هذا عنوان كتاب لمن لايعلم أن الكاتب الكبير أنيس منصور قد ترجمه فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى وهو من تأليف أحد المستشرقين الأجانب، وقد قدم فيه المستشرق الأجنبى واسمه (مايكل هارت ). أكثر من مائة شخصية مرموقة على مر التاريخ الإنسانى والبشرى ممن انتفعت بهم الإنسانية، منهم فلاسفة ومخترعون وساسة ولكن رأى المؤلف أن أعظم هؤلاء هو رسولنا الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )، هذا الرسول النبى خاتم المرسلين الذى أتى رحمة وهداية من عند الله لنا وللناس أجمعين بهذا الدين القيم.. ونحن نقترب من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد .. نذكر كيف كان الغرب ينظر لنا ولديننا فى فترة تاريخية سابقة ينظرون للنبى بمنتهى التبجيل والتكريم ويقولون عنه أنه أعظم من أنجبت البشرية هكذا كانت الدنيا أما الآن وما نراه من تعصب وكراهية وبغض من الغرب لنا المسلمون بل يرون أننا مصدر الإرهاب. وقد اقترب المولد الشريف يذكرنا ليس فقط بأن نهتم بالحلوى المميزة لهذا المولد الكريم مثل السمسمية والحمصية وفرحة الأطفال بالعروسة والحصان والأكلة الحلوة التى يلتف حولها الأسرة.. بل يجب أن ننظر إلى أحوال الأمة الإسلامية وماآلت إلية من ضعف ومن تشقق ومن تشرذم، الأمة الإسلامية التى كانت يوما معلمة العالم وتشع نورا وعلما وضياء. فى هذا اليوم يجب أن نرجع لكل ما علمنا إياه رسولنا الكريم، ونعلمه لأولادنا، ألم يقول لنا القرآن الكريم ( لكم فى رسول الله أسوة حسنة ).. الرسول الصادق الأمين الطيب الحنون الرفيق بوالديه البار بأهله.المبتسم المحب لأزواجه وأبنائه، الخلوق العدل المحب لإخوانه وأصحابه فى الدين وغيره، الذى أوصانا بالجار والرفيق حتى ظننا أنه سيورثه، والأحاديث الشريفة تقول لنا الكثير من تعاليم الرسول المبهرة والتى هى فى قمة الإنسانية والرحمة والهداية، وتصلح لكل زمان ومكان وهى تعاليم ليست دينية فقط وإنما تعاليم أخلاقية ويجب أن تكون مرجعا لكل مسلم صحيح، وفى هذا اليوم لا يجب أن يكون احتفالنا فقط بالطعام والشراب والحلوى التى أتت إلى مصر مع قدوم الدولة الفاطمية من المغرب العربى ولكن بالصلاة على النبى وتذكر فضائله ومواقفه الشريفة لأبنائنا وتعاليمه النبوية والأخلاقية والاقتراب أكثر من ديننا الحنيف الصحيح بلا تعصب وبلا مبالغة.. وعندما أقتربت من مسجد الرسول الكريم فى مولده العظيم يوما والفرحة والبشرى تملأ قلبى والدموع تملأ عيناى وأنا أشعر أننى مثل التلميذ الذى لم يذاكر جيدا وشعرت بالخجل وقتها ولكنى بعد ذلك أعتقد أننى ذاكرت وقرأت على قدر قدرتى البشرية المحدودة.. كل عام وأنتم بخير ولا يجب أن يمر يوم مولده الشريف مرور الكرام يجب التدبر والتفكر فى حياة الرسول وهادى البشرية.