جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الدورة ال 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. كاشفة لكل الحقائق والتحديات التى يعيشها المجتمع الدولى والعربى، جاءت كاشفة أيضًا للتحديات التى واجهتها مصر وتواجهها وقد تغلبت عليها وبدأت فى الانطلاق نحو التنمية الاقتصادية بخطوات متسارعة وثابتة. الرئيس عبد الفتاح السيسى قوبل بترحيب كبير من الحضور فى القاعة المهيبة للجمعية العامة منذ اعتلى المنصة وحتى أنهى كلمته بهتافه المحبب للمصريين «تحيا مصر».. استغرقت كلمة الرئيس 15 دقيقة ركز فيها على القضايا العربية، وبالأخص قضية فلسطين وضرورة قيام دولتها المستقلة على الأرض التى احتلت فى الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية ثم تطرق إلى قضية الإرهاب مدافعا عن سماحة الإسلام فى مواجهة القلة التى تدعى أنها تحتكر التحدث باسم الدين.. تواجد الرئيس السيسى فى نيويورك هذا العام لحضور الدورة ال 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة كان حافلا بالاجتماعات واللقاءات مع رؤساء الدول والشخصيات العامة المؤثرة فى السياسة الدولية.. وتميز حضور الرئيس بإطلالته على المجتمع الدولى من أكثر من زاوية منها أنه شارك فى معظم المؤتمرات المهمة التى عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة.. فقد ترأس اجتماع رؤساء الدول الأفريقية الخاص بالتغيرات المناخية.. ومؤتمر التعاون بين دول الجنوب الذى دعت إليه الصين.. وقمة مكافحة تنظيم داعش التى دعت إليها الولاياتالمتحدة وأهم ما يميز حضور الرئيس هذا العام هو ما بدا عليه من تمرس وخبرة.. وما ظهر من نتائج رحلاته الخارجية خلال عام مضى شرقا وغربا خاصة فى بناء علاقات شخصية وطيدة مع العديد من قادة الدول أثمرت عن تعزيز العلاقات بين بلادهم ومصر.. وثبوت سلامة رؤيته وتحذيراته من تفاقم ظاهرة الإرهاب. وفى كلمته التاريخية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى أكثر من قضية تشغل الرأى العام العربى والعالمى، تحدث الرئيس فقال: لقد شهدت مصر والعالم منذ أسابيع افتتاح قناة السويس الجديدة .. ذلك الإنجاز الذى ينطوى على أبعاد تمس مجالات اقتصادية .. كالنقل والتجارة والخدمات .. وأخرى تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين على العمل بإخلاص .. والتغلب بشجاعة على الصعاب والتحديات .. لكننى لا أعتزم اليوم الخوض فى تفاصيل كل تلك الأبعاد .. التى أثق أنكم تدركونها .. لكن ما أردت أن نتوقف عنده هو مغزى ما تحقق على أرض مصر .. فتلك القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب .. لكنها تمثل تجسيد الأمل.. وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل. ولعلكم تتفقون معى على أن الأمل .. تلك القيمة المهمة .. هو القوة التى طالما حثت الأفراد والشعوب على السير قدما .. وعلى التطلع إلى غد أفضل .. وعندما يقترن الأمل بالعمل الجاد والمخلص .. فإنهما يصبحان معا الضوء الذى يبدد ظلمة اليأس .. تلك الظلمة التى تخيم اليوم على منطقة الشرق الأوسط.. إن الأمل والعمل هما المثال الواقعى الذى تقدمه مصر إلى محيطها الواسع.. فى أفريقيا وآسيا والبحر المتوسط.. وهما اليد التى تمدها إلى منطقتها.. كى تساهم فى التغلب على تحديات الحاضر وإضاءة الطريق نحو المستقبل. ومن منطلق إيماننا فى مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا.. وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلى نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب.. تتيح له مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة فى صياغته.. فإننى أعلن عزم مصر أن تطرح.. بالتنسيق مع الأممالمتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها.. مبادرة حول: «الأمل والعمل من أجل غاية جديدة»، وهى بالفعل اليد التى تمدها مصر.. كأحد أوجه مساهمتها فى التغلب على قوى التطرف والأفكار التى تسعى إلى نشرها .. ولكن من خلال العمل الإيجابى الذى لا يكتفى بالمقاومة فقط .. على نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتى الآن.. والتى تركز على الدفاع عن الحاضر.. إن علينا بالتوازى مع تلك الجهود القيمة أن نسعى إلى اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة .. وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل.. الذى ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة. مستطردا