يمثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أهمية كبرى للاقتصاد المصرى إذ أسهم بنسبة مساهمة قدرها 52 مليار جنيه تمثل نسبة 3? من الناتج القومى الإجمالى فى عام2014، مقارنة ب 48 مليار جنيه فى عام 2010. وقد أكد خبراء ومستثمرون بالقطاع أنه على الرغم من التحديات والعقبات التى واجهت الاقتصاد المصرى، منذ أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وحتى الآن فقد استطاع أن يحافظ على اتجاهه الصاعد و زادت نسبة صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات ''صناعة التعهيد '' من 8.4 مليار جنيه فى 2010 إلى 11 مليار جنيه فى 2014.وشددوا على أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لفاعليات مؤتمر ومعرض «كايرو أى سى تى» المتخصص فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، جاء ليعطى القطاع مزيدا من الثقل ويمنح المستثمرين فيه ثقة كبيرة أن مصر عازمة على مواجهة تحدياتها وصناعة مستقبلها بالاعتماد على التكنولوجيا، التى ستساهم بشكل فعال فى رفع الكفاءة والإنتاجية، ومحاربة الفساد، وتعزيز الشفافية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والتواصل والاعتماد على الخدمات الرقمية بين المؤسسات والأفراد ومختلف الجهات بالإضافة إلى تقليل النفقات الحكومية، مشترطين ضرورة تعزيز البنية التحتية للاتصالات وتطويرها لمواكبة التكنولوجيات الجديدة. مبادرات الرئيس وقد أطلق الرئيس خلال فاعليات الافتتاح مبادرتين للنهوض بصناعة الإلكترونيات والتعليم التكنولوجى، المبادرة الأولى: هى مبادرة «تصميم وصناعة الإلكترونيات» وتتمثل هذه المبادرة فى التركيز على تشجيع هذه الصناعة فى مصر من خلال قطاعين رئيسين هما، شركات الأنظمة الإلكترونية التى تقوم على الابتكار والتكنولوجيا، وقطاع خدمات تصنيع الإلكترونيات كثيف العمالة. ووفقا للرئيس يهدف إطلاق هذه المبادرة إلى زيادة العائد الاقتصادى من هذه الصناعة المهمة ليصل إلى 3 مليارات دولار خلال ثلاث سنوات، وخلق فرص عمل جديدة، والعمل على جذب الجهات المصنعة للأجهزة والمعدات الإلكترونية لإنشاء مناطق صناعية ضخمة ومساندة قطاع تصميم الإلكترونيات وتشجيعه على تأسيس شركات تعمل فى مجال الابتكار والإبداع لجذب العقول والكفاءات المصرية العاملة فى هذا المجال والمهاجرة إلى الخارج. أما المبادرة الثانية، فهى مبادرة «التعلم التكنولوجى»، والتى تهدف إلى تدريب وتأهيل خريجى الجامعات المصرية ليصل عدد المستفيدين إلى 5000 متدرب سنويًّا باستخدام طريقة التعلم المباشر و11000 متدرب سنوياً باستخدام طريقة التعلم المختلط على أدق التخصصات التكنولوجية الحديثة، حيث يتم التدريب على أحدث التقنيات فى مجالات أمن المعلومات، الذكاء الاصطناعى، الأنظمة المدمجة، تطوير البرمجيات، تحليل البيانات. وقد أكد الرئيس أن تنفيذ هذه المبادرة سيتم بالشراكة مع كبرى المؤسسات والجامعات العالمية لمنح شهادات معتمدة بالتنسيق والتعاون مع كبرى الجامعات المصرية والشركات العالمية العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى إتاحة المحتوى الإلكترونى من خلال منصة للتعليم التفاعلى لتقديم المحتوى المعرفى والشهادات العالمية المتعارف عليها فى التخصصات المختلفة، وأيضا إعداد المدربين فى مجالات تكنولوجيا المعلومات من خلال برامج تدريبية مكثفة فى التخصصات المقترحة لنخبة من شباب المدربين لنقل المعرفة لهم كنواة للتوسع فى تدريب الكوادر المصرية الشابة من أبناء المحافظات التكنولوجيا المشروع العملاق وأشار الرئيس إلى أن صناعة تكنولوجيا المعلومات تعتبر فى حد ذاتها مشروعًا عملاقًا داعمًا للمشروعات العملاقة الأخرى التى تنفذ على أرض مصر خلال الفترة الحالية إذ إن حجم الإنفاق على هذا القطاع يقل عن الإنفاق على العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى، ومن ثم فإن الدولة تعتزم مضاعفة الاستثمار فى هذا القطاع خلال المرحلة المقبلة، مضيفا: إن ما يتم على أرض مصر فى هذا القطاع المتنامى والمتطور بقوة هو غرس لهذه