لم تهدأ الأجواء فى القدس بعد اشتعال نيران الإرهاب اليهودى خلال الأسبوع الماضى مع إشعال شموع تنورة احتفالاتهم بعيد الحانوكا الإسرائيلى لتصبح هى الشعار الصهيونى الجديد بدعوى إلى مزيد من التطرف، وبخاصة فى هذه المناسبة المخصصة لإحياء روح الانتقام كل عام داخل صدر كل يهودى فهم يحتفلون فيه بما يعدونه كوارث ومذابح طوال قرون حتى لو كان هذا يعود إلى ألفين ومئتنى عام على يد اليونانيين والمكابيين أو حتى فى العصر الحديث على يد النازيين إلى أن تحولوا إلى نسخة جديدة من كل هؤلاء، والغاية الصهيونية من هذا استعادة الاستقلال السياسى، وأن تظل إسرائيل خالدة هذا ما أدلى به بنيامين نتنياهو فى خطابه الذى ألقاه فى حائط البراق أثناء الاحتفالات اليهودية بعيد الحانوكا الذى بدأ الإثنين الماضى وكانت نهايته يوم الخميس. وباستغلال الارتباك السياسى للفلسطينيين والعالم العربى وتسعى إسرائيل الآن إلى توسيع جرائمها ضد الفلسطنيين والإطباق بالكامل على مدينة القدس وتهويدها، عن طريق مخططها الصهيونى التهويدى الجديد «تطوير عكا ودائرة أراضى إسرائيل» وبه تحولت العديد من المنازل الفلسطينية بالبلدة القديمة إلى مشاريع لمجموعة من المستثمرين اليهود من داخل وخارج إسرائيل تحت رعاية مجموعة من الجمعيات الصهيونية بهدف الربح المادى وتشجيع مشروع التهويد. فمنذ عام 1996 وإسرائيل تقوم بما تطلق عليه غربلة جبل الهيكل، وهو مشروع لهدم المسجد الأقصى بحجة القيام بعمليات أثرية تحت المسجد بحفر حفر كبيرة من أجل البحث عن الهيكل المزعوم على عمق أكثر من 15 مترًا، وذلك دون أى رقابة من وزارة الأثار أو متخصصون حفريين، والآن من حين لآخر تظهر حفريات آثرية تزعم إسرائيل أنها تعود إلى عهد الهيكل الثانى لإثبات تاريخية اليهود هناك، كما تنفذ مخططات تحت إشراف لجنة التخطيط الإسرائيلية إلى تعميق الحفريات فى الحائط الغربى بهدف زيادة عدد الزوار وتنشيط السياحة هناك. كما كشفت صحيفة هآرتس فى تقريرها عن تمويل ضخم من قبل منظمات غير حكومية أمريكية للمشروع الصهيونى الاستيطانى بالقدس وهى شركات غير هادفة للربح أعطت تمويل لإسرائيل يبلغ أكثرمن مليار شيكل لمدة خمس سنوات بإعفاء ضريبى كامل، وهناك خمسون منظمة أمريكية أعطت خلال عامى 2009 و2013 تمويلات لمستوطنات الضفة الغربية تصل إلى أكثر من 220 مليون دولار بدون ضرائب فقط من أجل تدعيم وتشجيع الاستيطان اليهودى وقالت هآرتس أن هذا لا يعنى إلا أن أمريكا تشجع وتدعم بشكل غير مباشر المشروع الاستيطانى. يأتى هذا مع مزاعم صهيونية جديدة بشرعية الاستيطان بالضفة الغربية وأن اليهود يرتبطون بهذا المكان منذ الآف السنين وبموجب القانون الدولى، المنطقة لم تكن تحت سيادة شرعية لأى دولة، وعندما احتلت إسرائيل المكان كان حقًا تاريخيًا وشرعيًا وفى موقف الدفاع.