دائما ما ينكر الإخوان تورط جماعتهم فى ارتكاب الجرائم والاغتيالات السياسية التى تنال كبار رجال الدولة لكن التاريخ الأسود من الإرهاب والاغتيالات للجماعة الإسلامية وتنظيم الإخوان يكشف مع الوقت كوارثهم التى تنخر فى جدران الوطن. وكان آخر هذه المحاولات تعرض موكب المستشار هشام بركات النائب العام، إلى انفجار سيارة ملغومة، اقتحمت موكبه بجوار الكلية الحربية فى مصر الجديدة، وأسفر الحادث عن استشهاده .أعادت هذه الواقعة عمليات العنف التى تنتهجها الجماعة وتنظيم الإخوان فى صراعهم مع الأنظمة وقيامهم بتنفيذ عدد من الاغتيالات بحجة تطبيق الشريعة حيث قامت مجموعة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى التابعين لجماعة الإخوان يوم 5-9- 2013 بمحاولة اغتيال وزير داخلية مصر اللواء محمد إبراهيم باستخدام عبوات ناسفة لكنها باءت بالفشل. جريمة الدير البحرى وفى 17 نوفمبر 1997 قامت الجماعة بقتل 58 شخصًا فى خلال 45 دقيقة معظمهم سياح سويسريون بالدير البحرى بالأقصر بمصر فيما عرفت لاحقا باسم مذبحة الأقصر أو مذبحة الدير البحرى. وفيها هاجم ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين حيث كانوا متنكرين فى زى رجال أمن حيث قاموا بالاعتداء على مجموعة من السياح كانوا فى معبد حتشبسوت بالدير البحرى. ويعد الحادث الأشهر الذى وقع فى الآونة الأخيرة هو اغتيال 3 من قضاة مصر وهم محمد مروان عبد الله عرفة، وعبد المنعم مصطفى محمد عثمان ومجدى محمد رفيق مبروك، والسائق شريف محمد عبد العزيز قائد السيارة التى كانوا يستقلونها بسيناء، حيث هاجمتهم مجموعة من العناصر الإرهابية وأطلقت الرصاص عليهم مما أسفر عن استشهادهم فى الحال. وينسب إلى الجماعة محاولات إرهابية لاغتيال بعض الوزراء ومن أبرزهم رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصرى وهناك أقوال أن قتله تصفية حسابات كما ورد بمرافعة د. مندور المحامى والكاتب فرج فودة. محاولة فاشلة محاولة اغتيال فاشلة كانت تستهدف المستشار معتز خفاجى رئيس محكمة الجنايات، حيث قام إرهابيون بوضع عبوات ناسفة أسفل سيارته، لكنها باءت بالفشل. وكان المستشار معتز خفاجى قد فصل فى عدة قضايا منها قضية الغواصات الألمانية، قضية مقتل حسن محمد شحاتة، زعيم المذهب الشيعى، قضية أحداث العنف بكرداسة وقضية تجسس المخابرات الإسرائيلية على مصر، والمتهم فيها 4 أشخاص، بينهم ضابطان فى "الموساد" وفى منتصف الأربعينيات مِن القرن الماضى وقعت سلسلة اغتيالات طالت كبار رجال الدَّولة منهم أحمد ماهر فى عام 1945 رئيس الوزراء، والذى اغتيل فى قاعة البرلمان، ثم المستشار والقاضى أحمد الخازندار عام 1948، وبعده بشهور فى عام 1948 لقى رئيس الوزراء المصرى محمود فهمى النقراشى مصرعه، عند ديوان وزارة الدَّاخلية حيث اغتيل من قبل الجماعة الإسلامية على يد عبد المجيد أحمد حسن ونقل الجثمان إلى داره بمصر الجديدة وأعلنت محطة الإذاعة الحداد لمدة يومين. وفى أكتوبر 1981 وهو يوم وطنى فى مصر اغتالت الجماعة الرئيس المصرى أنور السادات من قبل الجناح العسكرى للجماعة بقيادة الملازم أول خالد الإسلامبولى وبصحبة زملائه أثناء احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر فى مدينة نصر بالقاهرة. كما قامت الإرهابية بمحاولة لاغتيال الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك فى أديس أبابا عام 1995 وقتل جميع أفرادها آنذاك من قبل الحرس الرئاسى المرافق له. ومن جانبه أكد د. طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان جماعة الإخوان المسلمين لديها تحركات كبيرة بين الداخل والخارج مشيرا إلى انه يجب أن يكون للحكومة المصرية دور كبير فى مواجهة التحركات الإخوانية التى تساعدهم على ارتكاب جرائهم ضد كبار رجال الدولة. وأضاف فهمى أن جماعة الإخوان ترسل للبرلمانات الغربية وثائق مزورة عن أوضاع قياداتهم فى السجون مما يسهل العمل على خطوات لمساعدتهم ضد الأنظمة وأكد فهمى على ضرورة نجاح التجربة الديمقراطية وحدوث توافق بين القوى السياسية والاحزاب حول الانتقال الآمن للسلطة فى مصر والوصول للانتخابات البرلمانية كهدف استراتيجى نسعى إليه جميعا لاستكمال خارطة الطريق. ومن جانبه قال عماد عونى، الخبير فى الشئون السياسية والاستراتيجية إن حوادث الاغتيال فى مصر يقف وراؤها جماعة الإخوان الإرهابية فمسلسل الاغتيالات لا يخفى عليها بداية من حادثة النقراشى باشا ووصولا لحادث اغتيال النائب العام خاصة أن معظم هذه الاغتيالات مرتبطة بأحداث قومية أو وطنية أو لتصفية حسابات. وأكد اللواء مصطفى الروبى الخبير الامنى أن محاولة اغتيالات الإخوان أمر ليس بجديد على الجماعة الإرهابية التى جعلت معركتها الأولى مع القضاء بعد صدور الأحكام الأخيرة ضد قياداتهم متوقعاً مزيداً من العمليات الإرهابية ضد رموز النظام. وأوضح الخبير الأمنى أن الجماعة الإرهابية لم تستطع الحشد أو تحريك الشارع المصرى لتنظيم تظاهراتهم التى أعلنوا عنها خلال 30 يونيو، لذا لجأوا إلى أسلوب مغاير لاغتيال خصومهم مطالبًا بضرورة فرض خطة للتأمين تشمل الشخصيات العامة كافة التى تسعى الجماعة للنيل منها. كشف الداعية الإسلامى الدكتور عمرو خالد، فى كتابه الجديد ضمن سلسلة التجديد والذى جاء تحت عنوان "الإيمان والعصر.. رؤية جديدة فعالة لدور الدين فى الحياة". تداعيات سلبية فيما قال د. عمرو خالد،إن مصر تعيش معضلة دينية كبيرة، فلقد حدث زلزال فى نظرة الناس للدين وما يشمله من مفاهيم، وصار بعضهم يشكك فى أمور كثيرة فى الدين، بل إن بعضهم فقد إيمانه بالكلية. ويوضح الداعية الإسلامى فى كتابه ظهور طوائف تدعى انتماءها للدين، وهى أبعد ما تكون عنه مثل تنظيم "داعش"، وهناك تطرف وعنف فى مساحات شاسعة على خريطة العالم تنسب للإسلام، وهناك دماء أريقت باسم الدين من ناحية، وهناك إلحاد وتشكيك ومحاولات لهدم الدين ونسف تراث المسلمين الدينى من ناحية أخرى. ويعترف فى كتابه بأن هناك خللًا، وأن الصورة الحالية المقدمة للدين لا تلبى احتياجات المجتمع، ويؤكد وجود خلل وفجوة بين فهم الدين وبين العصر الحالى. واختار عمرو خالد أن يبدأ رؤيته لتجديد الدين بالحديث عن القرآن الكريم، كتاب المسلمين، الذى يراه البعض سببا فى كل ما نراه الآن من إرهاب ودمار،يرى أن هناك أربع إشكاليات تواجه الفهم الصحيح المستنير للقرآن، الأولى: عدم فهم أجيال الشباب للغة وأهداف القرآن، والثانية: تجاهل البعد الإنسانى للقرآن وحصره على العرب والمسلمين، والثالثة: عدم فاعلية القرآن فى الحياة، والرابعة: اجتزاء آيات من القرآن بما يسئل عن فهم خاطئ يؤدى إلى تطرف وإلحاد.