فى شهر رمضان من كل عام وعلى مدى السنوات الأربع الأخيرة نبتلى بكارثة تهز كياننا وتوجع قلوبنا، حيث يبعث لنا الإرهاب الأسود برسالة غادرة تحصد جنودنا أو تقتل ابنا بارا من أبناء هذا الوطن المنكوب. كان حادث استشهاد المستشار الجليل هشام بركات النائب العام هو آخر تلك المصائب، هو آخرها زمنيا لكنه لن يكون آخرها عمليا! فلن يتركونا لنهدأ ولن يتركونا لنعمل ولن يتركونا لنبنى ولن يتركونا لنسعد ولن يتركونا لنستعيد مكانتنا، ولن يتركونا لنستقر. أصبح هذا أمرا واضحا وجليا، ومن الواضح أيضا أن الدول الغربية لن تنفعنا فى شىء ولن ترضى عنا أبدا، ليس لأن حقوق الإنسان لدينا مهدرة، وليس لكثرة أحكام الإعدام الصادرة فى حق الإخوان المجرمين كما تدعى، ولكن حتى تظل هناك بطحة فوق رءوسنا نتحسسها فى كل حين فلا نستعيد ثقتنا فى أنفسنا أبدًا، ولا ننطلق إلى مستقبلنا أبدًا ولا نتخلص من ذلك الخنجر المسلط على ظهورنا. لقد انطلق الإعلام الغربى بعد استشهاد المستشار بركات ليحمل الدولة المسئولية مبررًا ذلك أن ما حدث هو نتيجة طبيعية لآلاف المعتقلين فى السجون، وهى فرية أطلقها الإخوان وأعوانهم فى الخارج الذين تجمعهم مصالح مشتركة مع الغرب الذى يفتح لهم قنوات إعلامه ويدعمهم بزعم الحرية والديمقراطية ولو اقترب أحد من هذه الدول فهم يتحولون إلى وحوش كاسرة ليس لحقوق الإنسان لديها أية قيمة لكن أمن بلادهم فوق كل اعتبار! إذن استمرار الإرهاب فى بلدنا كما أن له ضحايا وله مضارين، فله أيضًا مستفيدون وداعمون، ربما يكونون من أصدقائنا أو ممن يدعموننا لهذا لا يجب أن نخجل أو نخشى من أن نفعل أى شىء ففى كل الحالات نحن محاصرون ومتهمون.. واتهامنا ليس لكونه حقيقى ولكن حتى نظل مقيدين ومترددين! إن من يلقون بالمسئولية على أجهزة الأمن هم يتحاملون عليها، فالأمن فى بلدنا يعمل فى ظروف غاية فى الصعوبة، ويعمل بأدوات محدودة، وإمكانات فقيرة، وقانون عاجز، ومجتمع منهك.. وبالتالى ليس من العدل إلقاء مسئولية كل ما حدث على الأمن وحده، ولكن الدولة كلها تحتاج أن تفرض سيطرتها وتغير قوانينها بما يتلاءم مع أوضاعنا الراهنة التى لن يساعدنا فيها أحد ولن يرضى عنا فيها أحد إلا حسب مصلحته، لكن أن نفقد فى كل يوم شهيدًا وتسيل دماء طاهرة على يد مجرمين يعيشون بيننا فهذا أمر فاض به الكيل، وإذا لم يكن الردع الشديد هو طريقنا فلنتوقع مزيدًا من القتل والإجرام، ولن يتركونا نسعد بأعياد أو مشروعات أو حتى ذكريات.. فانتبهوا يرحمكم الله.