«تزداد العلاقات البحرينيةالإيرانية توترًا مع تعالى اصوات المعارضة الشيعية ضد الاسرة الحاكمة السنية فى البحرين وازدياد العمليات الإرهابية شراسة والمظاهرات ضد السلطات البحرينية فى الوقت الذى تم الكشف عن تحركات إيرانية لمساعدة المعارضة الشيعية فى الوقت الذى تشن المملكة حملة ضد متشددين يقفون وراء هجمات بالقنابل فى الآونة الأخيرة على قوات الأمن، وقد دأبت إيران على نفى الاتهامات بالتورط فى عمليات العنف فى البحرين أو التدخل فى شئونها الداخلية بدعم الأغلبية الشيعية فيها وتطالب المعارضة البحرينية والتى يغلب عليها الشيعة فى البحرين بأن يكون لها تمثيل أوسع سياسيًا». وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن ضبط خلايا إرهابية مرتبطة بالعراقوإيران، ومستودعا للمتفجرات وعددا من الأسلحة والذخائر وسط منطقة مأهولة بالسكان، وقال بيان للوزارة إن أعمال البحث والتحرى أسفرت عن إلقاء القبض على عدد من المشتبه بتورطهم فى أعمال إرهابية ومحكوم عليهم ومطلوبين فى قضايا إرهابية أخرى. وأضافت أن قوات الأمن اكتشفت مخبأ للمتفجرات تحت الأرض داخل منزل وضبط موقع آخر بالقرب منه، يستخدم كورشة لتصنيع القنابل محلية الصنع بقرية النويدرات وسط منطقة مأهولة بالسكان، وأوضحت أنه تم ضبط ما يفوق 1.5 طن من المتفجرات ومن ضمنها مادة «سى فور» و «آر دى أكس» شديدتى الانفجار ومادة «تى أن تي» المتفجرة، بالإضافة إلى مواد كيميائية وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام، وأسلحة أوتوماتيكية ومسدسات وقنابل يدوية وكميات من الذخائر الحية والأجهزة اللاسلكية ولفتت إلى أن القضية مازالت فى مرحلة استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، تمهيدا لإحالتها إلى النيابة العامة. كما تم اعتقال عدة أشخاص للاشتباه فى صلتهم بالحرس الثورى الإيرانى مما دعا وزارة الخارجية البحرينية لاتهام إيران بإثارة الفتنة والتحريض على العنف فى البحرين. وإزاء ذلك استدعت البحرين سفيرها من طهران كما طردت القائم بالأعمال الإيرانى من المنامة وامهالة 72 لمغادرة البلاد، وردا على ذلك أمهلت الخارجية الإيرانية الرجل الثانى فى السفارة البحرينية بسام الدوسرى 72 ساعة لمغادرة البلاد، وعدته شخصا غير مرغوب فيه، فى ما بدأ تصعيدا للأزمة الدبلوماسية بين إيرانوالبحرين. كما قدمت البحرين شكوى للأمم المتحدة ضد إيران بتهمة «التدخل فى الشئون الداخلية». وأعلنت وكالة أنباء البحرين الرسمية الجمعة أنه تم تقديم الشكوى رسميا خلال اجتماع الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. كما قدمت سويسرا إعلانا من 32 دولة، إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف، يدعو البحرين إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لضمان حقوق الإنسان فى المملكة الخليجية. ودافع وزير شئون الإعلام البحرين عيسى الحمادى عن سياسة بلاده، رافضا ما ورد فى البيان من انتقاص من ما أنجزته البحرين، خصوصا القول بأن البحرين لم تنفذ توصيات لجنة تقصى الحقائق وبيانات مجلس حقوق الإنسان. وأضاف أنه بالنسبة للاتهام بالاستخدام المفرط للعنف فإن البحرين قامت بجهود كبيرة، والدليل أنه لا توجد أعداد إصابات كثيرة بالرغم من العنف والإرهاب وأشار الحمادى إلى استشهاد 17 رجل أمن وإصابة 3244 فى صفوف الشرطة فى الفترة من 2011 إلى الشهر الحالى، بسبب عنف المتظاهرين والإرهاب وأكد أن البحرين تقوم بتطوير ملف حقوق الإنسان من أجل إرضاء مواطنينا، وليس من أجل إرضاء دول ومنظمات. وتحظى العلاقات البحرينيةالإيرانية بخصوصية شديدة تنبع من طبيعة العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث مرت العلاقة بين الطرفين بالعديد من المحطات المهمة منذ حصول البحرين على استقلالها عام 1971. وقد عارضت إيران استقلال البحرين بعد رحيل الاستعمار البريطانى وأصرت على تبعيتها لها وانتهت هذه المشكلة بإجراء استفتاء شهير على استقلال البلاد صوتت لصالحه الأغلبية الكاسحة من الشعب البحرينى، وتتهم البحرينإيران بمحاولة تغيير الميزان الديمغرافى لصالحها فى العقود الماضية وذلك ردا على دعوات إيران غير الرسمية لاعتبار البحرين محافظة تابعة لإيران، وقداتهمت البحرينإيران أيضًا بتشكيل طبقة من التجار وأصحاب رؤوس الأموال، لتأسيس قواعد شعبية عريضة ومؤثرة فى الشارع البحرينى. وقد أصدرت الحكومة الإيرانية عام 1975 قرارا جديدا يقضى بضم البحرين والتى اطلق عليها اسم الاقليم الرابع، فى عام 1996 أعلنت البحرين الكشف عن تنظيم سرى باسم حزب الله وقالت الحكومة انه يريد التآمر لقلب نظام الحكم وان المتهمين تلقوا تدريبات فى طهران، ولذلك قررت البحرين تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع إيران. وكانت النيابة العامة البحرينية قد قالت فى مارس الماضى إنها ضبطت معدات لصنع القنابل خلال تهريبها من العراق على متن حافلة ركاب من أجل استخدامها فى هجمات فى البحرين، وتتهم البحرين باستمرار إيران بالتدخل فى شئونها وبدعم معارضين منبثقين من الأغلبية الشيعية فى المملكة التى تطالب منذ 2011 باصلاحات سياسية فى النظام الذى تحكمه سلالة سنية وفى أغسطس اعلنت البحرين توقيف خمسة مشتبه بهم «على علاقة بإيران» بعد اعتداء أوقع شرطيين اثنين. وقد رفضت فى الشهر الماضى محكمة الاستئناف اخلاء سبيل زعيم المعارضة الشيعية فى البحرين الشيخ على سلمان، زعيم حركة الوفاق التى تمثل أكبر تيار شيعى معارض فى البحرين والذى يقضى، عقوبة بالسجن أربع سنوات بعد أن ادين بالتحريض على كراهية النظام. ومازالت العلاقات البحرينيةالإيرانية مرشحة للمزيد من التوتر خاصة فى ظل توجه طهران لفرض هيمنتها على الخليج العربى لتحويل إلى خليج فارسى.