مازالت ليبيا وشعبها يعانون الأمرين من حرب دائرة بين الفرقاء الليبيين خاصة وأن العمليات العسكرية مازالت مستمرة رغم تصريحات الجانبان بقرب تشكيل حكومة وفاق وطنى يشترك فيها الجانبين إلا أن بنغازى مازالت مشتعلة وسرت مازالت تسيل بها الدماء وعلى الصعيد الدبلوماسى فإن كلا الجانبين يعتزم الجلوس على مائدة المفاوضات ولكن بعد تحقيق نجاحات على الأرض لكى يكون الجانب الأقوى.. هذا بالإضافة إلى تعطيل مشروع صياغة الدستور لعدة أسباب.. وعلى صعيد آخر فالجميع ينتظر ماذا سيفعل المبعوث الجديد للأمم المتحدة فى ليبيا خاصة بعد فضيحة الجارديان البريطانية. وتشهد بنغازى تصاعدا فى العمليات العسكرية حيث نشب قتالا عنيفا بين قوات الجيش الليبى وقوات مجلس شورى ثوار بنغازى فى مناطق محور الهوارى والليثى ووسط البلاد بين الجيش الليبى وقوات مجلس شورى ثوار بنغازى أسفر عنه مصرع ستة جنود بالجيش الليبى بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وكان قادة المحاور التابعين للقوات المسلحة بالحكومة المؤقتة فى مدينة بنغازى أكدوا تحرير 80%من بنغازى، كما طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق فورية لمتابعة ملف جرحى الجيش وتحديد الجهات الشرعية التى تتبع القيادة. وتمكنت القوات الخاصة الليبية من إحباط تفجير ثلاثة صواريخ هاون كانت معدة للإطلاق فى أحد المنازل وسط بنغازى وصرح قائد تحريات القوات الخاصة فى بنغازى فضل الحاسى إن الجيش الليبى تمكن من تفكيك ثلاثة صواريخ هاوز كانت معدة للإطلاق فى أحد المنازل وسط بنغازى، لافتًا إلى أنه تم القبض على أحد الإرهابيين بالقرب من مدرسة الحسن البصرى ، وأوضح معاون رئيس قسم النجدة بنغازى الرائد جمال العمامى، أن عناصر قسم النجدة تمكنوا من القبض على ثلاثة أفراد من الجماعات الإرهابية داخل مدينة بنغازى أثناء تجول الدوريات داخل شوارع المدينة. أما فى سرت فقد أعلن تنظيم داعش سيطرته على المناطق المحيطة بمدينة سرت وكذلك فى مناطق درنة كما تزعم داعش تقدمها فى مناطق ببنغازى فى حين أعلن الجيش الليبى أن طائراتة جددت غاراتها على مواقع داعش فى المنطقة المعروفة باسم معسكر 319 فى بنغازى كما قصفت رتلاً من الدبابات والمدفعية قرب مصيف النيروز العائلى القريب من ميناء المريسة. كما أكد الناطق الرسمى باسم غرفة عمليات الكرامة ناصر الحاسى، إنّ القوات المسلّحة سيطرت على معسكر الدفاع الجوى فى سيدى فرج فى بنغازى، موضحا أنه من أكبر نقاط تمركز الجماعات الإرهابية، وأضاف أن قوات الجيش الوطنى أحرزت تقدما فى منطقة سيدى فج وسيطرت على عدد من المواقع فيها ووصلت إلى مصنع الاسمنت مبينا أن الطيران الحربى قام بثلاث غارات على مواقع الجماعات الإرهابية، كما تحاصر القوات المسلحة معسكر 319 فى بوعطنى وذلك بعد فرض سيطرة كاملة عليها، كما قصفت رتلاً من الدبابات والمدفعية قرب مصيف النيروز العائلى القريب من ميناء المريسة. كما قصف سلاح الجو التابع للقوات الموالية للحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب مواقع تابعة لتنظيم داعش فى مدينة بنغازى شرقى ليبيا وأوضحت مصادر أن طائرة تابعة لسلاح الجو الليبى قصفت مواقع داعش فى المنطقة المعروفة باسم «معسكر 319» فى بنغازى. ولم ترد أى أخبار بشأن سقوط ضحايا جراء القصف. وكان سلاح الجو الليبى قد وجه ضربات مباشرة هذا الأسبوع لعدة مواقع لتجمعات الجماعات الإرهابية فى بعض محاور القتال فى مدينة بنغازى. ولم يكن الدستور أفضل حالا حيث علقت هيئة صياغة مشروع الدستور جلستها الرسمية والتى كان المقرر عقدها فى البيضاء لعدم اكتمال النصاب القانونى وصرحت نادية عمران مقررة لجنة العمل المنبثقة عن أعضاء الهيئة أن نواب المنطقة الغربية يرفضون الحضور إلى مدينة البيضاء بحجة تردى الوضع الأمنى، واحتجاجا على عدم استلام مرتباتهم منذ أكثر من ستة أشهر، وكشفت نادية عمران عن وجود مساع ومقترحات لإيجاد حل توافقى يرضى جميع