الأنبا يواقيم يترأس صلوات قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة العذراء مريم بإسنا    جديد أسعار السلع التموينية مايو 2024    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم الأحد 5 مايو    حدائق القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين للاحتفال بشم النسيم وعيد القيامة    إعلام إسرائيلي يفضح نتنياهو، تخفى ب"شخصية وهمية" لإعلان موقفه من الهدنة مع حماس    سي إن إن: اتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يستغرق عدة أيام    عاجل.. شوارع تل أبيب تشتعل.. وكارثة مناخية تقتل المئات| حدث ليلا    الاحتلال يستهدف منازل في رفح الفلسطينية.. وتحليق للطيران فوق غزة    مواجهة نارية بين ليفربول و توتنهام بالدورى الانجليزى مساء اليوم الأحد 5 مايو 2024    نيرة الأحمر: كنت أثق في قدرات وإمكانيات لاعبات الزمالك للتتويج ببطولة إفريقيا    عاجل.. حقيقة خلاف ثنائي الأهلي مع كولر بعد مواجهة الجونة    درجات الحرارة اليوم الأحد 5 - 5 - 2024 في المحافظات    خطاب مهم من "التعليم" للمديريات التعليمية بشأن الزي المدرسي (تفاصيل)    كريم فهمي: مكنتش متخيل أن أمي ممكن تتزوج مرة تانية    أخبار الفن.. كريم فهمي يتحدث لأول مرة عن حياته الخاصة وحفل محمد رمضان في لبنان    مخاوف في أمريكا.. ظهور أعراض وباء مميت على مزارع بولاية تكساس    مصر على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة خلال ساعات.. تعرف عليها    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    قصواء الخلالي: العرجاني رجل يخدم بلده.. وقرار العفو عنه صدر في عهد مبارك    حملة ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تجمعان تبرعات تزيد عن 76 مليون دولار في أبريل    نجم الأهلي السابق يوجه طلبًا إلى كولر قبل مواجهة الترجي    حديد عز ينخفض الآن.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 5 مايو 2024    هل ينخفض الدولار إلى 40 جنيها الفترة المقبلة؟    تشييع جثمان شاب سقط من أعلي سقالة أثناء عمله (صور)    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    بعد معركة قضائية، والد جيجي وبيلا حديد يعلن إفلاسه    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    تامر عاشور يغني "قلبك يا حول الله" لبهاء سلطان وتفاعل كبير من الجمهور الكويتي (صور)    العمايرة: لا توجد حالات مماثلة لحالة الشيبي والشحات.. والقضية هطول    ضياء رشوان: بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها لا يتبقى أمام نتنياهو إلا العودة بالأسرى    عمرو أديب ل التجار: يا تبيع النهاردة وتنزل السعر يا تقعد وتستنى لما ينزل لوحده    حسام عاشور: رفضت عرض الزمالك خوفا من جمهور الأهلي    مصرع شاب غرقا أثناء الاستحمام بترعة في الغربية    إصابة 8 مواطنين في حريق منزل بسوهاج    رئيس قضايا الدولة من الكاتدرائية: مصر تظل رمزا للنسيج الواحد بمسلميها ومسيحييها    كاتب صحفي: نتوقع هجرة إجبارية للفلسطينيين بعد انتهاء حرب غزة    اليوم.. قطع المياه عن 5 مناطق في أسوان    محمود البنا حكما لمباراة الزمالك وسموحة في الدوري    البابا تواضروس يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    مكياج هادئ.. زوجة ميسي تخطف الأنظار بإطلالة كلاسيكية أنيقة    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا تحدث الجنرال النحيف أديب نوبل وشيخ الأزهر والمفتى
نشر في أكتوبر يوم 01 - 11 - 2015

الحوار الصحفى واحد من أعرق فنون الكتابة الصحفية وأشهرها وهو أحد الأبواب السحرية لميلاد أسماء لامعة فى عالم الصحافة والكتابة.
