جاءت عودة المخرج هانى خليفة إلى السينما بفيلمه الثانى «حبيبى سكّر مرّ» الذى عرض فى موسم عيد الفطر، الفيلم الذى كتبه محمد عبد المعطى، لايبتعد كثيرا عن عالم فيلم «سهر الليالى»، أول أفلام هانى خليفة الذى عرض فى موسم 2003. هناك أيضًا بطولة جماعية لنماذج من الرجال والنساء، لديهم أزمات عاطفية واجتماعية، وهناك اضطرابات ومشكلات بين الجميع، فى الغالب يفضل هانى أبطالا لا يعانون من أزمات اقتصادية، حتى يقوم بتحييد هذا العنصر، وبذلك يصبح أساس الاختلاف طبائع الشخصيات أو متاعبها السلوكية والنفسية. ولكن فيلم «حبيبى سكّر مرّ» يحاول أن يربط بين ظروف أبطاله المضطربة، وحالة الاضطراب التى مررنا بها بعد ثورة 25 يناير 2011، أراد مؤلف الفيلم أن يفسر تحولات بعض شخصياته فى اتجاه الدين بصعود الإخوان إلى السلطة، وهو تحليل ينقصه الدقة، فالتقلب بين ارتداء الحجاب وخلعه مثلا أقدم بكثير من تلك الفترة، كما أن شخصيات الفيلم معزولة تقريبا عن العالم الخارجى، ولذلك بدت أحداث الثورة وما بعدها، كمجرد خلفية للدراما، ولا تؤثر فيها، مشكلة شخصيات «حبيبى سكر مر» ليست فى الحب، ولكنها فى هذه التقلبات التى تعبر عن عدم نضج عاطفى، هذا فى رأيى هو المدخل الأصوب فى تناول حكايات الفيلم، وفى تحليل شخصياته التى قدمت ببراعة. بناء الفيلم يقوم على العرض المتوازى والمتقاطع لقصص خمسة من الأزواج، مع حرية كاملة فى العودة للماضى أو البقاء فى الحاضر، واختيار لحظات معينة فى ليالى رأس السنة فى الفترة بين عامى 2009 و2014، أما النماذج التى قدمها الفيلم فمعظمها تعيش حياة اقتصادية جيدة، ولكنها شخصيات تائهة ومتقلبة، لا تعرف أحيانا ما تريد، هناك حكاية سليم (أحمد الفيشاوى) وعلياء (آيتن عامر) التى تتغير وتزيد طموحاتها وتطلعاتها بعد الزواج، بينما يتغير هو من الانطلاق إلى البحث عن الاستقرار، وقصة حسام (هيثم زكى) الذى يتحول إلى التدين، فيتزوج من المحجبة ملك (شيرى عادل)، ولكنه لا يتكيف معها، وحكاية مروان (نبيل عيسى) المتحرر الذى يتزوج من فتاة متحررة مثله هى نازلى (أمينة خليل)، ولكنه ينزعج من حريتها، وقصة شيرى (سارة شاهين) التى ترتبط بشاب لديه تطلعات فى الصعود الاجتماعى يدعى على (كريم فهمى)، ولكنها تكتشف خيانته، وهناك الثنائى القبطى نبيل (عمر السعيد) ومريم (ناهد السباعى) اللذان يتزوجان عن حب، ولكن الملل يطارد حياتهما الزوجية، دون أى أمل فى الطلاق. يتميز الفيلم بعناصر تقنية جيدة، مع إدارة ممتازة للممثلين، واختيار كل واحد منهم فى دوره المناسب، فيلم «سهر الليالى» أكثر بريقا بالتأكيد، ولكن «حبيبى سكر مر»، الذى أخذ عنوانه من أغنية «مفترق الطرق» «لماجدة الرومى، يواصل التحليل العاطفى الجيد لشخصياته، فى بطولة جماعية نفتقدها فى كثير من أفلامنا المصرية.