بعد جهود استمرت لسنوات قررت لجنة إطلاق السراح المشروط الأمريكية الإفراج عن الجاسوس الأمريكى جوناثان بولارد الذى لطالما طالبت إسرائيل بالإفراج عنه دون جدوى. وتشير أغلب التكهنات إلى أن قرار اللجنة بالإفراج عن بولارد فى العشرين من نوفمبر القادم تم الترتيب له للعمل على تنقية أجواء العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التى تضررت عقب اتفاق النووى الإيرانى، وفى هذا السياق ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» قبل صدور قرار اللجنة بأيام أن مسئولين أمريكيين يضغطون للإفراج عن بولارد الذى أدانته الولاياتالمتحدة بالتجسس لصالح إسرائيل وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة عام 1987. من جانبه، نفى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن يكون للإفراج عن ضابط المخابرات البحرية الأمريكية بولارد أى علاقة بالاتفاق مع إيران، وهو ما أكدت عليه أيضا وزارة العدل الأمريكية مضيفة أنها رغم إصرارها على أن يقضى بولارد عقوبته إلا أنها لن تعارض الإفراج عنه فى نوفمبر القادم بعد ثلاثين عاما قضاها فى السجون الأمريكية، طالما لن يشكل خطرا على الأمن. وكان العام الماضى قد شهد أيضًا أنباء عن مفاوضات أمريكية إسرائيلية لإطلاق سراح بولارد ضمن محاولات لدفع إسرائيل للدخول فى مفاوضات مع الجانب الفلسطينى. وجوناثان بولارد هو مواطن أمريكى يهودى من مواليد أغسطس 1954 فى تكساس، وأدين بتهمة التجسس لصالح إسرائيل حيث قام بولارد بنقل وثائق أمريكية سرية إلى إسرائيل، وكان بولارد انتسب إلى الاستخبارات البحرية الأمريكية بعد أن تم رفض طلبه للانضمام إلى صفوف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لأن اختبارات جهاز الكشف عن الكذب الخاصة به كشفت عن وجود مشكلة فى المصداقية. وقد رفضت إسرائيل على مدار 13 عاما الاعتراف رسميا بأن بولارد عمل لصالحها فبعد اكتشاف أمره فى أواخر عام 1985 حاول بولارد اللجوء إلى السفارة الإسرائيلية فى واشنطن إلا أن المسئولين فى السفارة رفضوا السماح له بدخولها. وفى عام 1996 وفى أعقاب التماس قدمه بولارد لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية، اعترفت إسرائيل عام 1998 رسميا بأنه كان عميلا إسرائيليا وتعهدت بتحمل المسئولية عن ذلك، قبل أن تقرر منحه الجنسية الإسرائيلية عام 2008. ومنذ سنوات يعمل العديد من الشخصيات العامة والسياسية الإسرائيلية، وفى مقدمتها رؤساء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من أجل الإفراج عنه، بدعوى أن المعلومات الاستخباراتية التى نقلها إلى إسرائيل انطوت على أهمية حيوية بالنسبة لقدرات إسرائيل الدفاعية ولم تضر بدفاعات الولاياتالمتحدة أو بأمنها. وقد ضغط رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو شخصيا على الولاياتالمتحدة لسنوات من أجل الإفراج عن بولارد الذى يقضى العقوبة فى سجن بوتنر الفيدرالى بولاية نورث كارولينا، إلا أن السلطات الأمريكية رفضت جميع الطلبات التى قدمتها إسرائيل للإفراج عنه على أساس اعتبارات أمنية تقضى بأن بولارد مازال يشكل خطرا على أمن الولاياتالمتحدة. ويرى أنصار بولارد أنه عوقب بقسوة شديدة جدا لأن إسرائيل حليفة للولايات المتحدة ولأن المعلومات السرية التى نقلها لم تلحق ضررا بالولاياتالمتحدة ولأن إسرائيل وصلت إلى هذه المعلومات فى السابق، ويقول أنصاره إنه يجب الإفراج عنه لتدهور حالته الصحية.