فتحت إسرائيل النار على أشهر كتَّابها مؤخرًا وهو كاتب هآرتس اليسارى جدعون ليفى الذى هاجم دولة الاحتلال واتهمها بالعنصرية، بعد أن حاول الكنيست الإسرائيلى تمرير قانون عنصرى صهيونى جديد أثار بلبلة كبيرة داخل إسرئيل، لاستبعاد أعضاء الكنيست العرب. لم تكن هذه المرة الأولى لجدعون ليفى التى يهاجم فيها إسرائيل بل يطلق عليه «الصحفى البطل» بسبب مناهضته الدائمة للاحتلال وعنصريته ضد الفلسطنيين وعرب إسرائيل بمقالاته بصحيفة هآرتس، فى الهجوم الشرس، يرى الكاتب أن استبعاد النواب العرب قانون غير ديمقراطى وخطير للغاية وهدفه الأساسى هو أبعاد كل النواب العرب من الكنيست وتحويله إلى كنيست يهودى، وبذلك بعض أعضاء الكنيست سيشاركون فى صنع العنصرية التى يقوم بها الكنيست، والتى ستكون هى الخطة التى ستستخدمها مع الفلسطنيين الفترة القادمة بتهويد كل شىء، فنتنياهو لا يريد إلا أن يؤكد حكمه من خلال سنوات طويله عن طريق زرع الكراهية ضد العرب، وفى المرة القادمة سيتم تمرير القانون لأن نتنياهو يسعى لذلك ولأى قانون ضد النواب العرب ويؤيد العنصرية. جاء قانون الاستبعاد مبنيًا على أساس استبعاد أعضاء من العرب اتهمتهم إسرائيل باجتماعهم بعناصر فلسطينية جهادية بالفترة الأخيرة، ولكن تم نقاش القانون بالكنيست خلال جلستين فاشلتين، مستأنفتين فى جلسه ثالثة، وذلك لأنه يدور حوله خلاف كبير للغاية، فكما جاء فى صحيفة هآرتس، أنه ألغى بند التحريض على العنصرية ليكون مستهدفًا للنواب العرب فقط. دعم نتنياهو كما أن اقتراح قانون الاستبعاد للنواب العرب من الكنيست يأتى بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ولكنه لاقى ترددًا فى الموافقة عليه من قبل رئيس الكنيست يورى إجلشتاين بتمرير القانون، إنما الرئيس الإسرائيلى ريفلين يصرح بأنه قانون غير ديمقراطى، ولهذا تم إيقاف تمرير القانون للمرة الثانية على التوالى، بسبب سوء تفاهم حدث بين رئيس الكنيست وعضو الكنيست الإسرائيلى نيسان سيلومنيسكى، فرئيس الكنيست لا يؤيد القانون ويعترض على الصيغة الحديثه له التى تأمر باستبعاد العرب من الكنيست فى المطلق، ونيسان يعترض على ذلك على اعتبار أن هناك أغلبية بالكنيست موافقة على القانون. كما أوضح أعضاء الكنيست العرب بالإعلام الإسرائيلى وعلى رأسهم حنين زغبى أن هذا القانون صمم نتنياهو على إصداره ليمحو أى صفه قانونية لهم داخل إسرائيل، بل أصبحت حياتهم مهدده من قبل الحكومة الإسرائيلية وعناصر إرهابية تابعه لهم من حين لآخر، وكان الطرف الإسرائيلى الوحيد المعارض للقانون وبشكل كبير واضح هو الرئيس الإسرائيلى رؤوبين ريفلين وأكد أن هذا القانون إهانة للكنيست الذى يمثل حرية الشعب فهو يتعدى على حرية شعب إسرائيل. أما على الصعيد الفلسطينى يجد الدكتور جهاد حرازين القيادى بحركة فتح أن هذا القانون جزء من الأعمال العنصرية التى تمارس على عرب إسرائيل فى حين أن دولة إسرائيل تتغنى دائما بالديمقراطية، ولكنه قانون بعيد كل البعد عن الديمقراطية، على حد قوله وبأنه تعدى حقيقى على الديمقراطية داخل إسرائيل وعلى اختصاصات السلطه القضائية، وبه تكون الأحزاب اليمينة والتنفيذية هى السلطة السائدة فى إسرائيل. أداة إسرائيلية وعلى الرغم من أراء جدعون المستمرة فى الهجوم الشرس ضد عنصرية دولة الاحتلال الإسرائيلى ورغبة نتنياهو فى تهويد الدولة بأكملها يقول دكتور حرازين أن جدعون ليفى ليس إلا أداة تستخدمها إسرائيل لتصبح دولة ديمقراطية منصفة للفلسطينيين وتخفى بذلك وجهها الصهيونى العنصرى، وجدعون ليفى على دراية كبيرة بهذا فهو فى نهاية الأمر خادم لدولة إسرائيل. وعلى الرغم من مكانة ليفى الكبرى ككاتب إسرائيلى مشهور بإسرائيل، فهو يواجه الآن أشرس هجوم له من قبل بعض المتطرفين اليهود فى العديد من المواقع والصحف الإسرائيلية، ففى أشهر المواقع الإسرائيلية التى تمثل التيار العنصرى فى إسرائيل وهو القناة السابعة الإسرائيلية، جاء الهجوم تحت عنوان «جدعون ليفى صانع الأكاذيب»، مستطردًا المقال أن جدعون ليفى لا يعد فى إسرائيل كناشط للسلام ولكنه مجرد صحفى، ومحرض خطير يكتب برتكولات خطيره ضد إسرائيل، أتى هذا على لسان الكاتب المتطرف بن درور اليمينى فى صحيفة معاريف أيضًا الذى هاجم جدعون وأطلق عليه الصحفى الشاذ المتطرف، وإذا كان يهدف إلى نشر أرائه الخاصة عن دولة إسرائيل فله ذلك ولكنه ليس صحفى فهو ماهر فقط فى كيفية صناعة الكذب.