أسعار الذهب فى مصر اليوم السبت 8 يونيو 2024    خطة الحكومة لوقف تخفيف الأحمال وتحريك أسعار الكهرباء في 2024    استشهاد فلسطيني برصاص إسرائيلي شرق طولكرم    "هتوصل 40 درجة"| الأرصاد تعلن موعد جديد ل ارتفاع درجات الحرارة مرة أخرى    انخفاض أسعار الدواجن اليوم السبت 8 يونيو 2024    الخارجية الأمريكية: المساعدات الجديدة لأوكرانيا تشمل صواريخ وأنظمة مدفعية    الجيش الأمريكي يدمر خمس مسيرات حوثية وصاروخين وزورق في اليمن    مواعيد مباريات اليوم السبت 8- 6- 2024 والقنوات الناقلة    مصطفى شلبي: فضلت الزمالك على الأهلي بعد صلاة استخارة    قمة مصرية أذربيجية بالقاهرة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات    قدوتها مجدي يعقوب.. "ميادة" الأولى على إعدادية الأقصر: كنت واثقة من التفوق    بدءًا من اليوم.. تغيير مواعيد القطارات علي هذه الخطوط| إجراء عاجل للسكة الحديد    نصائح صباحية ليوم مثالي وخالي من المشكلات النفسية    مواعيد مباريات اليوم السبت 8 يونيو 2024 والقنوات الناقلة    أحمد أبو مسلم: كيف شارك الشناوي مع منتخب مصر؟    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال استهدفت مدرسة للأونروا الليلة الماضية غرب غزة    احذر.. الحبس وغرامة 50 ألف جنيه عقوبة فتح محل دون ترخيص    ضارة جدا، سحب 28 مشروبا شهيرا من الأسواق، أبرزها الشاي وعصير التفاح ومياه فيجي    طريقة عمل الفايش الصعيدي، هش ومقرمش وبأقل التكاليف    من جديد.. نيللي كريم تثير الجدل بإطلالة جريئة بعد إنفصالها (صور)    للحجاج.. تعرف على سعر الريال السعودي اليوم    سوق السيارات المصرية: ارتفاع متوقع في الأسعار لهذا السبب    مصافحة شيرين لعمرو دياب وغناء أحمد عز ويسرا.. لقطات من زفاف ابنة محمد السعدي    «اهدى علينا شوية».. رسالة خاصة من تركي آل الشيخ ل رضا عبد العال    مواعيد مباريات يورو 2024.. مواجهات نارية منتظرة في بطولة أمم أوروبا    أبو مسلم: ناديان فرنسييان يتابعان مصطفى محمد.. وموناكو يناسب عبد المنعم    الفرق بين التكبير المطلق والمقيد.. أيهما يسن في عشر ذي الحجة؟    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع    "المهن الموسيقية" تهدد مسلم بالشطب والتجميد.. تفاصيل    دعاء ثاني أيام العشر من ذي الحجة.. «اللهم ارزقني حسن الإيمان»    كريم محمود عبدالعزيز يشارك جمهوره صورة من محور يحمل اسم والده الراحل    حاول قتلها، زوجة "سفاح التجمع" تنهار على الهواء وتروي تفاصيل صادمة عن تصرفاته معها (فيديو)    رئيس البعثة الطبية للحج: الكشف على 5000 حاج.. ولا حالات خطرة    نجيب ساويرس ل ياسمين عز بعد حديثها عن محمد صلاح: «إنتي جايه اشتغلي إيه؟»    مفاجأة.. مكملات زيت السمك تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية    عشرات القتلى والجرحى في هجمات على مقاطعتين أوكرانيتين ضمّتهما روسيا    البيت الأبيض: لا نسعى إلى صراع مع روسيا لكن سندافع عن حلف "الناتو"    بعد الزيادة الأخيرة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من المنزل    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف هبة راشد.. طريقة عمل الجلاش باللحم والجبنة    أطول إجازة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    حظك اليوم برج الأسد السبت 8-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع ولم تكن هناك قيادة واضحة للثورة    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي على طريق جمصة بالدقهلية    ربة منزل تنهي حياتها شنقًا بعد تركها منزل زوجها في الهرم    إصابة 5 أشخاص بحالات تسمم بعد تناول سندوتشات حواوشى بالمحلة    كيف توزع الأضحية؟.. «الإفتاء» توضح ماذا تفعل بالأحشاء والرأس    موعد أذان الفجر بمدن ومحافظات مصر في ثاني أيام ذى الحجة    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كوت ديفوار بهدف ميسي    أوكرانيا.. سماع دوي سلسلة انفجارات في ضواحي مدينة خاركيف    فريد زهران ل«الشاهد»: ثورة 1952 مستمدة من الفكر السوفيتي وبناءً عليه تم حل الأحزاب ودمج الاتحاد القومي والاشتراكي معًا    نيجيريا تتعادل مع جنوب أفريقيا 1 - 1 فى تصفيات كأس العالم    حزب الله اللبناني يعلن استهداف تجمعا لجنود إسرائيليين في مثلث الطيحات بالأسلحة الصاروخية    «الاتصالات»: نسعى لدخول قائمة أفضل 20 دولة في الذكاء الاصطناعي بحلول 2028    أستاذة اقتصاديات التعليم لإكسترا نيوز: على الطلاب البحث عن تخصصات مطلوبة بسوق العمل    أخبار مصر: 4 قرارات جمهورية هامة وتكليفات رئاسية حاسمة لرئيس الحكومة الجديدة، زيادة أسعار الأدوية، أحدث قائمة بالأصناف المرتفعة في السوق    أوقفوا الانتساب الموجه    "الهجرة": نحرص على المتابعة الدقيقة لتفاصيل النسخة الخامسة من مؤتمر المصريين بالخارج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عملية شرفة عابدين 2 حسن البنا جاسوس رسمى للاستخبارات النازية
نشر في أكتوبر يوم 17 - 10 - 2015

حققت محكمة جرائم الحرب فى نورمبرج يوميات المعارك التى دارت بين قوات "الفيلق العربى الحُر" و"الفيلق اليهودى" فى الفترة من 3 مارس عام 1945 حتى 25 إبريل عام 1945 ناهيك عن نهاية الحرب العالمية الثانية وانهيار ثم هزيمة الجيش الألمانى النازى.
