بعد جولات متعددة دولية وعربية لدفع الأطراف السياسية الليبية للحوار الوطنى فى ليبيا، طرحت بعثة الأممالمتحدة مسودة اتفاق للانتقال السياسى لوقف الاقتتال والعنف وبدء الحوار السياسى الوطنى وصولا لإنهاء الأزمة. قال د. رمزى الرميح – والباحث فى الدراسات الاستراتيجية الأمنية والدفاعية فى ليبيا -إن مشروع الحل الذى طرحه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا برناردينو ليون على الأطراف المتحاورة يتضمن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وعقد مؤتمر دولى تحت رعاية الأممالمتحدة والجامعة العربية لإعادة إعمار البنية التحتية التى تم تدميرها وبناء مقدرات الدولة الليبية ومؤسساتها. وأوضح أن مجلس النواب الليبى وافق على المقترح بعد إضافة اللجنة التشريعية والدستورية بالمجلس تعديلات عليه. مضيفا أن مقترح المبعوث الأممى يتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل تحت مجلس رئاسى يتشكل من شخصيات مستقلة لا تنتمى لأى حزب ولا ترتبط بأية مجموعة، وتكون مقبولة من الأطراف ومن جميع الليبيين. ويتضمن المقترح الأممى أيضاً تشكيل 3 مؤسسات بجانب الحكومة ومجلس النواب، وهى مجلس أعلى للدولة ومجلس الأمن القومى ومجلس البلديات، وهى تشكل فى مجملها البنية الأساسية لمؤسسات الدولة. ويرى أن تشكيل السلطة التنفيذية يعتبر أهم المعضلات التى تواجه ترتيبات الفترة الانتقالية المقبلة خاصة فى ظل غموض معايير اختيار أعضاء الحكومة، وعدم التعريف الدقيق للمستقلين بما يسمح بدخول الحزبيين والمسلحين للحكومة تحت مسميات مختلفة. ومن جانبة أكد السفيرد. بدر عبدالعاطى - المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية - أن مصر حريصة على دعم وحدة الشعب الليبى وتحقيق الأمن فى ربوع ليبيا، وإعطاء الدفعة اللازمة لمسار الحوار السياسى الليبى وإعلاء شأن المصالحة الوطنية الليبية، بهدف تشكيل حكومة وفاق وطنى والمضى فى بناء دولة ليبية مستقرة قادرة على استئصال الإرهاب الذى يهددها والإسهام فى استقرار محيطها الإقليمى والدولى. وقال إن الاجتماع المزمع عقده بالقاهره خلال شهر مايو الحالى سيجمع القبائل الليبية لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل سياسى للأزمة وذلك نظرا للأهمية البالغة لدور القبائل الليبية والمجتمع الأهلى فى مساندة المؤسسات الشرعية للدولة الليبية متمثلة فى مجلس النواب والحكومة الشرعية وتأثيرهم فى إعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا. وحذر عبد العاطى من استمرار الوضع الراهن فى ليبيا وتفاقم التحديات التى تواجهها والتى باتت هاجساً إقليمياً ودولياً كبيراً بما فى ذلك ما يتعلق بتهريب السلاح والمخدرات والهجرة غير الشرعية، مؤكداً أن استقرار ليبيا من استقرار مصر التى تعمل دائماً على دعم سيادة هذا البلد الشقيق ووحدة أراضيه.