فى خطوة تعد الأولى من نوعها نحو منع البريطانيين من الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، أعلن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون عن استراتيجية جديدة لمكافحة التطرف حيث سيصبح من حق الآباء فى بريطانيا مطالبة السلطات بإلغاء جوازات سفر ابنائهم الشباب إن كانوا يخافون عليهم من أن يعتنقوا أفكارا متطرفة. كما سيمنع بشكل آلى أى شخص سبق له أن أظهر نشاطا متطرفا من العمل مع الأطفال والأشخاص الذين يسهل التلاعب بأفكارهم. وتتضمن الاستراتجية الجديدة أيضا منع نشر مواد تدعو إلى التطرف على الإنترنت، حيث ستنسق شركات الإنترنت مع الشرطة بشكل وثيق بهدف حجب المواد المتطرفة من الوصول إلى الجمهور المقصود. وأوضح كاميرون أن جوهر استراتيجيته هو بناء تحالف وطنى من كافة الأفراد والجماعات المتحدين فى عزمهم على هزيمة الإرهاب وبناء مجتمع أكثر تماسكا وتلاحما، معتبرًا أن دعم الأهل والمؤسسات العامة يشكل جزءا من محاولة حماية الأطفال من الوقوع فى خطر التطرف. كما أعلن كاميرون منح 5 ملايين جنيه استرلينى إلى الجمعيات المعتدلة بهدف التأكيد على فكرته المتمثلة فى أن هزيمة الأفكار المتطرفة هو كفاح ينبغى أن يضطلع به جيلنا. وأعلن كاميرون أن جرائم معاداة المسلمين ستساوى مستقبلا فى بريطانيا الجرائم المعادية للسامية التى ترتكب ضد اليهود، داعيا الأغلبية الإسلامية الصامتة فى بريطانيا لمساعدته فى مواجهة التطرف فى مجتمعاتهم. وكانت الحكومة البريطانية قد أشارت منذ مطلع العام الحالى عدة مرات إلى هذه الاستراتيجية التى يفترض أن تتكرس بمشروع قانون قبل نهاية العام، خاصة بعد نشر إحصائيات رسمية أشارت إلى تصاعد حاد فى أعداد جرائم الكراهية التى سجلتها الشرطة العام الماضى فى البلاد والتى ارتكبت أغلبها بدوافع عرقية ودينية، واتضح من خلال هذه الاحصائيات أن الجرائم التى يحركها الدين زادت بنسبة 34% مقارنة بالعام الماضى. كما شهد العام الحالى توجه عدد كبير من القاصرين البريطانيين للالتحاق بجهاديين مما أثار استنكار الرأى العام، خصوصًا عندما تمكنت ثلاث قاصرات تتراوح أعمارهن بين 15 و16 عاما من مغادرة البلاد فى فبراير الماضى للتوجه إلى سوريا، وهو ما دعا إلى إقرار قانون جديد حول الإرهاب ينص على سلسلة إجراءات لمكافحة التطرف ويمنح السلطات المحلية والمدارس والجامعات مسئوليات جديدة لمحاربة التطرف. وقالت الحكومة البريطانية إن الأشهر ال 18 الأخيرة شهدت تغييرًا كبيرا فى طريقة استخدام المتطرفين للإنترنت من أجل إيصال عقيدتهم المتطرفة إلى عقول الشباب، وأنه منذ 2010 تم شطب نحو 110 آلاف مادة إعلانية متطرفة من على شبكة الإنترنت من قبل الشرطة البريطانية، وقالت مؤسسة «كوليام» البريطانية المعنية بمكافحة التطرف إن تنظيم الدولة ينتج 38 مادة إعلانية يومية. وتفيد الأرقام الرسمية بأن أكثر من 700 بريطانى توجهوا للقتال فى مناطق خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا والعراق عاد منهم قرابة 300 شخص. وأظهر استطلاع للرأى نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية أن واحدا من كل سبعة بريطانيين دون سن ال 35 يتعاطفون مع تنظيم داعش فى سوريا والعراق. وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت عن إحالة ثمانية أشخاص يوميا لبرنامجها لمكافحة التطرف وسط مخاوف من قبل السلطات حول زيادة عدد المتطرفين داخل البلاد، حيث تم إحالة 796 شخصا بينهم أكثر من 300 شخص أقل من 18 عاما إلى برنامج التوجيه بين يونيو وأغسطس هذا العام.