أكثر من عرض جديد وناجح تم تقديمها خلال الفترة الأخيرة وأعادت الأضواء والبريق من جديد لخشبات المسارح التى عانت لسنوات طويلة من قلة العروض المسرحية ، وتراجع أبو الفنون أمام السينما والدراما التليفزيونية، فهل هى صحوة حقيقية ستعيد للمسرح المصرى عصره الذهبى فى ستينيات القرن الماضى، أم أنها صحوة الموت أم مجرد مصادفة؟! الفنان أشرف عبد الباقى، واحد من أصحاب الفضل فى تلك الصحوة، وهو الذى ابتكر فكرة جديدة من نوعها من أجل انعاش المسرح وهى فكرة « تياترو مصر»، التى تتضمن عرض روايتين على المسرح على مدار أسبوعين ليقدم على مدار العام 20 رواية مسرحية، يقدم من خلالها 22 فنانا جديدا من الشباب يشاركون معه فى المسرحيات، ويتم بث المسرحيات على قناة «الحياة» بشكل حصرى، بعد مرور شهر من تقديمها على المسرح، وهى عروض تحمل غالبيتها إسقاطات سياسية على الأحداث الجارية. ومن أهم تلك المسرحيات «مصر محسودة»، وتتحدث عن أزمتى الكهرباء والبنزين وغيرهما من الأزمات التى تعانى منها مصر ويكتشف الشعب أن تلك الازمتين ليس لهما سند حقيقى، ولذلك فإن مصر محسودة، ثم نكتشف أنها محسودة من دولة أخرى، فنقوم بحسد الدولة الأخرى حتى يجرى لها ما جرى لمصر ولكن دون فائدة، ومسرحية «سلامة» وهى مقتبسة من فيلم «وا إسلاماه»، ولكن النص قدم بشكل معاصر حول هذه الفترة. ويقول أشرف، إن هذه التجربة كانت حلمه منذ سنوات طويلة، للعودة إلى عشقه الأول والأخير وهو المسرح، وفى نفس الوقت تقديم جيل جديد من الفنانين الشبان، أصبح معظمهم نجوماً الآن، وكان «تياترو مصر» نافذتهم التى أثبتوا من خلالها أنفسهم وتهافت عليهم منتجو السينما والدراما التليفزيونية، مؤكداً أن ما يحدث هذه الأيام من عودة النشاط المسرحى بعد غياب طويل، شىء طبيعى للغاية، لأن المسرح هو مدرسة الشعوب. واضاف صاحب فكرة «تياترو مصر»: فكرت فى شىء يعيد للمسرح ريادته مرة أخرى ويعيد له جمهوره لاننى كنت فى أشد الحزن لما وصل إليه المسرح، ففكرت فى فكرة «تياترو مصر» والتى اعتبرها فكرة جديدة ومتميزة نستطيع من خلالها تقديم نصوص جيدة على خشبة المسرح ، واستطيع من خلال هذه الفكرة ايضا تقديم العديد من الوجوه الجديدة من خلال المسرح الذى أعتبره من أهم خطوات النجاح الفنى، فأنا بدأت عن طريق المسرح ووصلت للجمهور عن طريقه أيضا لذا فأنا اعتز كثيرا به» . ومن المسرحيات التى لفتت الأنظار مؤخراً، عرض «آخر ليلة» للمخرج المتميز خالد جلال، ومجموعة من الفنانين الشباب، ومسرحية «حلم بلاستيك»، و«1980 وانت طالع»، و«رايح جاى صدفة» التى قدمها مسرح الغد من تأليف الكاتب والسيناريست عبدالفتاح البلتاجى، و«ليلة إسكندرانى»، بطولة غادة إبراهيم وأحمد ماهر وسامح يسرى ومنير مكرم وإيمان إمام وفاتن شعبان، وهى من تأليف إبراهيم عبد الرازق،وإنتاج فرقة الإسكندرية التابعة للبيت الفنى للمسرح،واستعراضات على الجندى، وإخراج ياسر صادق. كما شهد مسرح القطاع الخاص انتعاشة مفاجئة من خلال العديد من العروض المسرحية التى قدمتها فرق القطاع الخاص، ومنها «غيبوبة» للفنان الكبير أحمد بدير، ومسرحية «أنا الرئيس» المأخوذ عن رواية «المفتش العام» للأديب العالمى الروسى نيقولا جوجول، وبطولة آيتن عامر والفنان الكوميدى سامح حسين وإخراج محسن رزق، والعرض المسرحى «رئيس جمهورية نفسه»، للنجم محمد رمضان واخراج سامح بسيونى، وقد لاقت المسرحية اقبالا جماهيريا كبيراً. وتعليقاً على تلك الانتعاشة المسرحية، تقول الناقدة ماجدة موريس : «فى الحقيقة كنا نشعر بالحزن الشديد لحال المسرح والذى وصل لحالة يرثى لها وأصبح كثيرًا من النجوم يهربون من المسرح والسبب يكمن فى الإنتاج أولا، فالمنتج انصرف على الإنتاج المسرحى وأصبح التركيز على الإنتاج السينمائى والإنتاج التليفزيونى. وتضيف: «السبب الآخر هو أيضا تركيز جميع النجوم على التلفزيون والسينما وأصبحوا لا يهتمون بالمسرح ربما لانعدام النصوص الجيدة ايضا، ولكن لاحظت فى الفترة الأخيرة عودة الاهتمام من جانب المنتجين والنجوم بالمسرح والتعاون والتكاتف من أجل إعادة انعاشه من جديد، واتوقع أن المسرح سيشهد طفرة كبيرة خلال الفترة القادمة وتحديدا مع بداية موسم منتصف العام». فيما يقول الناقد نادر عدلى: كان لابد من الاهتمام بالمسرح لأن المسرح، هو أبو الفنون والبيت الأصلى للعديد من النجوم ولابد أن يعرف العديد من النجوم مدى أهمية المسرح فى إثبات موهبتهم الفنية للجميع، فالمسرح هو علاقة مباشرة بين الفنان وجمهوره ويستطيع الفنان من خلاله التواصل والوصول للعديد من المشاهدين الذين يرون موهبته الفعليه على خشبة المسرح». وتابع:«أعتقد ان الفترة القادمة سيكون هناك العديد من المسرحيات الناجحة وسيعود النجوم إلى خشبة المسرح من جديد، بعد أن تم اهماله لفترات وسنوات عديدة ماضية».