هو شخصية غامضة.. قليل الكلام .. قصير القامة.. يتحرك بهدوء غير ملفت.. تحسبه شخصًا عاديًا.. يتحدث بصوت خافت ولكن بثقة.. أطلقت عليه وسائل الإعلام الغربية لقب أخطر رجل فى إيران، بل فى الشرق الأوسط.. فهو قائد فيلق القدس، الجناح العسكرى للحرس الثورى الذى تولى تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية وما تضمنتها من عمليات اغتيالات وتصفية لمعارضى النظام الحاكم فى الداخل والخارج، وكذا تزويد الحلفاء والمتطوعين والمرتزقة بالسلاح، بالإضافة لدوره الأهم فى تصديرالثورة الإيرانية للخارج، وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط من أجل إعادة توزيع مناطق النفوذ لصالح بلاده. وقد انضم سليمانى للحرس الثورى فى عام 1980 وهو فى سن 22 عاما عقب الإطاحة بنظام الشاه، وقد شارك فى العديد من العمليات القمعية، لعل أشهرها مشاركته فى قمع انتفاضة نظمها الأكراد فى شرق إيران، وقد تولى قيادة فيلق القدس لمدة تزيد على 15عامًا، وتقول عنه صحيفة «نيويوركر» الأمريكية إن سليمانى نجح فى توجيه دفة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط لصالح بلاده منذ توليه القيادة حتى لو كان الثمن يتمثل فى تأجيج صراع مذهبى قد يستمر لسنوات»، وتضيف الصحيفة أن سليمانى لم ينل قسطا وافرا من التعليم ورغم ذلك لديه استراتيجية ناجحة تتضمن دفع مكافآت إلى السياسيين والمرتزقة المؤيدين لبلاده وتخويفهم عند الحاجة وقتلهم إذا لزم الأمر. وقد نجح سليمانى فى طرح نفسه كشخصية يصعب ملاحقتها فهو يدير معاركه بنفسه، كما جاء فى تصريح لجون ماجواير العميل السابق فى وكالة الاستخبارات الأمريكية الذى قال «إن سليمانى يعمل من مركز قيادة محصن فى مكان غير معلوم ويعاونه عدد من القاده الذين ينتمون لجنسيات متعددة». وقد نشرت وكالة «فارس» الإيرانية بعض فقرات من تقرير مفصل عن دور حياة سليمانى كتبه الصحفى ديكستر فيليكنز عن مجموعة حوارات مع مسئولين سابقين فى العراق وفى وكالة الاستخبارات الأمريكية جاء فيه أنه منذ قيادة سليمانى لفيلق القدس نجح فى مد نفوذ بلاده فى أرجاء لبنانوالعراق وسوريا وفلسطين، وقد اختاره المرشد خامنئى للإشراف على المؤسسات والسفارات الإيرانية فى الخارج نظرا لأن كوادر السفارات الإيرانية يتم اختيارهم من بين ضباط الحرس الثورى، وفى شهر سبتمبر من العام المنصرم نشرت صحيفة «لوس انجلوس تايمز» الأمريكية تقريرا عن سليمانى ووصفته بأنه أصبح من المشاهير فى إيران لدرجة أن هناك مطالبات تدعوه لخوض الانتخابات الرئاسية التى ستعقد عام 2017. كما تم اختياره شخصية العام لأكثر من مرة وفقا لموقع خبر أونلاين بنسبة قاربت 37,3% وجاء فى المرتبة الثانية محمد جواد ظريف وزير الخارجية بعد أن كان فى المرتبة الأولى فى العام الماضى. وعن نشأته فهو ابن لأسرة فقيرة يعيش حياة بسيطة، لديه خمسة أبناء وقد رفض أن يستغل منصبه فى تحقيق مكاسب شخصية رغم تحكم الحرس الثورى فى العديد من المشروعات، إلا أن سليمانى اكتفى لنفسه بثروة بسيطة وهبها له خامنئى المرشد الأعلى للجمهورية والذى أطلق عليه لقب «الشهيد الحى» لأنه وهب نفسه لخدمة بلاده وثورتها وتصديرها للدول المجاورة.. ولعل التطور الأخير الذى شهده ملف إيران النووى وما ترتب عليه من رفع العقوبات التى فرضت عليها وتصريحات الرئيس الإيرانى الحالى حسن روحانى عن فتح فصل جديد فى العلاقات بين إيران والعالم وأن ذلك سيكون سببا فى حل الأزمات الإقليمية.. لعلنا نأمل أن تنجح إيران فى صرف الشيطان الذى حضرته!