وتناولت نورمبرج فى جلساتها الرسمية واقعة هروب الشيخ أمين الحسينى مفتى مدينة القدس إلى لبنان ومنها متسللاً إلى العراق ثم هارباً للمرة الثانية على التوالى فى ملابس النساء للعاصمة الإيرانية طهران، حيث اتصل طبقاً لتعليمات ألمانية سرية مسبقة بجهاز الاستخبارات الإيطالية المعروف بالاختصار SIM والثابت نشاطه خلال الفترة من عام 1900 حتى حله فى عام 1949.سلم الحسينى عناصر الاستخبارات الإيطالية فى طهران أمراً نازياً خاصاً عُرف بالوثائق الألمانية السرية باسم "تصريح الشيخان" الذى أصدره الرايخ الثالث لتسهيل مهمة الشيخ الحسينى والشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية فسأله الإيطاليون عن مصير زميله المصرى الذى لم يصل بصحبته إلى طهران كالمتفق عليه؟
فأخبرهم أن الخطة النازية رسمت لهروبه إلى العاصمة الألمانية برلين بصحبة الشيخ البنا بعدما أتم الأخير دوره الرئيسى المتفق عليه مع هتلر فى تجييش الشباب المسلم من العرب وجنسيات أخرى لحساب الفيلق العربى الحُر التابع للرايخ الثالث.
غير أن المطارات والموانئ وحتى معابر الحدود البرية بين دول الشرق الأوسط أُغلقت مع بداية نشوب الحرب العالمية الثانية ففشلت محاولات الشيخ حسن البنا مغادرة مصر لألمانيا خاصة بعدما شددت عيون قصر عابدين وسلطات الاستخبارات البريطانية الرقابة على كل تحركاته فى مصر.
وأكد مفتى القدس للإيطاليين أن الشيخ حسن البنا كلفه بالهروب بنفسه مع وثائق عسكرية بريطانية سرية للغاية حصل عليها البنا من مصادر مصرية رفيعة وكلفه بتسليمها للرايخ الثالث وأن يُبلغ الفوهرر أدولف هتلر شخصياً بوضع جماعة الإخوان المسلمين المصرية بين شقى رحى البريطانيين وعملائهم فى مصر حتى يجد النازى وسيلة لتهريب البنا مع رجاله المقربين إلى برلين.
طبقاً للخطة الألمانية أخفت الاستخبارات الإيطالية الشيخ أمين الحسينى كما أمنت صندوق وثائقه السرية داخل مبنى السفارة اليابانية الكائن برقم 12 ناصية الشارع الخامس طريق بوخارست وسط العاصمة طهران فمكث مفتى القدس فى ذلك الموقع الآمن عدة شهور.
حتى سرقت عناصر سرية إيطالية فى 7 أكتوبر عام 1941 وثيقة سفر أصلية لسيدة بكماء تدعى Jean Edwards بريطانية الجنسية عملت كعاهرة محترفة فى طهران توفيت جراء مرض الزهرى الجنسى وهى فى منتصف الأربعينيات من عمرها ودُفِنت بمعرفة سفارتها.
وبواسطة وثيقة السفر الأصلية للعاهرة المتوفاة سافر الشيخ أمين الحسينى الذى برع فى استخدام أدوات تجميل النساء متخفياً فى ملابس وهوية العاهرة البريطانية جواً للعاصمة التركية استانبول Istanbul الواقعة على مضيق البوسفور، حيث وصلها فى العاشر من أكتوبر عام 1941.