وكانت «أكتوبر» واحدة من المدارس الصحفية الكبرى فى الحوار الصحفى التى تميزت باختيار محاوريها وتوجيه الأسئلة الكاشفة والمضيئة حول أعمالهم وأدوارهم المهمة فى السياسة والصحافة والفكر والفن والأدب.ازدانت صفحات أكتوبر على مدار تاريخها بحوارات يمكن أن نطلق عليها دون أدنى مبالغة «تاريخية» وتمثل فى مجملها وثائق ذات قيمة متجددة بما حملته من أفكار وموضوعات وقضايا.
وفى التالى رحلة بانورامية لعدد من أشهر الحوارات التى أجريت على صفحات المجلة عبر تاريخها منذ نشأتها وحتى الآن، نسترجع أحاديث لأحد أبطال حرب أكتوبر والعقل المخطط لها المشير عبد الغنى الجمسى الذى انفردت المجلة بنشر سلسلة من الحوارات معه فى مناسبات مختلفة، حوارات لنجيب محفوظ شيخ الرواية العربية فى تاريخها ومصطفى أمين أحد أهم أعلام الصحافة المصرية فى تاريخها والمخرج العالمى يوسف شاهين ورائد جراحات القلب عادل إمام والشيخ على جمعة مفتى الديار المصرية الأسبق وغيرهم.
انفردت مجلة أكتوبر بحوارات ترصد وتؤرخ للأحداث ومن تلك الحوارات المهمة، سلسلة الحوارات التى أجراها الأستاذ اسماعيل منتصر مع «محمد عبد الغنى الجمسى» والذى كان رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية، ولقد كتب الجمسى مذكراته عن حرب أكتوبر 1973 ونشرتها مجلة أكتوبر كاملة. وكانت سلسلة الحوارات هى محاولة من الأستاذ اسماعيل منتصر لمعرفة كل التفاصيل التى لم يكتبها الجمسى من قبل.
ومن تلك الحوارات البارزة الحوار الذى كان احتفالا صغيرا بذكرى مرور 18 عاما على حرب أكتوبر 1973، ومن خلال الأسئلة كشف الجمسى فى الحوار سر اختيار هذا اليوم بالتحديد لشن الهجوم على القوات الإسرائيلية وحقيقة الاختلاف حول التوقيت داخل القيادة العامة للقوات المسلحة، وكشف أيضا عن كواليس فترة ما قبل بدء العمليات العسكرية ولحظات الفرح ولحظات الحزن التى مرت عليه طوال أيام الحرب.
وفى كل عام لذكرى حرب أكتوبر كان يتم الكشف عن أسرار جديدة مختلفة من خلال حوار الجمسى مع مجلة أكتوبر، خاصة فى حوار الجمسى بعد مرور 25 عاما على حرب أكتوبر والذى قال فيه إن سر نجاح الحرب هو التخطيط لها وليس فقط خطة الخداع، كما أن الرئيس السادات لم يكن يعرف تفاصيل خطة الخداع، ولكنه كان على علم فقط بتوقيت الهجوم وكان منبهرا باختيار هذا التوقيت، أما خطة الخداع فقد تصور جيش العدو أنها مجرد مناورة لا أكثر ولا أقل.
وأوضح خلال حواره لمجلة أكتوبر أن الرئيس السادات استفاد من معرفة توقيت الحرب سياسيا وهذا ما قاله السادات بالنص للجمسى حيث قال إن سفراء الدول التى كان يعرف السادات أنها على صلة بإسرائيل التقى بهم.. فقال له السادات سأفاجىء العالم بحرب.. وبالطبع سأخبرك بموعدها لثقتى فيك. كان السادات واثقا أن السفير سينقل هذا الكلام لإسرئيل، فأوحى له أن موعد الحرب قريب.. مع أنها كانت - وقتها - بعيدة جدا.. لكنه استفاد من الموقف لكى يضلل العدو يصرف انتباهه عن التوقيت الحقيقى للمعركة. وأشار الجمسى إلى إن نجاح أى عملية عسكرية يعتمد على التوقيت السليم.
