التقيت الأسبوع الماضى خلال زيارتى لمشروع هضبة الجلالة، مجموعة من الشباب من أبناء العريش الأبطال الذين يعملون ليل نهار وسط جبال البحر الأحمر لتحقيق الحلم الجديد وهو شق طريق "العين السخنة.. الزعفرانة" مرورا بهضبة الجلالة، عندما يتحدثون تلمح فى عيونهم سعادة تكفى العالم كله، تشعرأن قلوبهم تملؤها الوطنية، التى تربوا عليها. يعشقون تراب هذا الوطن، عملوا فى معظم المشروعات القومية، بدءًا من حفر قناة السويس التى شاركت فيها شركات المقاولات من أبناء سيناء، وكان لهم دور مهم فى حفر القناة، وانتقالا بمشروع الفرافرة، ثم مشروع هضبة الجلالة.. يمتلك كل منهم العديد من قصص البطولة، خلال فترة عمله بالمشروع، فهم يقيمون فى الميدان"أرض المشروع" لا يتوقفون عن العمل، وكأنهم يعيدون إلى الأذهان قصص الأجداد من أبطال سيناء، الذين روت دماءهم أرض الوطن، وكانوا ومازالوا حماة البوابة الشرقية لمصر. إنهم حقا أبطال من نوع خاص، يرسمون مستقبل هذا الوطن، وستظل أسماؤهم محفورة فى سجل التاريخ بأحرف من نور. إنهم أبطال يصنعون المجد لأوطانهم ولأنفسهم، فهم أحفاد "سالم الهرش" الذى وقف فى وجه موشى ديان عام 1968 وأمام وسائل الإعلام الدولية ليطلق عبارته الشهيرة " أؤكد لكم أن سيناء مصرية وستظل مصرية 100% ولا يملك الحديث عنها إلا السيد الزعيم جمال عبد الناصر"، فكانت الصاعقة التى نزلت على الوجوه الصهيونية وما كان من موشى ديان إلا أن أطاح بالمنصة. المصير الذى كان ينتظر الشيخ سالم هو الإعدام على يد الإسرائيليين لولا المخابرات المصرية التى كانت تعلم كل شىء فانتظرته بسيارة جيب ورحلته إلى الأردن وأسرته عبر ميناء العقبة فاستقبله الأردنيون استقبال الفاتحين هناك، وبعد ذلك عاد مرة أخرى ليلتقى الزعيم جمال عبد الناصر الذى قدم له مجموعة من الهدايا عبارة عن "طبنجة وعباءة وسيارة جيب" ولكن الشيخ سالم تبرع بكل شىء للقوات المسلحة عدا العباءة التى اعتبرها رمزًا وتذكارًا من "ناصر". إن قصص البطولة لأبناء سيناء لا تنتهى وتنتقل عبر الأجيال، فالمجد كل المجد للأبطال.