قالت المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون إنها ليست بحاجة للاعتذار لاستخدام حساب بريد إلكترونى خاص، عندما كانت وزيرة للخارجية، لأن ما فعلته كان «مسموحا» به. ووصفت كلينتون فى مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء، الجدل الدائر بأنه «إلهاء» لم يؤثر على خطط حملتها الانتخابية أو رسالتها.لم يكن التحذير الأمريكى لروسيا من التدخل العسكرى فى الأزمة السورية بالغريب أو بالجديد، ولكنه الأول من نوعه، كونه جاء مصحوباً بظهور العديد من الدلائل على نزول الدب الروسى إلى أرض المعركة بشكل فعلى إلى جانب القوات الموالية لنظام بشار الأسد. ووجهت واشنطن تحذيرًا شديد اللهجة إلى موسكو من أنها قد تضع نفسها لخطر المواجهة مع قوات التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة، إذا صحت التقاريرالتى تفيد بمشاركتها الفعلية فى الصراع السورى، وأبلغ وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» نظيره الروسى «سيرجى لافروف» قلق الولاياتالمتحدة العميق إزاء ذلك، وأن مثل هذا التصرف من شأنه أن يؤدى إلى تصعيد النزاع. وكان عدد من المقاتلين الروس قد نشروا عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى صوراً لهم بالزى العسكرى فى سوريا، كما عرضت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريرًا عن مدرعات روسية حديثة من طراز «أى 82» أدخلتها روسيا الخدمة عام 2013 وتتواجد حالياً على أرض المعارك فى سوريا، ولم تكن موسكو قد أرسلتها من قبل إلى نظام الأسد، كما انتشرت تقارير عن أن قوات روسية محدودة تقوم بمهمات عسكرية على مقربة من ميناء اللاذقية فى شمالى سوريا، وأن الجيش السورى استطاع بدعم من كتيبة المدفعية الروسية والطيران الروسى أن يوسع من نطاق الأراضى الواقعة تحت سيطرتها. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قد أفادت نقلاً عن مسئولين فى إدارة أوباما أن روسيا أرسلت فريقاً عسكرياً إلى سوريا، ووحدات إيواء مجهزة تكفى مئات الأشخاص، وسلمت محطة متنقلة للمراقبة الجوية هناك، وهو ما يشير إلى أن روسيا نشرت ما يصل إلى ألف مستشار عسكرى أو أكثر فى المطار الخاص بمدينة اللاذقية. وأشار عدد من النشطاء المعارضين لنظام الأسد إلى وجود عدد كبير من المقاتلين الأجانب على جبهات ريف اللاذقية، خاصة من حزب الله اللبنانى، والعراق وأفغانستان وإيران وروسيا وهو ما نفته الإدارة الروسية على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، التى شددت على أن الصور ومقاطع الفيديو التى انتشرت عبر شبكة الإنترنت لا تثبت وجود تدخل الجيش الروسى فى سوريا، ذلك لأن عدداً من المتطوعين الناطقين باللغة الروسية يقاتلون بالفعل إلى جانب قوات النظام. ولم يخف وزير الخارجية السورى وليد المعلم حصول بلاده على مساعدات عسكرية روسية كان آخرها صواريخ «أرض/ جو إس 300» لمواجهة ضربات جوية أمريكية محتملة، لعدم ثقتها بوعد الولاياتالمتحدة بأن الغارات التى تستهدف داعش لن تشمل الجيش السورى. وترى صحيفة «ميرور» البريطانية أن الرئيس الروسى بوتين يريد الحفاظ على التوازن العسكرى فى سوريا ومنع انهيار جيش ونظام الأسد، لفرض تسوية سياسية وتشكيل هيئة حكم انتقالية، وأن الوجود الروسى فى أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السورى ضرورى جداً، لإيجاد نوع من التوازن الذى فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتى. ويرى عدد من المحللين السياسيين أن الخلاف الأمريكى الروسى تحيطه الشك والريبة، بين ما يعلنه وما يخفيه الرئيسان أوباما وبوتين، فقد يكون خلافًا حقيقيًا على مناطق النفوذ بالشرق الأوسط، وهو ما يهدد المنطقة بأسرها بالدخول فى مواجهة عسكرية عالمية تعيد إلى الأذهان أعوام الحروب العالمية، فى حال تصادم تحالف الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب وداعش مع تحالف روسياوسوريا وإيران أو قد يكون خلافاً شكلياً على توزيع النفوذ، فالولاياتالمتحدة همها الأساسى ضرب داعش وليس بشار فى هذه المرحلة.