الصناعة التى يعتمد عليها العالم فى كافة المجالات من التعليم والصحة إلى الطاقة والزراعة وكافة مجالات الحياة. إن تنمية وتطوير هذا القطاع ستحدث طفرة اقتصادية كبيرة تؤدى إلى زيادة حجم الإنتاج وتطوير جودته وتحقيق طفرة حقيقية فى مستوى دخل الفرد فى مصر نتيجة للقيمة المضافة العالية التى يحققها هذا القطاع بعقول وسواعد أبنائه إذ يمثل الاستثمار فى هذه الصناعة الواعدة استثمارًا فى مستقبل مصر لا ينبغى التأخر أو التهاون فيه، فهو استثمار فى الشباب الواعد ستجنيه الأجيال القادمة. البنية التحتية التحدى الأهم وقال حاتم الحريرى المدير الإقليمى لشركة أفايا فى الشرق الأوسط وأفريقيا، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى فاعليات «كايرو اى سى تى» هذا العام، أعطى المستثمرين ثقة كبيرة فى دعم الحكومة للقطاع واهتمامها بتطوير أعمالها، مشيرا إلى أن مناقشات الرئيس مع المستثمرين المشاركين فى الحدث أظهر إلمامه واهتمامه الشخصى بتطوير نظم المعلومات وأجهزة الاتصالات، وهو ما بدا جليا فى توجيهاته لممثلى الحكومة المشاركين فى الحدث للعمل على مواكبة المستجدات والاعتماد على التكنولوجيا فى خدماتها هو أمر جيد للغاية وفقا لرأيه. وأشار الحريرى، إلى أن مصر بالنسبة لشركته وللعديد من الشركات العالمية، تمثل مركز ثقل للعديد من الأسباب، أهمها أنها سوق كبيرة تتجاوز التسعين مليون نسمة، نسبة كبيرة منهم من الشباب المتعلم، المهتم بالتكنولوجيا وتطبيقاتها، وهو ما يعنى أنه مجتمع يطلب التكنولوجيا ويوجهها نحو احتياجاته، مضيفا: علينا أن نعمل على تحويل تلك الاحتياجات إلى مشروعات يشارك فيها هؤلاء الشباب . واستطرد الحريرى، لكن أبرز التحديات التى تواجه مصر الآن هو تعزيز بنيتها التحتية فى مجال الاتصالات، لتصبح أكثر قدرة على استيعاب التكنولوجيا الجديدة، إذ تمثل جودة الاتصالات، عاملا مهمًّا لتنشيط الاستثمارات ودفع عجلة التقدم التى يستهدفها أى مجتمع كونها تسهم فى توفير الوقت والجهد والمال، مشيرا إلى تأكيدات الرئيس السيسى ووزير الاتصالات المهندس ياسر القاضى، على عمل الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية والحالية لتعزيز تلك البنية وتحديثها . السوق المصرى .. الأهم وقال مارك رينارد، الرئيس التنفيذى بمجموعة أورنج الفرنسية لمنطقة الشرق الأوسط، ورئيس مجلس إدارة شركة موبينيل، أن حضور الرئيس السيسى لافتتاح المعرض، يعد دلالة قوية على أهمية صناعة تكنولوجيا المعلومات فى تطوير المجتمعات، منوهًا إلى أن المصريين يعتمدون الآن على تطبيقات المحمول بشكل كبير، وأن هناك تقريبا 200 ألف تطبيق يتم تحميلها سنويا، الأمر الذى يؤكد أهمية اعتماد التكنولوجيا كعنصر أساسى للتنمية، مشددا على أن مجموعة أورنج تنظر إلى السوق المصرى باعتباره الأهم على مستوى العالم، سواء من حيث عدد العملاء أو العائدات النقدية. فرص عمل جديدة من نوعها وأكد المهندس على فرماوى نائب رئيس شركة مايكروسوفت العالمية، أن وجود الرئيس خطوة هامة للغاية، لافتا إلى أن هناك تحركات كبيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال أنظمة الحوسبة السحابية الذى سيحقق طفرة فى نختلف القطاعات. أضاف، أن هناك بعض المشاكل التى تواجه المجتمعات العربية وبينها مصر، أهمها مشكلات الدعم والوعى الاجتماعى والأدوات الخاصة بذلك، مؤكداً أن مزج التكنولوجيا مع جميع المبتكرين فى المجتمعات الطلابية بات أمرا ضروريا. وأشار طه خليفة المدير الإقليمى لشركة إنتل بمنطقة الشرق الأوسط، إلى ظهور فرص عمل جديدة من نوعها بسبب تكنولوجيا المعلومات، موضحا أن المكون الخاص بالأمن لابد أن يكون حاسمًا داخل منظومة تكنولوجيا المعلومات بالكامل. وشدد خليفة، على ضرورة اتجاه مقدمى التكنولوجيا قدما نحو تعزيز عوامل الأمان فى برمجياتهم وحلولهم، مضيفا : نحن نستثمر فى ذلك لزيادة الإنتاجية، وفى عام 2020 سيتم توليد المزيد من البيانات وخاصة مع زيادة عوامل الأمن، ويمكن الاستفادة من تقنيات تحليل البيانات لخدمة المجتمع، مثل تقديم حلول