وفى حوار آخر للمشير محمد عبد الغنى الجمسى والذى كان يشغل منصب رئيس هيئة العمليات فى حرب أكتوبر والذى شغل فيها بعد موقع وزير الحربية ونائب رئيس الوزراء.
احتفالا بمرور 23 عاما على حرب أكتوبر كشف أسرارا جديدة فقال «أنا واحد من الذين عاصروا حرب الاستنزاف.. فكنت وقتها رئيس أركان جمعية قناة السويس، وبكل المقاييس تعتبر حرب الاستنزاف حربا حقيقية بل إنها أطول حرب خضناها مع إسرائيل وكانت هدف تلك الحرب تدريب رجال القوات المسلحة على الاحتكاك بالعدو وقتاله.. كما أنها كانت رسالة إلى إسرائيل نقول من خلالها نحن لا نقبل إطلاقا بقاءهم فى سيناء. وخلال حرب الاستنزاف اكتسبنا خبرة تمكين ومعرفة معلومات عن العدو ولم نكن نعرفها من قبل.
مصطفى أمين فى حوار تأجل نشره بناء على طلبه
حوار آخر تم نشره على صفحات مجلة أكتوبر، حوار الصحفى الكبير مصطفى أمين الجدير بالذكر أن هذا الحوار والذى أجراه الأستاذ اسماعيل منتصر كان قد تم تأجيل نشره لبضعة شهور بناء على طلب الأستاذ مصطفى أمين وكان مبرره أنه قد أدلى بأكثر من خمسة أحاديث لجرائد ومجلات مصرية وعربية وأنه لا يرى مبررا لأن ينشغل القارئ بمصطفى أمين لهذه الدرجة ورغم إصرار الأستاذ اسماعيل على نشر الحوار وتأجيل نشره مرة واثنين وثلاثة بهدف معرفة القارئ لآراء كاتب كبير له وزن إلا أن فرصة نشره تناقصت حتى تم نشر خبر وفاة مصطفى أمين، هنا لم يكن للتأجيل أى مبرر الحوار شمل العديد من الجوانب أبرزها الحديث عن أهمية حرية الصحافة والتى قال عنها مصطفى أمين إن حرية الصحافة هى شرط لتقدم الدول، وانعدام حريتها هو سبب تخلف الدول، ويجعلها لا ترى أخطاءها.. وكل النكبات التى حدثت لمصر كان سببها انعدام الحرية فلو أن مصر كانت تتمتع بصحافة حرة لما حدثت نكسة 5 يونيو، ولكن الصحافة كانت مقيدة، فقد صورت قيادة الجيش المصرى وقتها أنها قادرة على أن تهزم أمريكا وعن دور الصحافة قال دورها أن ترشد الحاكم وتضىء الظلام وترفع الروح المعنوية بالحقائق وليس بالأكاذيب.. وعن قصة دخول مصطفى أمين السجن، فكان يراوغ المحاور رافضا الدخول فى التفاصيل ولكن إعادة السؤال بطريقة أخرى رضخ مصطفى أمين وجاوب عن السؤال.. فقال مصطفى أمين لقد قابلت فى السجن كثيرين من عندهم شهامة وشجاعة وفروسية.. وهؤلاء هم الذين كانوا يساعدوننى على تهريب خطاباتى من السجن رغم التعليمات المشددة بمنع دخول الورق والأقلام إلى زنزانتى.
وأضاف لا أريد الدخول فى تفاصيل حساسة من وراء دخولى السجن ولكن سأقول إن المحكمة أصدرت حكمها بالسجن على الرجل الذى وضعنى فى السجن.. ليس ذلك فقط وإنما هناك من يشهد بأن اتصالى بالأمريكان كان بتكليف من عبد الناصر ومن هؤلاء محمد أحمد محجوب رئيس وزراء السودان السابق الذى ذكر أمام المحكمة أنه سمع عبد الناصر يقول «أنا الذى كلفت مصطفى أمين بالاتصال بالمخابرات الأمريكية.. لكن مصطفى أمين قال لهم: إذا لم تعطول قمحا لعبد الناصر فسيركع.. وأنا لا أركع لإنسان على العموم أنا أنوى الإفراج عنه لكن المشكلة أننى لو أفرجت عنه فسوف اضطر للإفراج عن الإخوان المسلمين والشيوعيين».