ثم ما لبث أن طار منها جواً إلى بلغاريا ثم أكمل رحلته لرومانيا ومنها للمجر حيث وجد طائرة عسكرية إيطالية فى انتظاره أقلته للعاصمة الإيطالية روما التى بلغها الحسينى فى ساعة متأخرة مساء السبت الموافق 11 أكتوبر عام 1941.
انتظر الشيخ الهارب من الشرق الأوسط بمدينة روما وسط أجواء معارك الحرب العالمية الثانية حتى استدعاه القائد الإيطالى الفاشيست Fascist المارشال "بينيتو اميلكارى أندريا موسولينى" لمقابلته فى قصر فينيسا شمال هضبة الكابيتول بقلب روما صباح 27 أكتوبر عام 1941.
فى اللقاء الأول والأخير مع القائد الفاشى الذى حكم إيطاليا خلال الفترة من 24 ديسمبر عام 1925 حتى 25 يوليو عام 1943 سأل موسولينى الشيخ الحسينى عن سبب تغيب الشيخ حسن البنا؟
ثم تسلم الحسينى من موسولينى خطاباً سرياً خاصاً إلى الشيخ البنا لعرض فكرة تشكيل فيلق نظامى عسكرى آخر من جماعة الإخوان المسلمين على أن يعمل لحساب الجيش الإيطالى وقوات الحرس الحديدى الذى خطط موسولينى فى تلك الفترة لتشكيلها لحماية نظامه عقب انتهاء الحرب فى أوروبا والعالم على مدار أكثر من ثلاث ساعات شرح أمين الحسينى فِكر جماعة الإخوان المسلمين أمام بينيتو موسولينى الذى أُعدِم قبل انتهاء الحرب مع بعض أعوانه بتاريخ 28 إبريل 1945 فى ميدان عام بالقرب من مدينة ميلان Milan شمال غرب إيطاليا.
استقر الشيخ الحسينى عدة أيام فى روما حتى أمر المارشال موسولينى له بطائرة حربية إيطالية أقلت مفتى القدس مباشرة للعاصمة الألمانية برلين، حيث وجد فى استقباله صباح يوم 6 نوفمبر عام 1941 هاينريخ هيملر قائد سلاح الدفاع والاستخبارات النازية SS الذى أعد للضيف العربى الرفيع برنامجاً رسمياً شمل زيارات تفقدية لجبهة المعارك زار خلالها الحسينى معسكرات الفيلق العربى الحُر وسط قوات الجيش الألمانى وقابل الجنود المسلمين من العرب والبوسنيين وألقى عليهم محاضرات دينية ثم قرأ عليهم رسالة خطية خاصة حررها الشيخ حسن البنا هدفت لتشجيعهم وحثهم على القتال والزود بالحياة لأجل ألمانيا النازية والرايخ الثالث.
بعدها عاش الشيخ أمين الحسينى مفتى القدس فى برلين كضيف رفيع المستوى على الرايخ الثالث حتى حدد له الفوهرر أدولف هتلر الثابت انتحاره بتاريخ 30 إبريل عام 1945 لقاءًا خاصاً اجتمعا خلاله معاً على مدار سبع ساعات متواصلة فى الجمعة الموافق 28 نوفمبر عام 1941فى اللقاء سلم الشيخ الحسينى إلى الفوهرر يد بيد برقية شخصية سرية للغاية كلفه بتوصيلها الشيخ البنا قبيل مغادرته لمصر فى آخر مرة ولأهمية الحوار استكمل أدولف هتلر فى اليوم التالى اللقاء التاريخى مع مفتى القدس مِرسال ووسيط الشيخ البنا برزت خلاله أهمية الخطة التى وضعها هتلر لاستخدام حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين المصرية داخل مصر وفى منطقة الشرق الأوسط كأولوية قصوى فى خضم معارك الحرب العالمية الثانية مع الاستمرار فى استغلال مكانته وسيطرته الروحانية على آلاف الشباب المسلم بعد ذلك.
وكشف فيه الضيف الفلسطينى أمام أدولف هتلر معلومات شديدة الحساسية تسلمها من البنا عن وضع القوات البريطانية فى مصر وعلى جبهة القتال فى الصحراء الغربية وليبيا مع صور ووثائق سرية خاصة حصل عليها البنا لمعسكرات القوات البريطانية ومواقع تمركز جنودها على الجبهة المصرية- الليبية.
وهى معلومات استخباراتية اعتُبِرت الأهم لدى أدولف هتلر ذلك اليوم استغلها النازى بعد ذلك فى إدارة معارك الصحراء الغربية الشرسة التى تكبد خلالها الحلفاء خسارة بالمعدات كادت أن تُبدل نتائج مسيرة وتاريخ الحرب العالمية الثانية وأدت لفقد الحلفاء آلاف الجنود تجلت أهميتها القصوى فى معركتى العالمين الأولى التى دارت فى الفترة من 1 حتى 27 يوليو عام 1941 والعلمين الثانية التى دارت خلال الفترة من 23 أكتوبر حتى 11 نوفمبر عام 1941فى تلك الأثناء بمدينة القاهرة كلف جهاز استخبارات القسم السياسى التابع للوكالة اليهودية ضابطه ناحوم ويلينسكى Nahum Wilensky العامل تحت هوية الصحافة تفعيل خطة متفق عليها مسبقاً لحملة صحفية موجهة مدفوعة الأجر تعاون خلالها صحفيين من طائفة يهود مصر لنشر أخبار مُضللة هدفت لإحداث الوقيعة بين الحلفاء العرب مع إلهائهم عما يحدث من قبل المستوطنين اليهود- الصهاينة داخل فلسطين.
