أصبح الإعلام الفلسطينى مهدداً بالتوقف، بعد وقوعه تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلى، ليضمن المزيد من التعتيم على العالم واستمرار المزيد من الصهيونية التى يمارسها الاحتلال الإسرائيلى بجرائمه ضد الشعب الفلسطينى، فالحكومة الإٍسرائيلية، تمارس الآن على الشعب الفلسطينى قانون الكلام المباح باغتصاب حربان الإعلام الفلسطينى بجميع الوسائل، بعد أن أصابها الجنون لملاحقته الدائمة لجرائم الاحتلال من حين لآخر، سواء كان بالحرق أو قطع البث أوحتى استهداف الصحفيين الفلسطينيين وقتلهم واعتقالهم أوالاعتداء عليهم أثناء تغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية. وبدأت الحكومة الإسرائيلية استهدافها للإعلام الفلسطينى برفع وتيرة مداهمتها لتصل نسبة الإعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين الفلسطنيين منذ شهر أكتوبر الماضى حتى الآن إصابة 55 صحفى بالرصاص وبالغازات والضرب المبرح، ولم يقف الأمر عند ذلك بل استكملته سلطات الاحتلال بحملات تحريضيه كبيرة ضد وسائل الإعلام الفلسطينية ومواقع التواصل الاجتماعى وأى جهة تقوم بالتحريض ضد إسرائيل. جاء هذا بعد حادث مبنى إذاعة منبر الحرية الفلسطينية فى مدينة الخليل الذى اعتدت عليه قوات الاحتلال بمصادرة أجهزة البث والمعدات الإذاعية الخاصة بها وقطع البث بشكل كامل، وكذلك بالحصار بدبابات جيش الاحتلال، الأمرالذى وصفته نقابة الصحفيين الفلسطينية فى تقريرها بلجنة الحريات الصحفية، بالهمجية وكبت الحريات التى تستهدف جميع وسائل الإعلام الفلسطينية، وسط صمت دولى، إلا أنها لن توقف الصحفيين الفلسطينيين، على حد قولهم، عن واجبهم المهنى . أما على الصعيد الإسرائيلى فيذكر أفيخاى أدرعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى للإعلام العربى على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك زاعماً أن حصار المحطة الإذاعية جاء فى إطار حرب متواصلة ضد التحريض على دولة إسرائيل، لأنها تقوم ببث مواد تحريضية عنيفة ضدها وتشجع على ارتكاب اعتداءات طعن وحتى إطلاق مسيرات عنيفة. كما قام جيش الاحتلال استمرارًا لمسلسل جرائمه ضد الإعلام الفلسطينى باستهداف طاقم فضائية فلسطين اليوم وقاموا بالاعتداء عليه لمنعهم من بث أى أفلام حية للمستوطنين اليهود وهم يعتدون ومعهم جنود الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين. وبصحيفة معاريف الإسرائيلية جاءت مقالة للكاتب الإسرائيلى دانيال سلامه توضح مدىتوسيع دائرة انتشار حملة التحريض بالصحف الإسرائيلية ضد الصحف العربية، وخاصة العربية الإسرائيلية منها تحت عنوان التحريض يبدأ من الصحف العربية الإسرائيلية، وبأسلوب تهكمى يقول أقف متعجباً عندما أرى مثل هذه الصحف الفلسطينية تعمل جاهدة لنقل صورة غير صحيحة عن الفلسطينيين وتشوية سمعة دولة إسرئيل، بدلاً من التعامل مع قضايا القطاع العربى، مستطرداً فى مزاعمه بعد ذلك أن الخطب التى تقال يوم الجمعة للفلسطنيين لنصرة المسجد الأقصى هى خطابات تحريضيه ضد دولة إسرائيل، والأبرز من بين تلك الصحف التى تصيب الاحتلال بالجنون الصنارة، بانوراما وكل العرب، وتصدر معظمها فى إسرائيل وبالبعض الأخر فى حيفا والناصرة، ومنها متداول على مواقع الإنترنت ولديها إقبال كبير من القراء من جميع أنحاء العالم. يأتى هذا الهجوم على الصحف العربية الفلسطينية الإسرائيلية التى تباع داخل إسرائيل ناطقة بالعربية، على الرغم من أن هناك دراسة مقارنة قام بها معهد فان لير بالقدس تزعم أن الصحف الفلسطينية تختلف تماماً عن الصحف الفلسطينية الإسرائيلية، لأن الأولى تقوم فقط بالثناء على كل ما يقوله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وعلى كل ما تقوم به الفلسطينية، أما الثانية فهى صحف هشة لا تمت للسياسة بأى صلة تقريباً وتركز أكثر لتجمع بين السياسية والأخبار المعلوماتية، والإكثار من المحتويات الترفيهية، ونادرا ما تتعمق فى التحقيقات الجادة وتقديم الأخبار الصحيحة والتعليق عليها، ولكن عادة ما ينشر قصصا قصيرة وبعضها نقلا عن وكالات الأنباء والإنترنت. وأضافت الدراسة الإسرائيلية فى استنتاجاتها أن هذا يخلق عدم استقلال، وعدم الموضوعية وعدم المصداقية، بالصحف الفلسطينية ويضعف مكانتها سواء كانت داخل إسرائيل أو بالضفة الغربية وقطاع غزة، فى مقابل غيرها من مصادر المعلومات، كالتليفزيون والإنترنت، لهذا هناك عشرة فى المئة فقط من العرب فى إسرائيل يعدون الصحف الفسطينية الإسرائيلية هى مصدر الأخبار الأساسى، مقارنة مع 75 فى المئة الذين يستمدون معلوماتهم فى المقام الأول من التليفزيون وخمسة فى المئة من الإنترنت.