وعن أكبر الخبطات الصحفية لمصطفى أمين ويعتز بها أكثر من غيرها. لقد كان أول من يعلن أن زعيم الثورة الحقيقى هو جمال عبد الناصر ونشر صورته وصورة جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة.. وبسبب هذه الخبطة تعرض مصطفى أمين لموقف محرج فيقول: بعد قيام الثورة مباشرة كتبت قصة الملك فاروق.. وغضب البعض وقالوا إنه يذكرنا بالملك.. لكن عبد الناصر وافق عليها.. وذات يوم طلب منى أن أكتب قصة الثورة بشرط أن أقرأها له يوميا قبل النشر وفعلا كنت أتصل به فى العاشرة صباحا وأقرأ له ما كتبته.. ثم فوجئت يوما بعبد الناصر يتصل بى ثائرا وقال لى: «إيه الكلام اللى بتكتبه ده» هذا الكلام يسبب فتنة فى الجيش.. سوف أرسل لك الآن جمال سالم للتحقيق معك.. ووضع سماعة التليفون وأدهشنى ذلك كثيرا.. لأننى قرأت عليه المقال قبل نشره.. وبعد نصف ساعة تقريبا حضر جمال سالم إلى مكتبى وأغلق الباب بالمفتاح وراح يضحك.. وسألته مندهشا.. فقال: إن هناك عددا من الضباط الذين كانوا يتصورون أنهم سيدخلون مجلس قيادة الثورة. وعندما نشرت أنت الأسماء هاجوا وماجوا وأراد عبد الناصر تهدئتهم فاتصل بك أمامهم.. وقام بتأليف السيناريو.
بمناسبة العيد التسعين لميلاد الأستاذ نجيب محفوظ، كان هذا الحوار الذى أجراه الأستاذ عاطف عبد الغنى ونشرته مجلة أكتوبر للاحتفال بتلك المناسبة القومية، تطرق الحوار للعديد من الجوانب الإنسانية والخاصة بالأستاذ، وعرض سر علاقته بالسلطة ورده على الاتهامات التى وجهت إليه بأنه مع التطبيع، وقصة رواية (أولاد حارتنا) وسر رفضه لنشرها.
نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم الشهير بالسيلجى ومعناها (ناظر السبيل أيام أن كانت المياه موجودة فى الأسبلة، ولما كان ذلك أحد أعمال جد الأستاذ نجيب محفوظ، فمن هنا جاء الاسم).
رفض نجيب محفوظ نشر أولاد حارتنا مفسرًا (هذا اتفاق كنت قطعته مع ممثل الدولة الذى قال لى إننا لن نطبع الراوية فى مصر حتى لا تحدث مشاكل مع الأزهر وإذا شئت أطبعها فى الخارج والحكومة لن تعترض على ذلك فحافظت على هذا الاتفاق حتى هذه اللحظة.
وأما عن علاقته بإسرائيل فقال (أيام أن تصالحنا مع إسرائيل عرفت بعض الأساتذة الإسرائيليين الذين كتبوا عنى وكانوا يقابلوننى وأقابلهم عندما يجيئون إلى مصر للزيارة، وكنت فرحًا بهم وبالعلاقة الجديدة، والصلح فى نظرى هو المعاملة والتطبيع، أما أن تصالح ولا تطبع فتكون من يصالح ويخاصم فى نفس الوقت وهذا ليس له معنى، أما الآن وبعد الانتفاضة الأخيرة فقد انصرفت نفسى عن التطبيع والتفكير فى هذا الموضوع يعنى «مش بتاع تطبيع دلوقتى ولا أرحب به» وعندما يطبعون مع الفلسطينيين نطبع معهم.