كما كلف القسم السياسى ضابطه ناحوم ويلينسكى فى إطار مهمة التجسس على جماعة الإخوان المسلمين المصرية ومؤسسها حسن البنا متابعة تحركات شخصين من الإخوان كانا مسئولين عن جمع التبرعات لصالح المجهود الحربى العربى بفلسطين ضد اليهود ومستوطناتهم الأول كان يدعى "عبد الهادى عبيد" والثانى اسمه "منيف الحسينى" وكان من أقرباء مفتى القدس.
اللافت أن الوثائق البريطانية السرية كشفت فى تلك النقطة بالتحديد سر تشكيل لجنة جمع التبرعات من عضو إخوانى مصرى مع آخر فلسطينى وأكدت المعلومات الدقيقة أن ذلك كان تنفيذاً لاتفاق ثنائى بين الشيخ الحسينى والشيخ حسن البنا حتى لا تحصل الجماعة فى مصر على نصيب الأسد وحتى يعرف الحسينى الحجم الفعلى للتبرعات التى قُسمت بنسبة الربع والثلاثة أرباع لصالح جماعة الإخوان المصرية بسبب اختلاف التعداد والمهام.
غير أن ويلينسكى استنفذ الحيلفى القاهرة وأصبح بحاجة ماسة لقوة بشرية لمعاونته فى مهمته وعندما علم موشيه شاريت مدير القسم السياسى بالمشكلة التقنية كلفه بالبدء بتجنيد عملاء جدد من بين طائفة اليهود- المصريين على أن يركز على استخدام وتجنيد النساء للتمويه ولجمع المعلومات بشكل هادئ بأساليب أنثوية ناعمة كان الجنس من أهم أدواتها.
وعندما نجح ويلينسكى فى تكوين شبكة تجسس نموذجية عالية الكفاءة من بين شباب اليهود المصريين خلال توقيت قياسى تضاعفت صعوبة مهمته بالقاهرة بعدما كلفهُ شاريت بتنفيذ خطوة عالية الأهمية وبالغة الحساسية كانت محفوفة بالمخاطر بالنسبة له بشكل شخصى ومباشر.
حيث كان على ناحوم ويلينسكى الظهور بشخصيته الحقيقية أمام الشيخ البنا بهدف جس نبضه بشأن موافقة جماعة الإخوان على إقامة مفاوضات سرية مع الوكالة اليهودية فى موقع آمن داخل مصر أو خارجها مثلما يفضل مؤسس الجماعة وذلك لأجل بحث عقد اتفاقية سرية دائمة بين الطرفين للتعاون المعلوماتى والعسكرى ضد بريطانيا العظمى عدوهما المشترك فى مصر وفلسطين ومنطقة الشرق الأوسط.
بالفعل قابل ناحوم ويلينسكى الشيخ حسن البنا تحت هويته الاستخباراتية الحقيقية ثم عرض عليه تفاصيل مُقترح الاتفاق السرى مع الوكالة اليهودية وانتظر لسماع قراره النهائى طبقاً لتعليمات قيادته الصادرة من مقر الوكالة فى مدينة القدس التى نبهته بشكل خاص لضرورة توخى الحذر البالغ خلال اتصاله بالبنا وتوقع احتمالات خداع جماعة الإخوان المصرية لاسيما كشفه ثم بيعه مباشرة إلى فرع جهاز الاستخبارات الملكية البريطانية فى القاهرة.
لذلك تعمد ويلينسكى خلال الحوار بتأدب أن يكشف للشيخ البنا معلومات جهاز استخبارات الوكالة اليهودية ومعرفته بكافة تفاصيل عملية سرقة "عبد الهادى عبيد" و"منيف الحسينى" للتبرعات التى دفعها المسلمون فى الدول العربية إلى جماعة الإخوان المسلمين المصرية كتبرع شرعى لصالح المجهود الحربى الإسلامى فى فلسطين وهى معلومات هدفت لمنع البنا وجماعته من التفكير فى بيع وتسليم ويلينسكي ضابط الوكالة اليهودية للبريطانيين.
كما قصدنا حوم ويلينسكى عدم اتهام الشيخ البنا مباشرة فى وجهه بأنه لص سرق تبرعات المسلمين بشكل منهجى لحساب جماعته واكتفى بإطلاعه على المعلومة حتى يفهم البنا أن الوكالة اليهودية لديها تفاصيل عملية سرقة التبرعات ويمكنها فضحه فيقبل فكرة الاتفاقية.
سارت الأمور عكس توقع الوكالة اليهودية وقبل مرور أربع وعشرين ساعة استدعى الشيخ البنا الضابط ويلينسكى للقاء ثانى لكى يبلغه جوابه النهائى على العرض، حيث فوجئ بشرط وضعه البنا بأن تدفع الوكالة اليهودية إلى جماعة الإخوان المسلمين المصرية مقدماً نصف مليون جنيه ذهبى مقابل مبدأ التفاوض السرى الذى أعلن البنا عن قبوله شكلاً وموضوعاً دون مشاكل فور توريد الوكالة المبلغ المشروط فى صندوق الجماعة.
تقابل الشيخ حسن البنا مع الضابط ناحوم ويلينسكيفى مكتب البنا بحى الحلمية الجديدة جنوب القاهرة فى سرية تامة وعلى انفراد وكشف الضابط اليهودى شخصيته الحقيقية كممثل لاستخبارات الوكالة اليهودية فى مصر وقدم نفسه إلى جماعة الإخوان المسلمين بصراحة ووضوح.
أدركت الوكالة اليهودية عدم جدية الشيخ البنا بعدما تسلمت من ضابطها بالقاهرة بروتوكول المقابلتين مع مؤسس جماعة الإخوان مع تأكيده على شرط توريد مبلغ النصف مليون جنيه الذهبى مقدماً مثلما صمم مؤسس الجماعة فقررت الوكالة طرح ورقتها الأخيرة.
عندما أرسلت ويلينسكى للمرة الثالثة إلى البنا حيث عرض عليه تخفيض المبلغ لربع مليون جنيه ذهب مصرى لكنه أصر على الشرط الماليو رفض تخفيض المبلغ فاستأذن ويلينسكى للانصراف وقبلها وعده بلقاء رابع قريب إذا وصلته إجابة جديدة من قيادته فى القدس.
وفى نهاية اللقاء الأخير سخر البنا من معلومة سرقة التبرعات وطلب من الوكالة اليهودية أن تجتهد لفضحه وجماعته بين المسلمين فى سائر الدول العربية إن أمكن فسجل الضابط ويلينسكى بدقة نص حديث البنا الساخر كرد على معلومات الوكالة السرية.
تأكدت الوكالة اليهودية أن شرط حسن البنا كان مجرد محاولة ذكية منه لقياس درجة حاجة الحركة الصهيونية لتوقيع اتفاقية هدنة وسلام مع جماعة الإخوان وربما كانت لتوفير تمويل سحرى لشن حرب شاملة على المستوطنات اليهودية- الصهيونية فى فلسطين لكن بأموال الوكالة نفسها.
من هنا بحث جهاز استخبارات القسم السياسى التابع للوكالة اليهودية وفرعه العربى عن حلول بديلة للتعامل بجدية مع التهديد المصرى الحكومى والمدنى المتصاعد مع ضرورة سحب الضابط ناحوم ويلينسكى من القاهرة عقب كشفه أمام البنا وجماعته وتكليف بديل مناسب له للاستمرار فى إدارة شبكة العملاء التى كونها الضابط العامل فى مصر تحت هوية الصحفى.أوشكت الحرب العالمية الثانية على وضع أوزارها وعلى ضوء المستجدات فى مصر قرر جهاز استخبارات القسم السياسى استبدال ويلينسكى بضابط الفرع العربى "إلياهو ساسون" بسبب خبراته العريضة بالدول العربية ولغته السليمة وجذوره العائلية فى الشرق الأوسط.
الجدير بالذكر أنه نفسه والد "موشيه ساسون"- توفى فى 16 سبتمبر 2006- الذى عرفته القاهرة كسفير لدولة إسرائيل- الثانى- لمدة سبعة أعوام كاملة خلال الفترة من عام 1981 حتى عام 1988 صاحب الكتاب الشهير "سبعة أعوام فى أرض المصريين" الصادر عام 1992 عن دار نشر "يديعوت أحرونوت" ودار "عيدانيم"- عصور- بتل أبيب فى 242 صفحة.
فى تلك الأثناء أعلن "عبد الرحمن حسن عزام" باشا من القاهرة بتاريخ 22 مارس 1945 تأسيس الجامعة العربية وعُين بعدها بمنصب الأمين العام الأول للكيان الوليد الذى صنفته الوكالة اليهودية كعدو مباشر للصهيونية وللمستوطنات اليهودية غير الشرعية فى فلسطين.
بينما اعتبره موشيه شاريت مدير القسم السياسى وفرعه العربى المسئول عن إدارة جهاز استخبارات الوكالة اليهودية مع كل جواسيس وعملاء الوكالة داخل مصر بمثابة المصدر النموذجى المباشر للحصول على المعلومات العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص.
