إن البغى حرام لما يتضمّنه من الظلم والعدوان على الآخرين بغير حقّ، وهو من المحرّمات فى الإسلام، والبغى بمعنى الخروج على الإمام العادل حرام هو الآخر، وحرمة شقّ وحدة المسلمين، وأنّ أهل البغى تجب مواجهتهم لتفتيت حركة معارضتهم، ولوأدى ذلك لفتح الحرب معهم، فقتال البغاة من حقوق الله تعالى، وأهل البغى هم طائفة من الناس جمعت بين ثلاثة أمور:- الخروج على سلطة الدولة بالامتناع عن أداء الحقوق، وطاعة القوانين. ووجود قوة يتمتع بها البغاة تمكنهم من السيطرة. وتأليب الرأى العام وتأجيجه وإشاعة الفوضى، أو الحرب الأهلية، أو استخدام العنف فى سبيل الوصول إلى تحقيق الأغراض السياسية، فكيف يكون قتال أهل البغى فى الإسلام حول هذا كان هذا التحقيق:-يقول د. ياسر مرزوق أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: إن الله عز وجل قد وثق العلاقة بين المؤمنين فقال تعالى: إنما المؤمنون أخوة.ولهذا الميثاق معالم ووسائل وشروط تعين على تحقيقه وتتجلى هذه الوسائل وتظهر وقت الشدائد، فأحلك هذه اللحظات ما قد يقع بين الأخوة من نزاع قد يصل إلى زروته بينهم فيصير قتالا،وقد وردت آيات وأحاديث تذم من وقع فى هذا بغير مبرر شرعى وتقبح صنيعه إلا أن الله عز وجل من لطفه وكرمه أنه لم يرفع عنه وصف الإيمان أولا ثم كلفنا تجاهه بتكاليف ثانيا. عن أبى بكرة أن رسول الله - ? - خطب يوما ومعه على المنبر الحسن بن على، فجعل ينظر إليه مرة وإلى الناس أخرى ويقول: " إن ابنى هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ". فكان كما قال، صلوات الله وسلامه عليه، أصلح الله به بين أهل الشام وأهل العراق، بعد الحروب الطويلة والواقعات المهولة . ويؤكد لنا رب العزة على أهمية هذا الإصلاح حتى وصل الحد إلى قتال من أبى حتى يرجع للحق فقال تعالى: فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيء إلى أمر الله ) وقال ?: " انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قال أنس: قلت: يا رسول الله، هذا نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟ قال: " تمنعه من الظلم، فذاك نصرك إياه).. ورواه البخارى فى " الصلح " عن مسدد، ومسلم وكان بين الأوس والخزرج قتال بالسعف والنعال، فأنزل الله هذه الآية، فأمر بالصلح بينهما. ثم قال تعالى: چے ? ? ? ? ?? ? ? ? ?چ أى: فإن عاد الباغى للحق فأقبلوا منه لأنه أخيكم وأصلحوا بينه وبين من قاتله وأقسطوا فى حكم واعدلوا إن الله يحب المقسطين والمقسطون قال النبى عنهم: إن المقسطين فى الدنيا على منابر من لؤلؤ بين يدى الرحمن، بما أقسطوا فى الدنيا)، ثم قال تعالى عاقدا للميثاق بين المؤمنين: چ ? ? ?چ والأحاديث فى هذا المعنى كثيرة كقوله ?: المسلم أخوالمسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ولأن المؤمنون إخوة فكان من مستلزمات الإخوة أن تتقوا الله وتصلحوا بين أخويكم قال تعالى: فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون . لعل هذا الموقف العظيم منكم تجاه إخوانكم يكون سببا فى تنزل الرحمة عليكم جميعا. يقول عبد الرحمن علام الباحث بالأزهر الشريف:- قال الله تعالى:- چ? ? ? ? ? ں ں? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ه ه ه هے ے ? ? ? ? ?? ? ? ? ?چ "الحجرات آية 9" يمكن أن نخلص من الآية الكريمة السابقة بالمعانى التالية:- إن المؤمنين قد يقتتلون ورغم اقتتالهم لم يخرجهم قتالهم من ربقة الإسلام ولم يخلع عنهم شرف الإيمان، وقد ينتسب للإسلام من الفرق الضالة ممن يكون الإسلام منهم براء كالشيعة الروافض. " فى هذه الآية دليل على وجوب قتال الفئة الباغية المعلوم بغيها على الإمام أو على أحد من المسلمين. وعلى فساد قول من منع من قتال المؤمنين، واحتج بقوله عليه السلام: (قتال المؤمن كفر). ولو كان قتال المؤمن الباغى كفرا لكان الله تعالى قد أمر بالكفر، تعالى الله عن ذلك، وقد قاتل الصديق رضى الله عنه من تمسك بالإسلام وامتنع عن الزكاة،". يجب أن يُعمل بترتيب الآية الكريمة بين الفئتين المتقاتلتين بأن يُسعى أولًا للإصلاح بينهما وذلك بدعوتهما إلى كتاب الله تعالى:- والاحتكام إليه، ثم بقتال الفئة الباغية التى لم تخضع لصوت العقل ولم ترجع لأمر الله تعالى فإن رجعت عن غيها وبغيها فالعمل على الإصلاح بينهما بالعدل. يجب التصدى للفسدة البغاة لقول رسول الله ?: (خذوا على أيدى سفهائكم). قال القاضى أبو بكر بن العربى: هذه الآية أصل فى قتال المسلمين، والعمدة فى حرب المتأولين، وعليها عول الصحابة، وإليها لجأ الأعيان من أهل الملة. قوله تعالى:- چہ ہ ہ ہ ه ه ه هچ أمر بالقتال. وهو فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، ولذلك تخلف قوم من الصحابة رضى الله عنهم عن هذه المقامات، كسعد بن أبى وقاص وعبدالله بن عمرو ومحمد بن مسلمة وغيرهم. وصوب ذلك على بن أبى طالب له. وجوب تعاون المسلمين على البر والتقوى وألا يتعاونوا على الإثم والعدوان عملًا بقوله تعالى:- چ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? چ المائدة آية وجوب نصرة المسلمين المستضعفين والأخذ على يد المعتدين منهم والعمل على صد عدوانهم ففى الحديث الذى رواه أَنَسٍ - رضى الله عنه – قَالَ:- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?:- (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا). قَالُوا:- يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ:- (تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ).