تحتفل دار المعارف اليوم الأحد أهم دور النشر فى مصر والوطن العربى وصاحبة شعار «خذ المعارف من دار المعارف» بمرور 125 عاما على تأسيسها وقد حمل شعار «خذ المعارف من دار المعارف» كثيرًا من دلالات الدور الذى تقوم به الدار وهو دور معارفى وثقافى وتنويرى ينمو ويتطور مع التطور المعاصر فى كل مجالات المعرفة حيث مثلت دار المعارف مادة للعلم والمعرفة فى الشرق الأوسط منذ نشأتها عام 1890م على يد الأستاذ نجيب مترى.وقد أنشأ نجيب مترى دار المعارف عام 1890م كمطبعة فى الطابق الأرضى من منزل كبير بالفجالة كان ملكا لخليل الزهار وفى سنة 1910 تطورت دار المعارف فأصبحت دار المعارف للنشر وذلك بعد استئجار دكان كان بنفس المنزل السابق جعله مكتبة دار المعارف وفى سنة 1953م تغير رقم العقار فأصبح يحمل رقم 9 شارع كامل صدقى بالفجالة، ومع زيادة أعمال النشر تم بناء المبنى الحالى على كورنيش النيل وتم الانتقال إليه فى 1 مارس 1950م وكان بعنوان 5 شارع ماسبيرو ثم تم تغيير رقم العقار فأصبح يحمل رقم 1119 كورنيش النيل وفى سنة 1963م تم تأميم دار المعارف وتعد دار المعارف هى الدار الوحيدة التى سمحت لكل الأطياف والألوان السياسية بالنشر فى مطبعتها من كتاب الأصوليين والسلفية والماركسية والشيوعية وقد تولى الكاتب الكبير انيس منصور إدارة دار المعارف وأنشأ مجلة أكتوبر عام 1976م ثم تولاها الكاتب صلاح منتصر. وتعد دار المعارف سرحا ثقافيا جذب القراء بجميع أعمارهم إلى حب القراءة، وقد تنبهت دار المعارف لدورها الثقافى والمعرفى والتنويرى طوال رحلتها وترجمت ذلك فى إصدارتها المتنوعة، فأصدرت سلسلة نوابغ الفكر العربى ونوابغ الفكر الغربى وهما سلسلتان تقدمان نماذج القدوة والفكر فى الشرق والغرب إلى الأجيال الجديدة ،و أصدرت مكتبة إسلامية وتوراثية تقدم الفكر الإسلامى الوسطى المستنير بأقلام علماء الإسلام الأجلاء وعلى رأسهم د.عبد الحليم محمود وأشهر مؤلفاته كتاب الصلاة أسرار وأحكام وكتاب الإسراء والمعراج، وكذلك مؤلفات عباس محمود العقاد وأهم مؤلفاته إسلاميات والله ومؤلفات د. محمد حسين هيكل واهم مؤلفاته حياة محمد والفاروق عمر وعثمان بن عفان ود. عائشة عبدالرحمن وأهم كتبها الإعجاز البيانى للقرآن ونساء النبى. وفى عام 1943م بدأت دار المعارف بإصدار سلسلة اقرأ تحت إشراف لجنة متخصصة على رأسها طه حسين وقد بلغت السلسلة نحو 800عدد حتى الآن فى جميع فروع العلم، كذلك أصدرت دار المعارف سلسلة للشباب مثل سلسلة كتاب المعارف العلمى وسلسلة كتاب المعارف الطبى وصدر من كليهما أربعون كتابا، كما أصدرت دار المعارف سلسلة كتاب المعارف الزراعية والتى صدر منها عشر عناوين، كما حرصت دار المعارف على إشباع الجانب الدينى لدى القارئ فأصدرت سلسلة بعنوان فى ظلال الإسلام والتى صدر منها أكثر من 30 عنوانًا لكبار العلماء المسلمين من أمثال د.على جمعة ود. أحمد عمر هاشم وغيرهما أما فى مجال النشر الأدبى فقد قامت دار المعارف بنشر سلسلة أدبية بعنوان «مكتبة الدراسات الأدبية» وتميزت بطرح رؤى ونظريات أدبية قديمة وحديثة لكبار الكتاب المصريين والعرب منهم د. شوقى ضيف وسامى الكيالى وسامى الدهان وزكى المحاسنى ود.