وحتى حراسة المرمى» من نهج محدد، أو حتى التعرف على اسم اللاعب الذى يقف إلى جوارهم، بسبب كثرة الاستبدال غير المفهوم ليس فقط للمتفرجين بل للاعبين أنفسهم، وأدى ذلك إلى اختلال فى فكر اللاعبين، فظهر حارس المرمى محمد عواد بهذا الشكل المتواضع، النابع من عدم الثقة، فى حين أنه حارس ذو شأن فى الدورى المحلى. كما انعكست حالة عدم الثقة على إصابة اللاعبين دون داع، كخروج عمر جابر على النقالة، وأيضا انتقلت لخطى الدفاع والوسط أيضا، لعدم وجود لاعب بطبيعة ومهارة ورشاقة وسرعة محمد صلاح فى خط الهجوم، تتوجه بوصلة اللاعبين إليه. في الفترة الأخيرة، احترف كوبر القضاء على الروح المعنوية لللاعبين والجماهير، بإخراج اللاعبين أصحاب الثقة والخبرة من فئة محمد صلاح فى الهجوم، وعبدالله السعيد فى الوسط، والمارد أحمد حجازى فى الدفاع. وأيضا، ليس فريق كوبر وطريقة لعبه هو من أزعج المصريين، إنما كان لمجلس اتحاد الكرة نصيب من الموقف، عندما سافر جميع أعضاء الجبلاية إلى سويسرا، فى سابقة لم يحدث لها مثيل فى العالم، أن يرافق مجلس اللعبة المحلية بكامل أعضائه منتخب بلاده فى مباريات ودية، الأمر الذى جعل بعض أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد يطالبون بالتحقيق فى هذا الأمر، كما أبدى كوبر انزعاجه من مرافقة المجلس بالكامل للمعسكر، ورفض اقتراب أى منهم من معسكر المنتخب.