يؤكد خبراء الأمن أن لجوء الجماعات الإرهابية لاستخدام آلية التفجير عن بعد، كان نتاجا لتضييق القبضة الأمنية عليهم، وعدم قدرتهم على المواجهة، الأمر الذى دعاهم لتبنى فكرة العمل دون تجمعات فى أعمال ترهق الدولة ماديًا من خلال إحداث خسائر فى الأرواح والممتلكات بتشتيت جهود رجال الأمن فى العديد من الأعمال الإجرامية.فعلى حد تعبير اللواء عبد الحميد خيرت فإن الشرائح (المجهولة) وهى تغيرات فى تكتيكات المواجهة يستخدمها الإخوان لتفجيرها فى أية لحظة عن طريق عناصر فى التنظيم أو عناصر مأجورة والطريف أن عناصر الإخوان التى يتم القبض عليها تعترف تفصيليًا وبكامل إرادتها بأنها قامت مع باقى أفراد الخلية بالتخطيط والتصنيع والتنفيذ ففى تحقيقات عناصر خلية أبو زعبل - على سبيل المثال - بعدما تمكن الأمن الوطنى بالتعاون مع المواطنين الشرفاء من ضبط 11 إخوانيًا، اعترفوا تفصيليًا أنهم قاموا بشراء شرائح مجهولة من الأسواق، وقاموا بتفجير أبراج الكهرباء فى المرج وأبو زعبل، وخطوط المترو والسكة الحديد وأنهم قاموا بالسطو المسلح على مكاتب البريد واستهداف رجال الشرطة والمتعاونين معهم، حيث قاموا بتطبيق حد الحرابة على مواطن رفع علامة النصر أثناء مظاهرات الإخوان بناء على فتوى «الشيخ مهدى» أحد شيوخ التكفير فى المنطقة. لجان توعية وبات من الواضح كما يقول اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق فى تصريحات سابقة أن تنظيم الإخوان الإرهابى قام بتشكيل لجان نوعية مسلحة تستخدم كل التكتيكات بضرب مؤسسات الدولة، حيث تقوم تلك اللجان باستهداف ضباط الجيش والشرطة وتفجير أبراج الضغط العالى ومحولات الكهرباء وخطوط الغاز وحرق أتوبيسات هيئة النقل العام وأن شرائح التليفونات المجهولة التى تباع بلا ضابط أو رابط ساعدتهم كثيرًا فى تنفيذ تلك العمليات وأن حركات «العقاب الثورى» و«المقاومة الشعبية» و«حسم الإخوانية» وثوار بنى سويف قد قامت بزرع عبوات ناسفة فى المعادى والفيوم والبحيرة وبنى سويف حيث اعترفت تلك الحركات الإرهابية بمسئوليتها فى زرع عبوة ناسفة وتفجيرها عن بعد بمحيط قسم شرطة إيتاى البارود، وتفجير عبوة ناسفة أخرى بمحول كهرباء المعادى، وتفجير برج كهرباء فى قرية بنى عدى ببنى سويف. وتصنيع القنابل البدائية وعبوات المونة لا يأتى جزافًا ولكن يكون بعد تدريب شاق على توصيل الشرائح المجهولة بالدوائر الكهربائية كما يتم تحديد الأماكن بعناية لاستهداف النقاط القوية من مؤسسات الدولة والتى تترك صدى لدى الرأى العام فى الداخل والخارج وإرباك قوات الشرطة كما فعلت خلية بورسعيد التى زرعت القنابل بجوار استراحة المحافظ وقسم شرطة المناخ وبجوار مساكن الضباط بحى الزهور ومبنى الأحوال المدنية وتفجير جراج المحافظة وتفجير محولات الكهرباء القريبة من قسم شرطة العرب وتفجير مبنى المركبات الشرطية بحى الضواحى. وكانت أخطر العمليات النوعية أثرًا والتى تم تنفيذها عن طريق شرائح الموت حادث استاد كفر الشيخ حيث استغل إرهابى بحرم تجمع طلبة الكلية الحربية أمام الاستاد فى انتظار أتوبيس