هل وصلت داعش أمريكا؟ تساؤل طرحته حالة التأهب والاستنفار التى تعيشها الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ تبنى تنظيم الدولة الإسلامية داعش الهجوم المسلح الذى وقع خلال الأيام الماضية على مركز جارلندى بولاية تكساس وأصيب على إثره رجل شرطة. ورغم فشل الهجوم على أحد معارض الرسوم بالولاية وتمكن السلطات الأمنية الأمريكية من قتل مرتكبى الهجوم إلا أن محللين اعتبروه بداية لهجمات لاحقة قد تربك الوضع الأمنى فى الولاياتالمتحدة وتجبرهم على تغيير الطريقة التى يتعاملون بها مع التنظيم، خاصة بعد التهديدات التى أطلقها تنظيم داعش للإدارة الأمريكية توعد فيها بارتكاب أعمال إرهابية كبيرة داخل الأراضى الأمريكية على غرار ضرب مركز التجارة العالمى فى الحادى عشر من سبتمبر 2001. وقال أحد عناصر التنظيم فى مقطع فيديو: «تظن الولاياتالمتحدة أنها تعيش بمأمن بسبب موقعها الجغرافى وتظن أن جنود الجهاد لن يصلوا إليها، إلا أن الأمان الأمريكى أصبح سرابا واليوم لا أمان لأى أمريكى على الكرة الأرضية»، وأضاف: «المجاهدون سابقا، رغم قلة الإمكانيات، ضربوا البرجين، وبإذن الله سيعود الخوف ينتشر فيهم، والآن المجاهدون بأيديهم آليات عسكرية قوية يستطيعون حرق أمريكا من جديد»، وحرص التنظيم على عرض عملية تفجير البرجين وعدد من العمليات التى قاموا بها خلال الفترة الماضية. كما أكد عضو داعشى على تويتر أنهم ينوون تنفيذ هجمات إرهابية أكثر صرامة فى المرحلة المقبلة وأن هجوم تكساس الفاشل ما هو إلا بداية لخطة التنظيم لإحكام قبضته على الولاياتالمتحدة بأكملها وأكد أنهم يملكون خلايا نشطة داخل 15 ولاية أمريكية تتضمن مقاتلين مهرة مدربين على أعلى المستويات لتنفيذ الهجمات القادمة بنجاح مشيرًا إلى وجود 71 مقاتلا داعشيا داخل حدود الولاياتالمتحدة حاليا فى انتظار الأوامر لبدء التنفيذ. وكان وزير الدفاع الأمريكى السابق تشاك هيجل قد حذر من أن هذا التنظيم الإرهابى بات يشكل أكبر تهديد تواجهه الولاياتالمتحدة فى السنوات الأخيرة، حيث وصف هيجل تنظيم داعش بأنه يمثل تهديدا للولايات المتحدة وأنه تجاوز كونه مجرد جماعة إرهابية فقد زاوجوا بين الأيدولوجية والاستراتيجية والقدرة القتالية، بالإضافة للتمويل الجيد لذا فإنهم يمثلون ظاهرة لم نرى مثيلا لها من قبل. وقال جيف باردين الخبير فى قضايا الإرهاب الرقمى إن داعش يجند شهريا أكثر من 3400 عنصر عبر حملات إلكترونية غاية فى التنسيق، وهؤلاء المجندون، حسب باردين، هم مقاتلون قادرون على القيام بأى أنشطة مسلحة دون أن تتمكن دول غربية من تتبع تحركاتهم. وانضم رئيس لجنة الأمن الداخلى فى مجلس النواب الأمريكى مايكل ماكول إلى قافلة المسئولين الأمريكيين الذين باتوا يدقون جرس الإنذار بشأن امتداد الخطر الإرهابى لتنظيم داعش إلى الولاياتالمتحدة ملقيا بالمسئولية على إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بإشعال فتيل هذا الخطر من خلال السماح باندلاع الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط. وتوقع ماكول المزيد من الهجمات داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية نتيجة حملة التجنيد الواسعة للمتطرفين عبر مواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت والتى باتت مواجهتها وتعقبها عبر الإنترنت كمن يبحث عن إبرة فى كوم من القش. وأضاف أن الوضع يتحول من السىء إلى الأسوأ وأنه لن يتحسن بعد زيادة عدد أتباع داعش وأنصاره فى الولاياتالمتحدة وتصاعد احتمال شنهم هجمات ضد المنشآت العسكرية. أما عضو لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى ديان فاينستاين، فقالت إن داعش بات يشكل قوة لم ننتبه إليها وعلينا أن نكون قادرين على التعامل معه بجدية خاصة بعد أن بات إرهابيوه يشجعون من يحمل مثل أفكارهم المتطرفة فى الغرب على شن هجمات فردية ينفذها من يطلق عليهم الذئاب المنفردة. وقد أظهر استطلاع للرأى أجراه معهد بروكينج الأمريكى عن موقف الشعب الأمريكى تجاه داعش أن 70% من الأمريكيين يعتبرون داعش التهديد رقم واحد على المصالح الأمريكية وأن داعش أكبر تحد تواجهه الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط. ومنذ أن توعد داعش بشن من وصفهم بالذئاب المنفردة لاعتداءات مسلحة داخل الولاياتالمتحدة بادرت الشرطة الأمريكية إلى رفع حالة التأهب الأمنى لتفادى وقوع عمليات مسلحة، كما عزز الجيش الأمريكى الأمن فى القواعد العسكرية فى مختلف أنحاء البلاد فى إجراء وقائى بعدما أبدى مكتب التحقيقات الفيدرالى قلقا من احتمال قيام متطرفين باستهداف العسكريين أو الشرطة.