اللافت أن عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام الأول - حتى عام 1952 - للجامعة العربية التى اعتبرتها الوكالة اليهودية عشية إعلانها عدوة مباشرة للصهيونية كان من أهم قراراته السياسية التى اتخذها بعد سبعة أشهر فقط فى منصبه الجديد قرار أدان فيه كل عمل يُعتبر بمثابة "معاداة للسامية" مثل مهاجمة المصالح والمنشآت اليهودية ومع أنه قرار صب فى صالح الصهيونية لكنه صدرباسم الجامعة العربية فى ظروف سياسية مثيرة للجدل.
الأمر الذى أثار غضب الشارع العربى عليه خاصة أن عزام باشا اتخذه دون تردد عقب أحداث مفتعلة لحرائق ومواجهات محلية شهدتها حارة اليهود بحى الموسكى وسط مدينة القاهرة يومى 2-3 نوفمبر عام 1945وهى أحداث تصادفت مع يوم الاحتفال الصهيونى بالذكرى الثامنة والعشرين لتوقيع "وعد بالفور" فى 2 نوفمبر عام 1917 مما تسبب فى ردود أفعال شعبية مدوية عارضت القرار تبعتها موجة من الاستنكار السياسى العربى والإسلامى بالداخل والخارج استمرت لشهور طويلة.
بالرغم من ذلك لم يشفع القرار لصاحبه حيث أوفد القسم السياسى ضابط استخبارات الفرع العربى إلياهو ساسون إلى العاصمة المصرية فى مهمة محددة هدفت إلى تكليف الصحفية "يولاند هارمر" بالتجسس المباشر على مكتب عزام باشا فى مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
للتوثيق ولد "إلياهو ساسون"بتاريخ 2 فبراير عام 1902 فى العاصمة السورية دمشق ودرس بمدارس الشام حتى تخرجه فى جامعة "سان جوزيف" التى تأسست بالعاصمة اللبنانية بيروت فى عام 1875 بعدها هاجرت عائلته إلى فلسطين التى وصلها فى عام 1920 ثم ارتزق كعامل زراعى بسيط بالأجرة اليومية بإحدى المستوطنات الصهيونية الجديدة وقتها.
انضم ساسون سراً فى بداية عام 1933 إلى جهاز استخبارات القسم السياسى التابع للوكالة اليهودية وترأس فرعه العربى تحت قيادة موشيه شاريت خلال الفترة من بداية عام 1933 حتى عشية إعلان قيام دولة إسرائيل صباح الجمعة الموافق 14 مايو عام 1948.
الجدير بالذكر أن القسم السياسى وفرعه العربى هما النواة الحقيقية والرسمية التى تأسست على أطلالها مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة - جهاز الموساد الإسرائيلى فى تاريخ 13 ديسمبر عام 1949 والثابت أن إلياهو ساسون تولى منصب أول مدير لقسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية الجديدة ساعتها فى الفترة من عام 1948 حتى عام 1950 عندما عين قنصلاً عاماً لدى تركيا حتى عام 1952، ثم سفيراً لتل أبيب فى إيطاليا من عام 1953 حتى عام 1960 ثم سفيراً لدى سويسرا إلى عام 1961 مع الإشارة إلى ثبوت وفاته فى مدينة القدس بتاريخ 8 أكتوبر عام 1978وهو خامس وزير للبريد فى تاريخ حكومات إسرائيل شغل منصبه فى الفترة من 2 نوفمبر عام 1961 حتى 2 يناير عام 1967 كما كان ثانى وزير للشرطة المنصب الذى شغله إلى 15 ديسمبر عام 1969.
"إلياهو ساسون" فى القاهرة؟
فى العاصمة المصرية القاهرة اتصل إلياهو ساسون بناء على تعليمات استخبارات الفرع العربى بصحفية يهودية من أصول تركية تدعى يولاند هارمر عملت فى الماضى القريب كجاسوسة لحساب شبكة التجسس اليهودية - المصرية التى كونها "ناحوم ويلينسكى" قبيل سحبه وإخراجه من مصر.
وطبقاً للتفاصيل الحقيقية مثلما حدثت تقابل الياهو ساسون مع يولاند هارمر فى 25مارس عام 1945عقب وصوله إلى القاهرة على هامش حفل كوكتيل فى فندق "شيبرد"- تأسس عام 1840- وفى تلك الليلة أعاد تجنيدها لحساب الوكالة اليهودية ثم كلفها بالتجسس على ديوان القصر الملكى المصرى ومكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية وجماعة الإخوان المسلمين المصرية.
ولدت "يولاند جبائى هارمر" الشهيرة بالملفات السرية باسم "يولاند هارمر" فى عام 1913 بمدينة الإسكندرية المصرية الساحلية لأم يهودية- تركية ولأب يهودى شرقى وبالرغم من ذلك تعاملت كأوروبية وسط مجتمع الطائفة اليهودية- المصرية ربما بسبب مقاييس جمالها الغربى المُلفت والمثير ولكنتها الأجنبية بسبب تحدثها بعدة لغات أوروبية طيلة الوقت.