فى كلمته قائلًا: لقد ميزنا الخالق سبحانه وتعالى .. نحن البشر.. بالعقل الذى كان وسيلتنا إلى التعرف عليه.. كما أن قدرتنا على الاختيار باستخدام هذا العقل .. هى أبلغ دليل على أن اختلافنا هو مشيئة إلهية .. تأبى على البشر أن يكونوا بلا إرادة. إن تلك الحقيقة الدامغة مع بساطتها .. من شأنها أن تهدم كل دعاوى المتطرفين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم .. لاسيما هؤلاء الذين يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق فى تفسير الإسلام .. ويتناسون أن ما يروجون له ليس إلا تفسيرهم المغرض للدين .. الذى لا يمكن أن يكون هو الإسلام بسماحته وعدله ورحمته.. لأن إنكارهم لحق الآخرين فى الاختلاف.. هو إنكار لمشيئة الخالق.. فهم فى واقع الأمر يسعون لتحقيق أغراض دنيوية وأغراض خفية.. ويستهدفون تجنيد أتباعهم والسيطرة عليهم وعزلهم عن أى مجال يتيح لهم فهم الدين الصحيح. لاشك أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون أن يخضعوا لفكر تلك القلة القليلة التى تدعى أنها تحتكر التحدث باسمهم.. بل وتسعى من خلال تطرفها وعنفها إلى إقصاء وإسكات من يعارضها.. وهو ما ينبغى أن يدركه العالم..لكننى أشعر بأسى وحزن كل مسلم حول العالم .. عندما يواجه التمييز والأحكام المسبقة لمجرد انتمائه لهذا الدين العظيم .. وهو الأمر الذى تعتبره قوى التطرف نجاحا غير مسبوق لها .. حيث إن من بين أهدافها إيجاد تلك الهوة بين المسلمين وغيرهم .. والعمل على توسيعها .. واسمحوا لى إذن أن أتساءل عن عدد المسلمين الذين ينبغى أن يسقطوا ضحايا للتطرف المقيت والإرهاب البغيض .. حتى يقتنع العالم أننا جميعا.. مسلمين وغير مسلمين.. إنما نحارب نفس العدو .. ونواجه ذات الخطر! كم من أبناء الدول التى تعانى ويلات الإرهاب ينبغى أن تراق دماؤهم.. حتى يبصر المجتمع الدولى حقيقة ذلك الوباء الذى تقف مصر فى طليعة الدول الإسلامية.. وفى خط الدفاع الأول فى مواجهته .. وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا.. لدحره فى كل مكان؟ لقد تابعنا جميعا كيف انحدرت ليبيا الشقيقة إلى منزلق خطير .. عندما أفصحت قوى التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التى تجافى مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية ..فلم يكن ذبح المصريين على شواطئ ليبيا.. إلا نتيجة للتهاون فى التصدى لتمادى المتطرفين فى تحدى إرادة الشعب الليبى. كما تابعنا جميعا كيف استغل المتطرفون تطلعات الشعب السورى المشروعة.. للجنوح بهذا البلد الشقيق نحو مواجهات تستهدف تحقيق أغراضهم فى إقصاء غيرهم.. بل امتدت هذه المواجهات حتى فيما بين الجماعات المتطرفة ذاتها طمعا فى المغانم.. حتى تكاد سوريا اليوم تتمزق وتعانى خطر التقسيم.. فى ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.. وأطماع أطراف إقليمية مكشوفة. وحول القضية السورية قال الرئيس: دعت مصر القوى الوطنية السورية للاجتماع فى القاهرة لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف.. بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية.. ذات السيادة على كامل ترابها.. وبما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها.. ويحترم تنوع مكوناتها .. ويصون انتماءها القومى. إن تلك القوى الوطنية السورية مدعوة اليوم للمساهمة بكل قوة .. فى كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسى من الأزمة يحقق تطلعات الشعب السورى. إن دعم مصر السياسى والعسكرى لليمن الشقيق.. ومشاركتها فى الخطوات التى اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية قد جاء استجابة لطلب اليمن. وتتابع مصر باهتمام التطورات الأخيرة التى تشهدها الساحة العراقية .. ونأمل فى أن تساعد الإصلاحات التى اتخذتها الحكومة على إعادة اللحمة بين أبناء الشعب العراقى الشقيق .. والمضى قدما على طريق المصالحة الوطنية. إن مصر تستضيف أعدادا متزايدة من اللاجئين.. كأشقاء يتقاسمون مع الشعب المصرى ذات الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية التى تقدمها الدولة.. رغم ما ينطوى عليه ذلك من أعباء اقتصادية على كاهل الدولة.. وتأمل مصر فى إيجاد حلول لأزمة اللاجئين سواء على المدى القصير لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التى يواجهونها .. أو على المدى الطويل من خلال التغلب على الأسباب الرئيسية التى أدت إلى هذا الصراع. لعل ما سبق يعد مثالا للتهديد القائم والمتزايد لاستغلال التنظيمات الإرهابية لأزمات سياسية لتحقيق أهدافها ..