شهد العالم فى نصف الكرة الأرضية شمال خط الاستواء وحتى أطراف المحيط المتجمد الشمالى درجات حرارة أعلى بكثير من معدلاتها الطبيعية فى مثل هذا الوقت من العام وبنسب تتراوح ما بين خمس إلى خمسة عشر درجة مئوية الأمر الذى أدى إلى حدوث أضرار مادية وتلف لبعض المزروعات وتلف للمخزونات الغذائية وقد تتطورت المخاوف من تأثير الحرارة الشديدة على حياة البشر حيث سجلت حالات وفيات وإصابات بالإعياء فى بعض البلدان بمنطقة الشرق الأوسط والشرق الأدنى إلى درجة وصفها البعض بأنها جهنم الأرضية !!وقد عزز من هذه المخاوف أن سجلت فى بعض بلدان اسيا درجات حرارة غير متوقعة على الإطلاق مما أدى إلى حدوث وفيات عدت بالمئات من البشر بل تعدى ذلك ليصل إلى أكثر من الف شخص كما حدث فى بعض مناطق فى الهند وباكستان.. وربما كان العدد أكثر من ذلك فى بعض المناطق التى يتعذر فيها حصر الوفيات والتلفيات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة. كما أن الارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة يؤثر تأثيراً على الثروة الحيوانية وإحداث خلل فى منظومة الطاقة للبلدان الأكثر تحضراً . خبراء الأرصاد الجوية والمناخ يصدرون كل يوم بل كل ساعة تقريباً تقاريرهم بتنبؤات ما قد يحدث أو يستجد على مناخ الجو فى الأرض سواء درجات الحرارة أو سرعة الرياح وكذلك الرطوبة وكثافة العوالق فى الهواء .. لكن هذه التوقعات رغم صحتها والتى تأتى غالباً كما يتوقع الخبراء إلا أن الأسباب دائما تكون متعلقة بالشمس وحركة الرياح واتجاه الأرض فى حركتها حول الشمس أو ما يعرف بتعاقب الفصول على سطح الأرض . حاضنة الأرض !! د. على تعيلب الأستاذ المتفرغ بالمعهد القومى لعلوم الفلك وعضو لجنة التخطيط للكوارث الأرضية يؤكد أن تغير حرارة الأرض الآن هى بسبب النشاط الشمسى أو ما يطلق عليه أحياناً الدورة الشمسية حيث تتغير درجات الحرارة على الأرض من الارتفاع المفاجئ إلى الانخفاض المفاجئ على أماكن مختلفة من الأرض فى مواعيد منتظمة لكننا نراها طارئة أو استثنائية وهو اعتقاد غير صحيح لأن الدورات الشمسية تحدث على فترات منتظمة ويمكن التنبؤ بها .. ولو نظرنا إلى تاريخ حرارة الأرض لعرفنا أن مثل هذه الموجات الحارة أو الباردة التى تضرب الأرض هى فى الحقيقة لم تخرج عن المنظومة الطبيعية لعلاقة الأرض بالشمس ولكن لأنها تحدث على فترات متباعدة نظن أنها طارئة أو استثنائية وهو اعتقاد أيضا خاطئ . فالمجموعة الشمسية التى تنتمى اليها الأرض التى نعيش عليها خلقت فى منظومة دقيقة لا مجال للخطأ فيها. ماذا حدث ؟! يضيف د. على تعيلب أن الشمس هى المصدر الوحيد والمؤثر فى كل احداثيات الأرض من تغير الفصول وتباين درجات الحرارة على سطح الأرض بل وفى باطن الأرض ايضاً فى منظومة تعلمها البشر جيداً عبر آلاف السنين وتم عمل الحسابات الدقيقة لتغير الفصول خلال السنة شتاء وصيفاً وربيعاً وخريفاً وعلى اساس تلك الحسابات اسس الانسان حياته على الأرض وجعل تقسيمات الزراعة والرى خلال العام على اساس تلك الحسابات التى لا تخطئ ميعادها إلا فى فترات النشاط الشمسى التى يظن البعض أنها مفاجئة ولكن الحقيقة كما قلت لم تكن كذلك بل لها مواعيد قد تكون معقدة فى حساباتها لكنها معلومة الحدوث .. وقد أمكن التنبؤ بها منذ القرن السادس عشر عندما رصد العلماء والفلكيون أن الشمس لها دورات نشاط تبدأ وتنتهى ثم تعاود الكرة مرة أخرى .. فترات قصيرة تحسب كل أحد عشر عام تقريباً ثم فترات طويلة تحسب بمئات السنين وربما بالآلاف. عاصفة شمسية هل يتعرض العالم لعاصفة شمسية ؟ قبل الإجابة على هذا السؤال نشرح أولاً ما هى العاصفة الشمسية وكيف تحدث .. عند حدوث الانفجارات الشمسية تنبعث منها ما يوصف بالعواصف الشمسية وهى عبارة عن جسيمات مشحونة تنطلق خارج جاذبية الشمس وهذه الرياح الشمسية عند انطلاقها تتشابه إلى حد كبير مع الانفجارات النووية على سطح الأرض وتنطلق منها اشعاعات مهلكة ولكن الله قد حمى الأرض بدرع مغناطيسى وأن هذا الدرع يحول دون اختراق الإشاعات المهلكة لتصل إلى الأرض حيث لا يمكن للجسيمات المشحونة بهذه الإشاعات أن تخترق الدرع المغناطيسى حول الأرض بل تتباعد عنه بفعل التنافر الفيزيائى وربما تدور حول الأرض إلى أن تبتعد فى الفضاء. وحتى نكون على بينة مما حدث فإن ارتفاع درجة الحرارة فى بعض مناطق الأرض بصورة قد يراها البعض غير متوقعة ما هى إلا نتيجة للنشاط الشمسى كما ذكرنا وغالباً لا تطول فترات تأثر الأرض بتلك النشاطات الشمسية إلا فى أوقات تواجد الأرض فى اتجاه تلك النشاطات وحيث أن الأرض دائمة التحرك والدوران حول الشمس فإنها بالتأكيد ستتجاوز اتجاهات النشاطات الشديدة للشمس وبالتالى تعود درجات الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية التى تعودنا عليها منذ آلاف السنين . وهل يمكن التنبؤ بتكرار ما حدث ؟ يؤكد د. على تعيلب أن التنبؤ بالنشاط الشمسى يمكن حسابه لسنوات طويلة قادمة وقد حدث ذلك قبل مائة عام بعد أن تم رصد التحركات داخل قرص الشمس أو ما أطلق عليه بالانفجارات الشمسية والتى أصبحنا الآن نراها ونرصدها كل دقيقة وفى أكثر من مكان على سطح الأرض بل وفى الفضاء الخارجى عن طريق المحطات الفضائية المنتشرة حول الأرض.