وكانت هارمر قد زُرعت كعميلة فى مصر تحت هوية صحفية أجنبية مثل ويلينسكى بعد أن وفرت الوكالة اليهودية لجواسيسها فى مصر هويات صحفية رسمية- حقيقية حصلت عليها بشكل سرى للغاية من وكالة The Palestine Post الصحفية- "فلسطين بوست".
الثابت تأسيسها فى مدينة القدس بتاريخ 1 ديسمبر عام 1932 ثم تحولها عقب إعلان قيام إسرائيل إلى The Jerusalem Post - مؤسسة "الجير وساليم بوست" الصحيفة الشهيرة التى نعرفها حالياً.
وأسسها "جرشونآ جرون" الأمريكى الجنسية- حصل بعدها على الجنسية الإسرائيلية- المتوفى بالقدس بتاريخ الأول من نوفمبر عام 1959والثابت عمله كضابط استخبارات طيلة الوقت لحساب الوكالة اليهودية.
وقد كان جرشونآ جرون أول مدير لمكتب معلومات رئيس الوزراء الإسرائيلى "دافيد بن جوريون" خلال فترة العجوز الأولى التى استمرت من 14 مايو عام 1948 حتى 26 يناير عام 1954، كما شغل آجرون منصب رئيس بلدية مدينة القدس فى الفترة من عام 1955 حتى الأول من نوفمبر عام 1959 عندما توفى فجأة على إثر تداعيات مرضه بمرض الصفراء الذى باغته وأهمل علاجه.
يولاند هارمر والبنا ولقائهما الأول مع إلياهو ساسون؟
فى ليلة تجنيدها على أيدى الياهو ساسون مدير الفرع العربى باغتها بسؤال عن مدى تدينها وتمسكها بالصلاة والشريعة اليهودية فأكدت أنها متدينة مواظبة على الصلاة كل سبت لدى معبد "شاعار هاشامايم"- باب السماء افتتح عام 1905- الكائن فى رقم 17 شارع عدلى وسط القاهرة وعندما استفسرت هارمر من الزائر ساسون عن سبب سؤاله الغريب؟
واجهها بالحقيقة مباشرة دون كذب أو خجل وكشف لها حدود مهمتها الجديدة وأنها ربما ستكون مضطرة أثناء ممارسة عملها فى الحصول على معلومات من شأنها إنقاذ الشعب الإسرائيلى إلى مضاجعة رجال مصريين وعرب وأجانب فى مصر دون تمييز.
انزعجت يولاند هارمر للغاية وتأثرت من جرأة ساسون وكادت أن تنسحب من اللقاء وقبل ذلك أشارت عليه بالبحث عن عاهرة لأداء المهمة التى عرضها عليها وأكدت أن عملها مع شبكة جواسيس "ناحوم ويلينسكى" Nahum Wilensky كلفها بعض الابتسامات العادية، بينما المهمة التى عرضها ساسون تلك الليلة كانت ستكلفها نفسها.
سجلت الوثائق الإسرائيلية مع البريطانية السرية للغاية تفاصيل اللقاء الفاصل بين هارمر وساسون فى القاهرة وحوار تلك الليلة المثيرة بين الاثنين بدقة حيث باغتها ضيفها إلياهو ساسون للمرة الثانية وسألها بثقة ضابط الاستخبارات والخبير النفسى المتمرس مباشرة بقوله: "هل يمكن أن تتعرفى على توقيع وخط يد وخاتم فتاوى الحاخام "بن تسيون مائير حاى عوزئيل" حاخام طائفة اليهود الشرقيين وأظن أنك من أصول تركية يعنى شرقية بالقطع؟
الثابت للتوثيق أن الحاخام "حاى عوزئيل" شغل المنصب الدينى الرفيع كحاخام أول لطائفة اليهود الشرقيين - السفاراديم - بالعالم فى الفترة من 27 يونيو عام 1939 حتى 4 سبتمبر عام 1953، فأكدت هارمر أن فتاوى "أول صهيون" وهو لقب يطلق على كل من خدم كحاخام أول ليهود طائفته فى العالم لمدة جاوزت العشر سنين معلقة بكل مكان يهودى وبالأخص فى دور العبادة ومنازل يهود الطائفة اليهودية- المصرية ومن اليسير التعرف على توقيعه وخاتمه دون مشاكل.
فأخرج لها الياهو ساسون من جيبه سند فتوى شرعية يهودية من الحاخام بن تسيون مائير حاى عوزئيل موجهة منه إلى شخصها أجاز فيها للنساء اليهوديات المقاتلات فى فلسطين والعالم ممارسة الجنس فى فراش الأغيار من أبناء الديانات الأخرى إذا كان عملها لأجل إنقاذ حتى لو روح يهودية واحدة.
فأخذت يولاند هارمر من الياهو ساسون صك الفتوى الشرعية التاريخية الأولى من نوعها لأكبر حاخامات اليهود الشرقيين على مستوى العالم ثم بكت بشدة على كتفه وعندما عادت لطبيعتها أكدت له أنها ستكون مستعدة من تلك الليلة للتضحية بحياتها ونفسها وجسدها من أجل شعبها.