أما عن حصوله على جائزة نوبل فقال (هذا ليس دليلًا قاطعًا بأننى أكبر وأعظم أديب فى مصر، فقد كان أدباء وأساتذة لى يستحقون الجائزة مثل توفيق الحكيم وطه حسين والعقاد).
أجرت مجلة أكتوبر حوارًا مع المخرج يوسف شاهين كان الحوار بعد الحملة الصحفية التى أعقبت عرض فيلمه (القاهرة منورة بأهلها) فى مهرجان كان، والحوار كان للرد على تلك الأقلام التى انهالت عليه كالسيوف، تطالب برقبته، وتتهمه بالعمالة، وتدعوه بأن يهج من القاهرة ويتركها منورة بأهلها.
كان للحوار مدى واسع ورددود فعل من عدد من الشخصيات المعروفة ونشرت الجملة على صفحاتها الرد على كلام المخرج الكبير يوسف شاهين. من تلك الردودر ( ممدوح الليثى) نقيب السينمائيين وقتها ورئيس قطاع الإنتاج.
ولقد قال يوسف شاهين فى حواره عن الفيلم إن الفيلم تم عرضه بنقابة الصحفيين وأجمعوا أن ما كتب عن الفيلم كانت وراءه نية الإساءة، وفسر تلك القسوة بإنها سبب موقفه السياسى.
وأوضح شاهين فى حواره أن جميع من شاهد الفيلم أجمع على أنه ليس به ما يسىء إلى شعب مصر بل على العكس فهو يتعرض لحلاوة الشعب المصرى بحنان شديد.
وفى حواره أكد شاهين (إن تاريخى 40 سنة سينما ولا يمكن أن يقابل بهذه الحملة الضارية إلا إذا كان نابعًا من ضغوط وتحت تأثير الخوف).
وعن عدم فهم المتفرج العادى لأفلامه قال شاهين (ليس من حق أحد أن يتكلم بالنيابة عن الشعب، لقد أصبحت أوضح، لكنها أقرب إلى حقائق لم نكن قد تعودنا سماعها، لا أؤمن بالسرية إنما أفتح قلبى).
وأضاف شاهين أن أفلامى ليست بالغامضة، فالجماهير واعية وأريد أن يكون لى رأى سياسى واقتصادى كل شىء أوصله ببساطة لكن مع شىء من التفكير.
كان للكاتب محمود فوزى الكثير من الحوارات المهمة والتى نشرت على صفحات مجلة أكتوبر، وكان لديه القدرة على انتزاع تصريحات تنشر لأول مرة.
ومن تلك الحوارات المهمة حواره مع الدكتور مصطفى خليل والذى كان مهندس المعاهدة المصرية الإسرائيلية ورئيس وزراء مصر الأسبق، والرجل الثانى فى رحلة السادات إلى القدس، وأوضح الدكتور مصطفى فى هذا الحوار أن إسرائيل أصبحت عبئًا ثقيلًا على أمريكا وأن القول بأن إسرائيل هى محافظة للمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط قولًا خطأ.
كما نشر فى الحوار أن من رأيه عدم قطع العلاقات مع إسرائيل أو إعلان الحرب عليها ولكن المفاوضات والضغط السياسى هما السبيل الوحيد للوصول إلى نتائج واقعية، أما عن مقاطعة البضائع الإسرائيلية فهى خطوة غير مؤثرة لأنها محدودة للغاية.
وكان حوار (محمود فوزى) مع الكاتب الساخر الكبير (محمود السعدنى) من الحوارات المهمة وتم نشرها على سلسلتين.
كان هذا الحوار قبيل رحيل سعاد حسنى بأيام قليلة.. ومن المفارقات أن محمود السعدنى كان يسكن فى الدور الثانى من العمارة نفسها، وقال السعدنى إنه اختار الدور الثانى حتى إذا ما تم إلقاؤه من العمارة لا يلقى مصرعه، ولكن تتهشم عظامه فقط.