طة حسين وغيرهم ويأتى على رأس تلك السلاسل سلسلة «ذخائر العرب» والتى بلغت 85 مصنفًا محققا تحقيقا علميا بأقلام وجهه نظر أساتذة متخصصين أجلاء قاموا بالرسالة العربية الإسلامية منها البخلاء للجاحظ تحقيق طه الحاجرى وسير إعلام النبلاء إشراف طه حسين ورسالة الغفران لابن قتيبة تحقيق د.عائشة عبدالرحمن. ولم تنس دار المعارف الأطفال فأصدرت المكتبة الخضراء والتى بلغ عددها 75 قصة وسلسلة رائد أدب الطفل كامل الكيلانى هذا بالإضافة إلى القصص البوليسية متمثلة فى الألغاز والتى صدر منها 180 عددًا وكذلك مغامرات الفضاء والخيال العلمى كما خدمت سلاسل المعارف عقل الطفل حيث أصدرت سلاسل علمية للطفل منها افاق المستقبل وبحور المعرفة وحكايات علمية وأخيرا قامت دار المعارف بإصدار سلسلتين جديدتين هما «زدنى شعرا» و«إبداعات جديدة». وبالإضافة إلى ما سبق من سلاسل اصدرت دار المعارف معجم لسان العرب لابن منظور وكليلة ودمنة لابن المقفع والف ليلة وليلة وتفسير القرآن الكريم للدكتور سيد طنطاوى والسيرة النبوية للدكتور رجائى عطية، وكان لدار المعارف انفرادات حيث انفردت بنشر أول رواية مصرية هى زينب لمحمد حسين هيكل ويقول سعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف فيما يخص متحف دار المعارف قمنا بجمع مقتنيات نجيب مترى وشفيق مترى منذ إنشاء دار المعارف وحتى تأميمها ويتضمن المتحف غرفة مكتب نجيب مترى وقد تم ترميمها وإعادتها إلى حالتها القديمة وكذلك خزنة دار المعارف فى نفس الغرفة وكرسية ومنبة وشماعة البدلة وصور لنجيب مترى مع العاملين بدار المعارف أثناء رحلة لهم إلى القناطر الخيرية بالإضافة إلى بعض التحف القيمة وبعض الدفاتر الخاصة بحسابات دار المعارف كذلك حرصنا على أن يحتوى المتحف على صور لرؤساء مجلس إدارة دار المعارف على مر تاريخها أما عن النشر الإلكترونى فيقول عبده عن مركز زايد للنشر الإلكترونى إنه ضمن برنامج الاحتفالية وهو مشروع يمر بمرحلتين الأولى وهى تتضمن الحفاظ على تراث دار المعارف عن طريق حصرها وجمع كل مقتنياتها لتحويلها إلى «بى دى اف» تمهيدا لتحويلها إلى نشر رقمى وذلك بالتعاون مع دولة الإمارات والتى مولت المشروع بالأجهزة وسيكون تحت اسم مركز زايد للنشر الإلكترونى، وسيكون المركز وعاء لجميع الناشرين فى مصر والوطن العربى وستكون بذلك أول دار نشر مصرية تقوم بهذا الانجاز ثم سيتاح للناشرين العرب أن يتيحوا إنتاجهم من خلال تلك المنصة وسيتم إتاحة النصوص للقراء عامة لتنزيل الكتب أو جزء منها وكذلك ستستفيد منها الهيئات والحكومات وكذلك سيتم الاستفادة منها فى مجال البحث العلمى كمكتبة رقمية. وأضاف احتفالا بدار المعارف أنه سيتم استكمال المكتبة الخضراء وروضة الطفل للكتب الثقافية وكتاب مصطفى الفقى ومختصر تفسير القران للشيخ محمد متولى الشعراوى لأول مرة، وفى تخفيض على كل الإصدارات بدأ من الاحتفالية حتى انتهاء معرض الكتاب ويصل التخفيض إلى 25% بالإضافة إلى كتاب يروى تاريخ دار المعارف فقام باعداده الزميل إيهاب الملاح وتناول فيه مراحل حياة دار المعارف حتى الآن كما يتم الآن إعادة تجهيز المطابع وإدخالها فى الطباعة الرقمية وسيتيح طبع بإمكانيات عالية وبجودة فائقة وبأقل تكلفة وهى تعد انطلاقة جديدة لدار المعارف بحيث تساير تطور النشر