كما أجد من منطلق المسئولية التاريخية كرئيس لمصر التى تقف فى قلب تلك المواجهة..أن أحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلى مناطق وأزمات أخرى.. وفى مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة. ان تسوية تلك القضية وتمكين الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره.. وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. سوف يقضى على أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة.. وإحدى أخطر الذرائع التى يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب.. ولعلكم تتفقون معى على أنه لابد من تسوية تلك القضية دون إبطاء.. حتى تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا.. ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها.. وأن ما يشهده القدس والحرم القدسى الشريف لدليل على أن التوصل إلى السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علينا جميعاً مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها. إننا فى مصر ندرك ضرورة توافر عوامل أخرى.. بجانب دحر التطرف والإرهاب.. لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة.. ويعد انتفاض الشعب المصرى ومطالبته بالتغيير تعبيرا عن الوعى بضرورة بناء الدولة العصرية بكل مكوناتها .. وصولا إلى تلك الأهداف.. وإذ نعى أن ما حققناه ليس إلا خطوات على مسيرة ممتدة.. فإننا عازمون على استكمالها رغم ما نواجهه من عقبات.. وإجراء الانتخابات التشريعية استكمالا لخارطة المستقبل.. ليضطلع ممثلو الشعب بمسئولياتهم فى الرقابة والتشريع فى المرحلة القادمة .. التى ستشهد بإذن الله تحقيق المزيد من تطلعات المصريين فى الحرية ..والعيش الكريم.. والعدالة الاجتماعية. وفى هذا السياق، لابد لى أن أشير إلى إطلاق الحكومة المصرية «استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر عام 2030» فى مارس من العام الحالى.. بالتزامن مع الحراك الدولى للتوصل إلى أجندة طموحة للتنمية الدولية.. لما بعد عام 2015.. والتى نأمل فى اعتمادها على نحو يأخذ فى الاعتبار المسئولية المشتركة فى مواجهة التحديات.. والتفاوت فى القدرات والموارد.. والتباين فى الإمكانيات والتنوع الثقافى.. فالتنمية حق من الحقوق الأساسية.. وإتاحته وتيسيره .. خاصة للدول النامية وأفريقيا هو مسئولية جماعية لاسيما على الدول المتقدمة. إن الرؤية التى تطرحها مصر هى امتداد لمسيرة طويلة بعمر التاريخ الإنسانى ذاته.. أبدع المصريون خلالها واستوعبوا كل عابر على أرضهم.. فكان إسهامهم الذى ما يزال حاضرا فى شتى مجالات الحياة .. واليوم، تتطلع مصر لمزيد من المشاركة فى إرساء السلام والاستقرار على المستوى الدولى .. من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين. إن ثقتكم فى دور مصر ستكون بإذن الله فى موضعها .. لأن مصر تقدر المسئولية التى تتحملها فى هذا المنعطف المصيرى .. تحقيقا لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية بل وشعوب العالم ككل .. ولإعلاء مبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقيم السامية التى توافقت عليها الحضارة الإنسانية. لقد شهدت ضفاف نيل مصر الخالد بناء اللبنات الأولى لتلك الحضارة الإنسانية وازدهارها .. كما ظلت مصر على مدى حقب طويلة مركزا للعلوم والفنون ومنارة لغيرها من الدول والشعوب .. ورغم ما مرت به مصر فى مراحل أخرى من صعاب .. وما عانته من كبوات.. يتوق شعبها اليوم أن يكتب التاريخ من جديد.. وإننى لعلى يقين من أنه بعون الله وبتوفيقه للمصريين.. سيكون بمقدورهم تحقيق أسمى تطلعاتهم لأنفسهم ولبلدهم .. ومن أجل منطقتهم.. بل ولخير العالم أجمع. وتحيا مصر.. تحيا مصر .. تحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولاشك أن هذه الكلمة التاريخية للرئيس السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تضمنت تقريرا وافيا عن التحديات التى يواجهها العالم فاستحقت هذا القدر الكبير من تقريرًا الحضور والتصفيق غير المسبوق الذى أعقب كلمته ولم يحصل عليه أى رئيس دولة أمام الجمعية العامة. وفد جاءت لقاءات الرئيس السيسى المهمة فى نيويورك، هادفة إلى تعريف الدوائر الاقتصادية الأمريكية