الداعية عمرو خالد.. نجم لمع بسرعة وحقق شهرة غير مسبوقة لواعظ اجتماعى - كما يطلق على نفسه - أو داعية دينى كما يسميه الإعلاميون، ثم خفت نجمه بشدة فى فترة قصيرة، لدرجة أن نساه الناس، حتى عاد من جديد فى رمضان الماضى ليستأنف تقديم برامجه الدينية على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، بنفس الدرجة من السطحية الشديدة فى التناول والاعتماد على الشحن العاطفى وتأثير الصوت المتهدج. ولم تفلح العفوية المصطنعة أو التمثيل الواضح الذى يغلف عمرو خالد أداءه فى تعويض ضعف المنطق وسذاجة الطرح والاستسال المخل فى تناول قضايا مهمة مثل قضية انتشار مواقع الإلحاد على شبكة الإنترنت، والصفحات التى تهاجم الأديان على موقع «فيس بوك» الشهير بالتحديد. ولو كان «خالد» قد استعان ببعض العلماء والمفكرين الذين تخصصوا فى مواجهة هؤلاء بالحجة العلمية والدينية مثل المفكر الإسلامى الكبير محمد عمارة، أو الطبيب المثقف د. عمرو شريف لما وقع فى كل تلك الأخطاء التى وقع فيها فى الحلقتين التى خصصها من برنامجه للرد على الملحدين. والمحزن فى الأمر أن يجد المشاهد نفسه فى حالة مقارنة غير عادلة أو موضوعية بين الداعية المفلس عمرو خالد وداعية آخر يستحق هذا اللقب عن استحقاق وجدارة، وهو الداعية الخليجى أحمد الشقيرى الذى قدم هذا العام الجزء الحادى عشر فى سلسلة حلقاته المسماه بالخواطر على قناة فضائية عربية أخرى، واستطاع كالعادة أن يثبت أن الدين كان وسيظل دستور الإنسان لتحقيق التوازن بين الروح والمادة.. وقدم تحت لواء الآية الكريمة : «هل جزاء الإحسان إلا إلاحسان» يد المساعدة للكثير من الباحثين عن دعم مالى بسيط لتحقيق أحلامهم المشروعة عبر العالم ودون النظر إلى جنسياتهم أو دياناتهم، ليؤكد بشكل غير مباشر عالمية الإسلام، ويرشح لقيم مساعدة الآخر بشكل إنسانى مجرد وبعيد عن التعصب الجنسى أو دين أو الدينى. واستمر الداعية الشاب مصطفى حسنى فى تقديم رؤاه وخواطر وتأملاته الروحانية الجميلة فى برنامجه الذى يتابعه الملايين من جميع أنحاء العالمين العربى الإسلامى ببساطة وتلقائية وقدرة على اختراق القلوب والعقول بدون استئذان، كما استمرت مقولاته المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله فى جذب واستقطاب رواد مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تحظى مقولاته وتأملاته بدرجة كبيرة من التفضيلات.