كما تم فتح افاق تعاون داخل مصر مع دور النشر للتعاون معهم وستستمر المعارض على مدار السنة مع جميع الهيئات التابعة لوزارة الثقافة كالمركز القومى للترجمة وهيئة قصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب ووزارة الشباب كما سيتم قريبا افتتاح فرع فى المغرب من خلال الوكالات بالإضافة إلى التعاون مع الكويت. وقد أعدت دار المعارف فيلمًا وثائقيا يروى بداية تأسيس دار المعارف بنهاية القرن الماضى بشارع الفجالة على يد نجيب مترى وجورج زيدان تحت اسم مطبعة المعارف إلى أن قام جورج زيدان بتأسيس دار الهلال الحالية ويرصد الفيلم عمليات التطوير التى قام بها شفيق مترى بمعاونة نخبة من كبار الأدباء والمؤلفين المصريين على رأسهم د.طه حسين وعباس العقاد وحسين فوزى وحلمى مراد وجمال العطيفى وعادل الغضبان، ويتناول الفيلم نشأة المبنى الحالى بكورنيش النيل وما يضمه من إدارات مختلفة وانشطة متنوعة ومكتباتها فى جميع محافظات مصر وخطط التوسع على الأرض التى تملكها المؤسسة بمدينة 6أكتوبر ويستعرض الفيلم أهم إصدارات دار المعارف من سلسلة الذخائر ونوابغ الفكر العربى والأجنبى وسلسلة المكتبة الخضراء وإعداد مجلة سندباد والتى تعد أول مجلة تصدر للأطفال فى مصر والعالم العربى وأيضا سلسلة اقرأ والتى كان من اشهر مؤلفيها الأديب العالمى نجيب محفوظ ود.شوقى ضيف ود. مصطفى محمود وتوفيق الحكيم ويحى حقى وبنت الشاطئ وقد أعدت دار المعارف احتفالية كبيرة على تأسيسها تقام فعاليتها على فترتين تبدأ بالفترة الصباحية حيث يتم افتتاح متحف شفيق مترى مؤسس دار المعارف وقص شريط مركز زايد للنشر الإلكترونى ثم تبدأ الاحتفالية الصباحية بندوة يلقى الكلمة الافتتاحية فيها الأستاذ سعيد عبده رئيس مجلس إدارة موسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر ثم يتم عرض الفيلم التسجيلى عن تاريخ دار المعارف وكلمة أحمد شبيب الظاهرى مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان بدولة الإمارات العربية المتحدة ود.خالد زيادة سفير لبنانبالقاهرة وكلمة وزير الثقافة المصرى الكاتب حلمى النمنم كما يتحدث فى الاحتفالية عدد من شركاء النجاح وعلى رأسهم د.عبدالحكيم راضى أستاذ الأدب والنقد العربى بكلية الآداب جامعه القاهرة وأهم من تولوا تحقيق التراث العربى والذى نشر بدار المعارف فى سلسلة ذخائر وكاتب الأطفال القدير يعقوب الشارونى ود.نصر عارف مستشار وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى د.صلاح فضل أستاذ الأدب والنقد كلية الآداب جامعة عين شمس. ويحضر الاحتفال وزير الثقافة المصرى والكاتب الكبير حلمى النمنم والشيخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة الإماراتى وسعادة أحمد شبيب الظاهرى مدير عام مؤسسة زيدان بن سلطان آل نهيان بدولة الإمارات ويشارك فى الاحتفال شركاء النجاح د.خالد زيادة السفير اللبنانىبالقاهرة تكريما لنجيب مترى مؤسس دار العارف عام 1890م والأديب والعالم اللغوى الدكتور شوقى ضيف وكاتب أدب الأطفال المعروف يعقوب الشارونى، وسيختتم الاحتفال بحفل فنى مساء فى دار الأوبرا يتم فيه تكريم الرواد من المؤلفين وبعض رموز الثقافة المصرية والعربية وتحييه فرقة الموسيقى العربية.