الأطراف. ورغم استمرار العمليات العسكرية على الأرض إلا أن هناك تفاؤلا مشوب الحذر حيث صرح رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثنى أن الوضع السياسى فى بلاده يتجه نحو الانفراج، بعد أن توصلت جميع الأطياف السياسية الليبية إلى الاتفاق حول الحل السياسى، والتهدئة الأمنية بعد تدخل عقلاء ليبيين وجاء ذلك بعد القلق الذى عبر عنه أعضاء مجلس الأمن الدولى إزاء استمرار الأزمة السياسية والأمنية فى ليبيا وكانت لجنة العقوبات فى مجلس الأمن قد لوحت بتوقيع عقوبات على من يقومون بتهديد السلام والاستقرار فى ليبيا مما يعرقل الانتقال السلمى للسلطة فى ليبيا، واعتبر المراقبون أن الاتفاق على تشكيل حكومة الوفاق الوطنى والذى تم برعاية الأممالمتحدة كان الفرصة الحقيقية لتسوية الازمة بين الفرقاء الليبيين، كما أنه من المنتظر أن يعقد أعضاء المؤتمر اجتماعات فى إحدى المدن الليبية بممثلين عن مجلس النواب فى إطار حوار ليبى ليبى بعد فشل مهمة المبعوث الأممى السابق برناردينوليون فى الوصول إلى تسوية سياسية للازمة الليبية. وفى نفس السياق صرح سفير ليبيا لدى الأممالمتحدة إبراهيم الدباشى أمام مجلس الأمن أن التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة فى ليبيا وشيك ويمكن أن يتم خلال الشهر الجارى إلا أنه قال أن مجلس الأمن لم يتخذ خطوات جدية لتوفير البيئة الآمنة، لتنطلق أعمال الحكومة من مؤسساتها فى العاصمة طرابلس و طالب الدباشى بتشكيل قوة خاصة محايدة من ضباط وأفراد الجيش والشرطة وشدد الدباشى على أن الاستقرار الحقيقى لليبيا لا يمكن أن يتم بأى شكل من أشكال التدخل الأجنبى، مبرزا أن ذلك يتم من خلال تقديم المساعدة فى إعادة تأهيل ونشر قوات الشرطة، وتجميع الجيش الليبى وإعادة هيكلته وتأهيله وتسليحه ليتولى حسم المعركة مع الإرهاب. وعلى صعيد آخر فقد أكدت مصادر مقربة من المؤتمر الوطنى منتهى الولاية بطرابلس أن القياديين فى حزب الإخوان المسلمين «عبد الرحمن السويحلى» و«نزار كعوان» يقودان تيارا داخل المؤتمر من أجل إقالة نورى بوسهمين من رئاسة المؤتمر، وقد استطاع القياديان بالفعل سحب عددا من صلاحيات بوسهمين منها رئاسته لما يعرف بالقيادة العامة للجيش الليبى وتمثيله لأعضاء المؤتمر خارج ليبيا. وقد وصل عدد المؤيدين لإقالة بوسهمين 80 عضوا حيث يسعون إلى عقد جلسة للتصويت على استبدال رئيس المؤتمر بتعنته لعرقلة ملف الحوار السياسى وإقالته للجنة الممثلة للمؤتمر فى حوار الصخيرات. وقد وافق 91 نائبا من البرلمان الليبى على اقتراح بشان تشكيل الحكومة التوافقية إلا أن بعض الملاحظات رافقت هذه الموافقة، ومن أهمها إضافة نائبين لرئاسة مجلس الوزراء، يكون أحدهما من المنطقة الشرقية والآخر من المنطقة الجنوبية وضرورة جعل القرارات المتعلقة بالجيش و الشرطة تتخذ بالإجماع، وهو ما يُعتبر خطوة مهمة فى طريق اعتماد الحكومة التوافقية. وكان مبعوث ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة إبراهيم الدباشى وفى نهاية ولايتة دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون الفصائل المتناحرة هناك إلى وقف محاولاتهم لإعاقة خطة اقتسام السلطة والتى تهدف إلى إنهاء أزمة سياسية طويلة فى البلد الذى تمزقه الحرب، وجدير بالذكر ان بعثة الأممالمتحدة قدمت خلال فترة عمل ليون مسودة اتفاق سياسى شامل يهدف إلى إدخال البلاد فى مرحلة انتقالية لعامين تبدا بتشكيل حكومة وفاق وطنى لكن الطرفين رفضا التوقيع على الاتفاق. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت استلام الدبلوماسى الألمانى مارتن كوبلر مهامة كممثلا خاصا للأمين العام للمنظمة الدولية ورئيسا لبعثتها فى ليبيا ويخلف كوبلر الدبلوماسى الإسبانى برناردينو ليون الذى عمل منذ تسلم مهامه فى اغسطس 2014 على إعادة توحيد السلطة السياسية فى ليبيا التى انقسمت بين طرفين فى إطار صراع مسلح على الحكم مستمر منذ أكثر من عام .