الركوب وقام الإرهابى بزرع القنبلة ليلًا، وانتظر حتى تجمع الطلاب وقام بتفجيرها عن بعد مما أودى بحياة 3 من طلبة الكلية وإصابة 7 آخرين. وللحد من تفجيرات الريموت كنترول والشرائح المجهولة قامت الأجهزة الأمنية بضربات استباقية ناجحة باستهداف الخلايا النائمة والقيادات الوسطى للجماعة حيث تمكنت فى أقل من 40 يومًا من ضبط 1000 عنصر إرهابى و600 عنصر من عناصر اللجان النوعية وكانت الضربة الكبرى عندما تمكنت أجهزة الأمن من ضبط المتهم المشرف على تفجير أبراج مدينة الإنتاج الإعلامى بعد رصد اتصالاته بقيادات الجماعة فى الخارج يهنئهم بنجاح العملية والتأكيد على أنه سيظل مخلصًا لقيادات الجماعة الذين رحلوا والذين مازالوا على قيد الحياة كما تمكنت الأجهزة الأمنية فى ضربة موجعة أيضًا من ضبط قتلة العميد وائل طاحون مفتش مباحث شرق القاهرة والذى اغتالته رصاصات الإرهاب أمام منزله مؤخرًا وراح فى العملية العميد وسائقه. مواجهة حاسمة عبد الحكيم شداد نائب رئيس حزب المؤتمر طالب أجهزة الدولة بوضع تقنية لاستخدام الشرائح المجهولة، لأن كل التفجيرات التى تتم عن بعد تتم من خلال تلك الشرائح ولابد أيضًا من تطهير المؤسسات الحيوية من أنصار التنظيم الإرهابى الذين لا يتورطون فى فعل أى شىء. لفت عبد الحكيم شداد إلى عدالة السماء فى مسألة الشرائح المجهولة والتفجيرات عن بعد مؤكدًا أن التفجير بالريموت كنترول يرتد فى أحيان كثيرة إلى صدور هؤلاء المجرمين مثل انفجار هائل بجوار أحد محولات الكهرباء بنطاق حى المناخ، وبانتقال قوات الأمن وخبراء المفرقعات تبين انفجار قنبلة بدائية الصنع فى وجه أحد قيادات الإخوان أثناء زرعها بجوار المحول مما أدى إلى تمزيق جثته وفصل رقبته عن جسده حيث لقى حتفه فى الحال. وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فقد انفجر مؤخرًا مخزن لصناعة المتفجرات فى 4 عناصر إخوانية أثناء تصنيعهم القنابل فى بنى سويف.. وأفادت التحريات أن المصنع كان بالقرب من «كمين المثلث» بالطريق الصحراوى الشرقى بالمحافظة وتبين من المعاينة الأولية أن الانفجار حدث فى 3 غرف بالطوب الأبيض فى مزرعة يمتلكها إخوانى كما تم العثور على شرائح مجهولة ودوائر كهربائية ومواد حارقة وبندقية آلية وسيارتين ملاكى بالإضافة إلى 10 أجهزة تليفون محمول وجهاز لاب توب وصاروخ كهربائى لقطع المواسير وماكينة لحام وأسطوانة بوتاجاز ومواسير حديدية مملوءة بالمتفجرات وبراميل مملوءة بمواد سريعة الاشتعال و67 طبة نحاسية ونترات البوتاسيوم.. وتبين أن الجثث لأربعة من قيادات الإخوان فى المحافظة والمصاب الخامس طالب بكلية الصيدلة مهمته تركيب التفاعلات والمواد الكيميائية الحارقة والمتفجرة أما قتيل الزيتون الذى انفجرت فيه قنبلة بدائية مزودة بدائرة كهربائية وشريحة تليفون لتفجيرها عن بعد أيضًا أثناء مرور قوات الأمن فإنه يتبع اللجان النوعية الإخوانية التى تدربت على صناعة القنابل وتفجيرها بالشرائح المجهولة والريموت كنترول. جريمة مكتملة وعن سر لجوء ميليشيات الإخوان وأجناد مصر وأعداء بيت المقدس للسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والتفجير عن بعد باستخدام الشرائح المجهولة يقول اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق: إن ما يحدث من أعمال توصف بالخسة والندالة من قبل تلك الجماعات يؤكد أنها لن تستطيع مواجهة مؤسسات الدولة سواء كانت جيشا أو شرطة أو شعبا، ولا يمكن لأية جماعات مسلحة أن تبتلع دولة فى حجم مصر وأنهم يلجأون لاستخدام الشرائح المجهولة لاستمرار نزيف الخسائر وإرهاق مؤسسات الدولة، وإيفاد رسالة للرأى العام العالمى أن مصر غير مستقرة. وفى ذات السياق يقول اللواء فؤاد: إن بيع شرائح التليفون المجهولة بدون معلومات أو بيانات، يعد جريمة مكتملة الأركان يشترك فيها البائع والمشترى والشركة ولابد من إصدار قرار بقانون لتجريم بيع خطوط التليفون المجهولة على الرصيف، وتحديد عقوبة جنائية صارمة على الشركة المنتجة أو المستوردة بالإضافة إلى عقوبة مالية ضخمة لأن الموضوع يتعلق بالأمن القومى المصرى. وأشار إلى ضرورة تشكيل جهاز متخصص من الأجهزة السيادية والأمنية وهيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية ومباحث التليفونات وقطاع التوثيق والتكنولوجيا بوزارة الداخلية للتوصل إلى كل الشرائح التى لا توجد لها معلومات أو بيانات والبحث عن وسائل فنية لتعطيلها وإبطال مفعولها ورصد المكالمات المشبوهة واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها خاصة إذا كانت تهدد الأمن السياسى والمجتمعى. وأكد صراحة أن القرار الأمنى يسبق أى قرار سياسى حتى لو كان صادرًا من رئيس الجمهورية ودلل على ذلك بالكشف عن قضية خطيرة كان أحد أبطالها عندما توصل إلى معلومات عندما كان ضابطًا صغيرًا فى أمن الدولة تفيد بالتخطيط والتنفيذ لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى بورسعيد أثناء الاحتفال بعيد النصر فى 23 ديسمبر، وعلى الفور تم إبلاغ القيادات الأمنية وعلى رأسها صلاح نصر والمرحوم حسن طلعت، وتم تغيير خط السير واستخدام سيارة مغلقة بدلًا من السيارة المكشوفة التى كان يستخدمها عبد الناصر وتعديل ميعاد الوصول وابتعاد الجماهير عن منصة الرئيس عبد الناصر لمسافة 40 مترًا وعندما اعترض عبد الناصر وعبد المجيد فريد أمين عام رئاسة الجمهورية على تلك الإجراءات تم إقناع القيادة السياسية بأن الحرص واجب، ولابد من اتخاذ الحيطة والحذر، وتم قبول عبد الناصر للحلول الوسطى التى اقترحتها القيادات الأمنية لكن القرار الأمنى يسبق - كما قلت - القرار السياسى حتى لو كان صادرًا من رئيس الجمهورية. وعن صعوبة تتبع الشرائح المجهولة والمكالمات المشبوهة التى تصل إلى الملايين قال اللواء فؤاد علام: لا يوجد شىء اسمه صعب أو مستحيل فى القطاع الأمنى فإذا تم تطوير الجريمة مرة يتم تطوير قطاعات الرصد والتتبع الأمنى مرات ومرات، ولا بد أن يسبق الأمن كل شىء فى الدولة لأنه مسئول عن أمن دولة وشعب وقيادات ومؤسسات.. ولولا التطور الأمنى فى قطاعات الداخلية الآن لاختلط الحابل بالنابل، ولتحولنا إلى دولة فاشلة مثل بعض الدول العربية الآن.