اتفق معها ساسون على تدريبها من اليوم التالى على تطورات عالم التجسس ومنحها اسم الكود "نيكول" فى حالة المراسلات السرية المؤمنة وأن تكتب اسمها "مالكور" إذا كُشفت وأُجبرت على إرسال برقيات إلى الفرع العربى حتى تتحرك الوكالة لإنقاذها فى مصر.
بدأت الصحفية يولاند هارمر مسيرة التجسس على أهداف الوكالة اليهودية فى مصر وفى نهاية أكتوبر عام 1945 عاد الياهو ساسون فجأة إلى مصر وعلى قائمة أعماله تفاصيل مهمة عالية التصنيف للاتصال بعميل عربى "رفيع المستوى"جنده ساسون قبلها لحساب الاستخبارات الصهيونية بسبب أهمية موقعه كسفير ودبلوماسى لدى الجامعة العربية فى القاهرة.
وكانت المفاجأة الموثقة أن ذلك الدبلوماسى العميل السرى الذى تجسس لحساب الفرع العربى للقسم السياسى التابع للوكالة اليهودية فى المملكة المصرية هو نفسه "تاج الدين الصلح"القنصل اللبنانى الذى شغل ساعتها منصباً دبلوماسياً رفيعاً كنائب للأمين العام للجامعة العربية عبد الرحمن باشا عزام للملف الفلسطينى والإسلامى.
ومن الثابت أن "تاج الدين الصلح" كان قريباً لعمومة رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق "تقى الدين الصلح" الذى شغل المنصب خلال الفترة من 8 يوليو عام 1973 حتى 31 أكتوبر 1974بعدما كان نائباً فى البرلمان اللبنانى عن منطقة "زحله" لفترات منذ عام 1957.
وطبقاً للتقرير السرى عالى التصنيف الذى حصلت على نسخة أصلية منه صدرت تحت عنوان "عمليات الوكالة اليهودية فى مصر من عام 1944 حتى عام 1948- مصادر معلومات الوكالة فى مصر".
فقدوردت المعلومات الدقيقة والموثقة عن نجاح الفرع العربى التابع لاستخبارات الوكالة اليهودية فى تجنيد "تاج الدين الصلح" القنصل الدبلوماسى اللبنانى الشهير بتلك الفترة فى الصفحة رقم عشرين من التقرير المذكور.
مع بيانات لا تقبل اللبس أن عملية تجنيداستخبارات الوكالة اليهودية لذلك الدبلوماسى تمت أثناء زيارة رسمية قام بها لفلسطين خلال شهر أغسطس عام 1945 كلفه بها الأمين العام لجامعة الدول العربية بصفته الدبلوماسية الوظيفية كنائب للملف الفلسطينيو الإسلامى.
وحدد التقرير أن أهم المعلومات الاستراتيجية الفارقة التى أرسلها "تاج الدين الصلح" من موقعه السياسى داخل العاصمة المصرية القاهرة إلى الوكالة اليهودية كانت فى بداية شهر مايو عام 1946 وكان ملفاً سرياً للغاية عن نشاط جماعة الإخوان المسلمين المصرية فى فلسطين.
صنف إلياهو ساسون وقت تجنيد "تاج الدين الصلح" عدداً من نقاط ضعفه الشخصية بينها النساء الأوروبيات الشقراوات وعندما فكر وجد أن يولاند هارمرستكون أفضل العناصر المسيطرة على الخلل النفسى لدى عميل الوكالة الرفيع وبالفعل برعت هارمر فى معالجة العاشق الدبلوماسى اللبنانى الولهانو عن طريقه نجحت فى مهمتها ومن خلال المعلومات الحصرية التى وفرها لها الصلح سجلت اسمها كأهم جاسوسة يهودية فى مصر حتى عام 1948.
اخترقت يولاند هارمر- نيكول- بجسدها وجمالها مكتب تاج الدين الصلح وأقامت معه علاقة حميمية خاصة للغاية بشكل أسبوعى شبه منتظم مقابل مئات المعلومات السياسية والعسكرية والاستراتيجية عن جامعة الدول العربية والمملكة المصرية من مصدر مطلع ميزها ببيانات عالية التصنيف ساهمت بشكل حاسم فيما حدث على جبهة حرب 1948.
وعن طريق غرفة نوم مكتب النائب المساعد للأمين العام للجامعة العربية للملف الفلسطينى والإسلامى كشفت الوكالة اليهودية وفرع استخباراتها العربى أهم وأدق الأسرار المصرية والعربية ناهيك عن أسرار جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها لدرجة أن مكاتبات ووثائق الجامعة العربية "السرية للغاية"كانت تُبلَّغ إلى الوكالة فى القدس قبل إرسالها إلى الديوان الملكى المصرى فى قصر عابدين وسط القاهرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.