ساعات وتحتفل مصر بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، ذلك المشروع الذى يكشف عن الجماعية وقوة الإرادة التى تتوافر لدى المصريين ومدى قوتهم فى القيادة السياسية للبلاد. الجميع شارك فى هذا الإنجاز العالمى سواء بشكل أو بآخر بداية من العامل الذى شارك بجهده وعرقه أو الإعلامى الذى نقل هذا العمل أو الوفود التى ساندتهم حتى الأئمة والوعاظ الذين ساندوهم بالزيارات أو خطب الجمعة والشد من عزيمة هؤلاء.فى البداية وصف الشيخ محمد القادسى وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الجيزة أن قناة السويس الجديدة مشروع قومى سيعيد لمصر مكانتها وينقل رسالة إلى العالم أجمع وليس العالم الإسلامى أو العربى فقط بأن المصريين لديهم القدرة على تغيير واقعهم إلى الأفضل. وقال إن الأئمة ودعاة وقيادات وزارة الأوقاف ساهموا فى هذا المشروع حيث أقرت الوزارة أكثر من خطبة للحديث حول المشروع فكانت إحداها تتحدث وتدعوا المصريين إلى البناء والإصلاح والنهضة بالبلاد وأن الإسلام دعا إلى ذلك، مشددا على أن النبى صلى الله عليه وسلم لو لم يضع أمامه هدف توصيل رسالته ما وصلت، وكذلك الصحابة الذين وضعوا أمامهم هدف نشر الإسلام فى ربوع الأرض شرقا وغربا ما كانت الفتوحات الإسلامية فأى إنسان لو وضع هدفًا نصب عينيه لحققه. وأوضح أن مشروع قناة السويس الجديدة تم بتكاتف الجميع وتوافر العزيمة نحو تحقيق الهدف، وفيه دعوة لكل إنسان مصرى بأن يعمل ولا يركن إلى غيره وألا يعطل مصالح البلاد والعباد، وفيه أيضا رسالة بأن أجدادنا حققو إنجازات كثيرة ونحن الأحفاد أنجزنا قناة السويس الجديدة. وتابع وكيل أوقاف الجيزة أن الزيارات التى تمت من قبل القيادات الدينية للمشروع وقت الحفر أعطت دفعة قوية للعاملين فيه لأنه كان يجاهد.. فإخلاص العمل جهاد والسعى للعمل على مصلحة البلاد جهاد وليس الجهاد بالسيف والرمح، وجميعها رسائل حرصت القيادات الدينية على إيصالها إلى العاملين فى المشروع. وأكد أن خطبة الجمعة الأخيرة قبل افتتاح المشروع خصصتها الأوقاف للحديث عن صميم المشروع والمشروعات القومية وكيفية استثمار الطاقات الموجودة فى البلاد والدليل على ما تم إنجازه فى المشروع لتحفيز الهمم على العمل وبث روح الأمل والعزيمة والتحدى بنموذج قائم ثم إنجازه فى شهور معدودة وأن نستغل هذا الحماس فى إنجاز مشروعات قومية أخرى منها ما أعلن عنه الرئيس السيسى كمشروع الألف مصنع قائلا: "إن مصر هتبقى أحسن".. لكن " فصبر جميل". وأوضح أن من عوامل نجاح المشروع إخلاص النوايا.. فعلى قدر النوايا تكون العطايا، لما كانت النية خيرًا كان الإنجاز الذى يحسب للرئيس مشددًا على أن كل هذا العمل خير فيقول "صلى الله عليه وسلم" ما أكل أحدكم طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده وكان نبى الله داوود يأكل من عمل يده".. فهذا المشروع سوف يطمئننا ويدر الدخل على البلاد وعلى قدر الجهد يكون الإنتاج والدخل، متمنيا أن يكون هذا المشروع بداية للعودة إلى ريادة العالم. واختتم كلامه مؤكدا أن الدعاة فخورون بالمشاركة فى هذا الإنجاز العالمى حتى ولو بكلمة أو بحديث أو آية قرآنية حفَّزت عاملًا من العاملين فى المشروع. فى حين حرص وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على المشاركة الفكرية فى هذا الإنجاز، حيث وجه بتخصيص العدد المقبل من إصدار "منبر الإسلام" عن قناة السويس على أن يكون عددًا تذكاريا إلى جانب عدد من الدراسات حول المشروع التى يحرص المجلس على طباعتها.