لعلاج السرطان الضوء لتوصيل البيانات وأكد محمد أمين نائب رئيس شركة «اى إم سى» العالمية، أن حضور الرئيس السيسى لفاعليات افتتاح المعرض، منح مزيدا من الثقة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خاصة فى ظل الظروف السابقة التى مر بها الاقتصاد المصرى، مضيفا: تكنولوجيا المعلومات مكنت كافة المؤسسات والشركات من إدارة أعمالها وتقليل التكلفة، وأصبحت حاليا من ضمن أهم الاستثمارات فى العالم. وأشار إلى أن الاتجاه الجديد حالياً ليس لشبكات Wi Fi المعتمد على الترددات، ولكن الجديد هو Li Fi المعتمد على الضوء كوسيلة لتوصيل البيانات، وهى تقنيات أسرع 20 مرة من الواى فاي، داعيا لضرورة أن يكون لدى مصر مركز لتكنولوجيا المعلومات، والإسراع فى اللحاق بهذه التطورات المدفوعات الإلكترونية وأشار ستيفن كيهو، رئيس قطاع الشمول المالى، بشركة فيزا العالمية، إلى أن الدراسات التى قامت بها شركته مؤخرا أوضحت أن 85% من المصريين لا يعتمدون على المعاملات المالية البنكية، وهو ما يعد فرصة لدخول السوق المصرى الذى يعد مدخلا لأسواق أخرى فى أفريقيا، موضحا أن شركته تستهدف خلال العام المقبل 2016 الوصول لأكبر عدد من المصريين بخدمات الشمول المالى القائمة على استخدام الهواتف المحمولة والذكية وأوضح كيهو، أن 26% من المصريين يقومون بادخار أموالهم فى المنزل، وأن 35% منهم يعتمدون فى الاقتراض على المعارف والمحيطين، موضحا أن هذه المنتجات غير آمنة وتستخدم السيولة المالية التى تحتمل نسبة كبيرة من المخاطر، كما أنها تكلف الدولة الكثير لسرعة تلف العملة، بينما فى دولة مثل كينيا سنجد أن 85% من المواطنين هناك يستخدمون الهواتف المحمولة فى التعاملات المالية. وأشار إلى أن المدفوعات الإلكترونية عبر المحمول تتيح الدفع على مدار 24 ساعة يوميا، مضيفا : تبلغ حجم الأموال المتداولة فى مصر نحو 25 مليار دولار، و تسعى الدولة لتحويل تلك المدفوعات إلى منتجات إلكترونية من خلال المنتجات الجديدة. البطاقات الذكية وتحدث المهندس هانى محمود وزير التنمية الإدارية الأسبق، عن أهمية مشاركة الرئيس بافتتاح «كايرو اى سى تى» فى دورته التاسعة عشرة، مؤكدا أن مصر تشهد تقدما كبيرا بقطاع التكنولوجيا خاصة فى مجال الاعتماد على البطاقات الذكية. وأوضح الوزير السابق أنه تم إطلاق بطاقة الأسرة منذ نحو 7 سنوات و تحمل 8 تطبيقات، مشيرا إلى أنها لاقت عدم قبول فى المرحلة الأولى، ثم بدأ الأمر يتغير مع زيادة التطبيقات المرفقة بها مثل الخبز والتموين واسطوانات البوتاجاز. وأشار إلى أن إعلان وزارة الداخلية عن إطلاق بطاقة الرقم القومى الجديدة التى ستكون «ذكية» ومزودة بكل تطبيقات الحكومة وغير الحكومة مثل رخصة القيادة وحساب البنك والبطاقة وجواز السفر وبطاقة صرف التموين وغيرها من أغراض تخدم المواطن، سيكون نقلة حضارية لمصر، مؤكدا أن الكارت الموحد والمتكامل هو المستقبل، وسيفيد المجتمع فى مجال المرور والسحب والإيداع النقدى والتعامل مع الحكومة، وستكون القطاعات الحكومية الأكثر استفادة فى حالة تطبيق المنظومة الجديدة. العدالة الاجتماعية فى نفس السياق ومواكبا لما تضمنه «كايرو اى سى تى» فى دورته الأخيرة التى اختنم أعماله الأربعاء الماضى، كشف الدكتور أحمد سمير مستشار وزير التخطيط، عن أن الحكومة تدرس حالياً تحويل بطاقة الأسرة إلى بطاقة مدفوعات، بالتعاون مع شركة فيزا، مشيرا إلى أن بطاقة الأسرة هى أحد البطاقات الحكومية التى تستهدف الوصول إلى العدالة الاجتماعية فى توزيع السلع المدعومة. وقال هى أهم التطبيقات التى تم استخدامها فى مصر منذ عام 2005 لتحويل بطاقة التموين لبطاقة ذكية تسمى بطاقة الأسرة، وبدأنا التجربة فى محافظة بورسعيد ثم باقى المحافظات، مضيفا: حاليا يستفيد نحو 20 مليون أسرة و80 مليون مواطن مصرى من بطاقات الأسرة فى صرف التموين ثم المعاش الضمانى لكبار السن من نفس البطاقة، ثم صرف أسطونات البوتاجاز المضافة على التموين ولم تفعل حتى الآن، ثم الخبر المدعوم، ثم العلاج الصحى لغير القادرين فى بعض محافظات الصعيد.