حمل الحوار الكثير من الأسرار والحكايات والنوادر، وكشف عن أيامه مع السادات والتى بدأت قبل الثورة فى منزل زكريا العجاوى.
من تلك النوادر أن نكتة أطلقها الكاتب الساخر محمود السعدنى على السادات دخل بسببها السجن، وخرج من السجن إلى الشارع بلا عمل ، وممنوع من الكتابة أو مجرد ذكر اسمه حتى ولو فى صفحة الوفيات.
وبعدها بفترة قصيرة كان الرئيس السادات قد دعا محمود السعدنى للعودة من منفاه فى الكويت والإقامة فى مصر وقال له بالحرف الواحد ارجع عاوزك جنبى ياوله فى مصر! إلا أن السعدنى رفض العودة مطلقًا ، فقد كان خائفًا من الغدر به ولم يعد إلا بعد رحيل السادات بعام وثلاثة شهور.
ومن الحوارات المهمة حوار نشرته أكتوبر مع طبيب القلب الشهير (الدكتور عادل إمام) وهو واحد من رواد علم القلب فى العالم، وعضو مستديم بمشاركاته المستمرة فى المؤتمرات السنوية فى العالم، وبعد حصوله على الدكتوراة درس علم الأوعية التاجية فى فرنسا وكان علمًا جديدًا وقتها، وعين رئيسًا لمعمل قسطرة القلب فى معهد القلب.
حوار مع المفتى
حوار آخر انفردت به مجلة أكتوبر، وهذا الحوار يعد مناسبًا للوقت الحالى كان الحوار مع الدكتور (على جمعة) مفتى الديار المصرية، كان موضوع الحوار عن جيوش الفتوى والتى هجمت على الناس من كل النوافذ والشقوق حتى صارت الفتوى مع انتشار الفضائيات مادة للتسلية وحديث المقاهى والصالونات وموضوعًا للجدل وفخًا لاصطياد رموز الإسلام دون الالتفات إلى أهمية الفتوى وخطرها.
الحوار طرح موضوع خطير للغاية ونعانى منه أشد المعاناة حتى الآن، وشرح الحوار وبأسلوب بسيط معنى الفتوى ومن له الحق فى التصدى لها.
كما طرح الحوار أفكار الدكتور على جمعة وفتواه فى إجازة رمى الجمرات فى كل الوقت وليس من الزوال إلى المغرب فقط وهذا لحماية المسلمين من الوقوع ضحية للزحام الشديد.
وعند السؤال عن الجدل المثار دومًَا حول فتاوى الدكتور على جمعة دونًا عن الذين جلسوا على مقعد الإفتاء فرد: هذا الكلام أبطل من الباطل فالشيخ سيد طنطاوى لم تتركه الصحافة يومًا ما، وكذا الشيخ نصر فريد واصل والشيخ محمد عبده، وما حدث للدكتور أحمد الطيب مع جريدة صوت الأمة ولكنه لم يرد حتى أسموه المفتى الساكت، إنما أنا أفعل لأننا يجب علينا أن نغير العقلية الخرافية ونتحول إلى العقلية العلمية.
حوار آخر نشرته مجلة أكتوبر وتنبأت فيه المجلة مبكرًا بوصول الإخوان إلى الحكم كان الحوار تحت عنوان (اقترب الإخوان من تنفيذ مخطط التلمسانى للانقضاض على الحكم) وكان الحوار الذى نشرته مجلة أكتوبر (مع الخبير الأمنى اللواء فؤاد علام).
الحوار كان محاولة للوصول إلى نوع من تقديرات الموقف أو الاستشراف المستقبلى لحركة جماعة الإخوان المسلمين انطلاقًا من تراثها الحركى والأيديولوجى وصولًا إلى حاضرها.
احتوى الحوار على عدد من النقاط المهمة وتنبأ بما حدث بالفعل ومن ذلك قوله بأن الإخوان تخطط للترشح فى انتخابات الرئاسة القادمة ويطمعون فى الفوز بالمنصب، وقال إن أمريكا تستخدم الإخوان (فزاعة) للحكومات العربية والإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.