فى سابقة هى الأولى من نوعها اجتمع تحت رعاية وزارة الأوقاف علماء وفنانون ورجال دين وسياسيون وإعلاميون واقتصاديون لبحث آليات تجديد الخطاب الدينى من كافة جوانبه. اللقاء الذى عقد على مدار 10 ساعات انتهى بوضع "وثيقة الأوقاف لتجديد الخطاب الدينى والتى جاءت فى 13 توصية هى خلاصة أبحاث ومناقشات المشاركين فى المؤتمر.وافتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فى المؤتمر بكلمته التى أكدت خلالها أن مصر تمر بمرحلة خطيرة تتطلب تكاتف الجميع لوضع استراتيجية واضحة لتجديد الخطاب الدينى، مشددًا على أن الخطاب الدينى يجب أن يجمع ولا يفرق. وقال إنه لا يمكن أن يكون الخطاب الدينى وحده هو السبيل الوحيد لحل مشكلة الإرهاب لكن لابد من تحرير عقول الشباب من فارة التبعية السلبية لافتا إلى أن الإرهاب يعتمد على العقول الخاوية والبائسة والفارغة من أى أمل. كما أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أنه عند الحديث عن تجديد الخطاب الدينى يجب مراعاة الثوابت الدينية والتراث الذى تم إنتاجه على مدى العصور. وأضاف فى كلمته نحن فى حاجة إلى منهج رصين يعين الناس على الحياه كما أنه لا يمكن للمجتمع أن يتطور إلا من خلال الشباب مشددًا على ضرورة استخدام وسائل الاتصال الحديثة وتحديث آليات الخطاب مع الشباب. فى حين قال الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة إنه لا فرق بني تطوير الخطاب الدينى وما نسعى إليه من أجل تجديد الخطاب الثقافى لأننا نبحث عن الارتقاء بالإنسان. وشدد على أن الثقافة محور مهم لمواجهة التطرف والإرهاب والجهل فى ظل هذه الأوقات العصيبة التى تمر بها البلاد. وطالب الفنان محمد صبحى بضرورة إعادة النظر فى مصطلح تجديد الخطاب الدينى الذى يعتقد البعض أنه يتغير. وأوضح أن كثيرا من الأعمال الفنية هدمت عقول الشباب وضربت الثوابت الأخلاقية والقيم وكلمت الوجدان. وتابع أننا نعانى فى إعلامنا من إهمال الخطاب الدينى حتى أضبحت برامج الطبخ أكثر من البرامج الدينية، لافتا إلى أن الذى يصنع الإرهاب هو السياسية وليس الدين. كما أكد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية أهمية تجديد الفكر عامة من أجل تجديد الخطاب الدينى، وفتح باب الاجتهاد والرأى والتعبير وفق مستجدات العصر لمواجهة حالة الضعف التى تعيشها الأمة الإسلامية والمتغيرات التى تواجهها مثل صدام الشيعة والسنة والوقيعة المستهدفة بينهما والتصدى لفكر داعش تلك الجماعة التى ليست من علامات المجتمع الإسلامى بل نتاج لمتغيرات سياسية، والعمل على إعلاء قيمة الدولة وفق الولاء الوطنى وليس المذهب. وقال إن الأمر خطير والتحديات التى تواجههات الأمة تستلزم التجديد عل كل الأصعدة. وقال الدكتور جابر نصار فى كلمته "يجب أن يكون الخطاب الدينى هما مشتركا للمجمتع المسلم وللدولة كلها". مشددًا على ضرورة الاهتمام بأحد أهم عناصر التجديد وهو من يحمل الخطابخ. ونبحث ماذا يحمل هذا الشخص فى عقله وفكره؟ موضحًا أنه بالنظر إلى التاريخ الإسلامى نجد أن فتوحات المسلمين الأولى كأخلاقهم أسبق من فتوحاتهم بالسلاح. وتابع أن الدين حياة وليس مبادئ فالله عز وجل أنزل الدين وشرعه ليحيا به الإنسان لا لكى يموت به، كما لفت إلى ضرورة التركيز على تحقيق النمو الاقتصادى، وإنقاذ البلاد من مخاطر الفقر.. تلك البيئة التى تعد مكانا خصبا لانتشار هذا الفكر المتطرف. وشدد نصار على أن الدور السلبى للإعلام أحد أسباب تدهور الخطاب الدينى فالأفلام هدمت صورة رجل الدين حيث أصبح محلًا لفقدان الثقة، قائلًا "إن هذه جرائم يجب أن تمنع.. فنحن نخرب بيوتنا بأيدينا". كما أكد على ضرورة عودة دور المسجد، واصفا إياه بالمؤسسة الرائعة التى تحتضن المسلم منذ ولادته والتى يجب أن تستعيد دورها الذى لو تركه سطا عليه غيره. لكن الغرور أخذه بعيدًا فأصبحنا نسمع منه "هاتولى الوزير على التليفون" و"هاقطع المحافظ" وغير ذلك الكثير. وأوضح أن الغرور يجعل الشخص يحتقر الآخرين، حتى إن بعض الدعاة يصابون بالإعجاب بالنفس ويتحدثون بشىء من العلو والتشدد، واختتم كلامه مؤكدًا أنه إذا اتسم الخطاب الدينى بالحياء وتنزه عن الاستعلاء كتب له القبول. فى حين قال د. محمد سالم أبو عاصى عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر إن تجديد الخطاب.. كما ينبغى توحيد الخطاب لأننا أصبحنا نجد أن الخطاب الصادر عن الصوفى غير الذى يصدر عن السلفى المتشدد غير الذى يتحدث بوسطية الأزهر مشكلة غاية فى الخطورة وأوضح أن أحد أسباب تراجع الخطاب الدينى تمثل فى عرض الخطاب بأنه نظام ينافس الأنظمة الأخرى فى الوصول إلى كرسى الحكم، مؤكدًا أنه كى تكون هناك مصداقية لرجل الدين يجب أن يراقب من بعيد لا أن يشتغل بالسياسة. وتابع أن الانضمام إلى أى جماعة إسلامية حرام لأنها تشق الصف الإسلامى فإذا كنا صادقين فى مسألة تجديد الخطاب الدينى يجب أن نقدم الإسلام كما جاء. وطالب فى نهاية كلمته بضرورة تشكيل لجان تخطيطية تعمل على المدى الطويل فنحن لا نريد أن نجنى الثمرة الآن.. لأننا على يقين بأن الخطاب الدينى لا ينصلح حاله قبل 20 عامًا. وقالت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إن الإسلام لم يأت على أرض المدينة الفاضلة بل واجهه صعاب وحروب تريد القضاء على هذا الدين.. ولنعلم أنه لا توجد حضارة على وجه الأرض تخلو من الغث فنحن لدينا كثير من الهوامش التى تأثرت بمن سبقونا. وأوضحت أن هذا ليس وقت العقاب بل حان وقت القرار.. وعلينا مواجهة التذهب الذى يتم دعمه بصور مختلفة حتى لا نحرق أنفسنا بأيدينا..، لكن هل آن الأوان لنطبق هذه المقولة على أرض الواقع وأن نستوعب قضايانا وأن نستوعب أهلنا الذين جاروا علينا.. هل آن الأوان لهذه الأمة العظيمة كى تدرك أن التفرق والتمذهب هو عصيان لأمر الله الذى دعانا إلى أن نتمسك بحبله جميعا.. فنحن فى حاجة لأن نستوعب ما فعلناه بأنفسنا.