بالمشروعات التنموية الكبرى فى مصر، فخلال لقائه بأعضاء منتدى الأعمال للتفاهم الدولى، أوضح الرئيس أننا نتحرك على عدة محاور لتحقيق التنمية الشاملة، وأننا نسعى لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بالتوازى مع جهود التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن مصر تعد ثانى دول العالم من حيث تحقيق أعلى عوائد على الاستثمار. وقد أشاد أعضاء المنتدى بالإنجازات الاقتصادية لمصر على مدار العام الماضى. كما استعرض الرئيس أمام غرفة التجارة الأمريكية جهود الإصلاح الاقتصادى وجذب الاستثمارات المباشرة. كما حرص الرئيس خلال الزيارة على لقاء عدد من الشخصيات البارزة والمؤثرة فى المجتمع الأمريكى شملت مسئولين سياسيين وعسكريين سابقين، منهم ثلاثة من مستشارى الأمن القومى السابقين هم هنرى كيسنجر وبرينت سكوتروفت وستيفن هادلى، فضلاً عن ويزلى كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطى، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء الحاليين بمجلس النواب الأمريكى، وكبار المفكرين مثل ريتشارد هاوس ودينس روس والعالم المصرى فاروق الباز. وقد أكد الرئيس خلال اللقاء اعتزاز مصر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، وقال إن مصر تبذل جهودًا مدعومة من الشعب المصرى فى التصدى لتحدى الإرهاب. وقد أشاد الحضور بقرار العفو الأخير عن مجموعة من الشباب المحكوم عليهم فى قضايا تتعلق بحق التظاهر. كما التقى رئيس البنك الدولى «جيم يونج كيم» الذى أعرب عن دعم البنك بقوة لجهود الإصلاح الاقتصادى التى تبذلها مصر، ومعربًا عن تطلع البنك للعمل معها. ولعل أبرز لقاءات الرئيس خلال الزيارة، لقاء سكرتير عام الأممالمتحدة بان كى مون فى مقرالمنظمة بنيويورك، والذى أكد الرئيس خلاله ما توليه مصر من اهتمام بالأممالمتحدة والعمل الدولى متعدد الأطراف، وقد تناول اللقاء مستجدات الوضع الإقليمى وسبل دفع الجهود الدولية والإقليمية للتصدى لما تواجهه المنطقة من تهديد للسلم والأمن. وفى إطار لقاءاته المتعددة مع قادة الدول المختلفة التى بلغ عددها 22 لقاء، اجتمع الرئيس السيسى مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، التى أعربت عن توافقها مع الرؤية المصرية الداعية إلى المواجهة الشاملة للإرهاب، وأكدت استعداد بلادها للانخراط فى أية جهود إيجابية بناءة تهدف لتحقيق الأمن والاستقرار، وأنها تشجع الحوار والتعاون الدولى بهدف التوصل إلى حل لأزمة اللاجئين. وخلال لقائه بالرئيس الفلسطينى محمود عباس أكد الرئيس السيسى أهمية عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة والإشراف على المعابر، وأوضح أن إجراءات تأمين الحدود الشرقية تهدف للحفاظ على الأمن القومى المصرى والفلسطينى، كما أكد أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المحورية. ومن أبرز اللقاءات التى عقدها الرئيس كان مع رئيس وزراء إثيوبيا ديسالين، الذى أكد الرئيس خلاله أهمية إسراع إثيوبيا فى تنفيذ الإجراءات الفنية لسد النهضة، كما أعرب عن ثقته فى التزام إثيوبيا بنصوص إعلان المبادئ، ومن جانبه أكد ديسالين أن بلاده لا تغير من التزاماتها. وخلال لقاء الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أكد الجانبان على العلاقات المتميزة التى تجمع بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى، معربين عن ارتياحهما لما تشهده من تنامٍ ملحوظ فى كافة المجالات. وقد مثلت زيارة الرئيس السيسى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وحضوره الدورة ال 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية كبرى على الصعيدين الاقتصادى والسياسى، فالولاياتالمتحدةالأمريكية تعد أكبر شريك اقتصادى لمصر منذ أواخر حقبة السبعينيات وتحتل مصر المرتبة ال 52 فى قائمة أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.. وسياسيا، تمثل الزيارة تأكيدًا على الثقة فى استقرار الأوضاع فى مصر، كما أن الزيارة فرصة سانحة من أجل تقريب وجهات النظر بين مصر وواشنطن ، ولتعريف المجتمع الدولى بحقيقة ما يحدث فى مصر وحجم التحدى الكبير الذى يقابلها من خلال حربها على الإرهاب، وتعكس إعادة صياغة الوضع المصرى وحجم الدولة المصرية وإثراءا قويا للعلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية ودفعة قوية للاستثمارات الخارجية داخل مصر مما يخدم المشاريع القومية الكبرى.