لأن المرأة نصف المجتمع فليس من العجيب أن تتضافر جهود المجتمع ومؤسسات الدولة فى دعمها وبحث السبل التى تؤدى بها إلى مستقبل أفضل وهو الأمر الذى دعا إلى عقد مؤتمر ريادة الأعمال وتمكين المرأة بعنوان «المرأة المصرية والعربية 2030» والذى نظمته مجلة نصف الدنيا بحضور عدد من الشخصيات المهمة والبارزة منها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ود.غادة والى وزيرة التضامن والسفيرة ميرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة وعدد من ممثلى الأممالمتحدة والاقتصادى العالمى محمد يونس مؤسس بنك الفقراء. السفيرة ميرفت التلاوى رئيسة المجلس القومى للمرأة قالت فى كلمتها بالمؤتمر إن وضع المرأة المصرية والعربية تقدما لا بأس به وإنما يبقى أمران مهمان الأول رسم السياسات الاجتماعية والاقتصادية وفقا لواقع المجتمع أما الأمر الآخر تغيير الثقافة المتردية نحو المرأة والمرتبطة بالعنصرية والرأسمالية، لذا من الضرورة أن تعمل الحكومات العربية تحت شعار الرجل والمرأة معا لرسم سياسة اقتصادية شمولية لكسر الحواجز العائقة أمام المرأة. ومن جانبها قالت الدكتورة نور الزينى محاضر بالجامعة الأمريكية فى تصريح خاص لأكتوبر إنه يجب التركيز فى المرحلة المقبلة على تمكين المرأة اقتصاديا خاصة إنها تمثل حوالى 49%من تعداد السكان كما أن نسبة مساهمة سيدات الأعمال فى الاقتصاد المصرى تجاوزت 14% ونسبة مساهمة المرأة فى العمل بلغت حوالى 24%. وأوضحت الدكتورة هالة خطاب عضو بمشروع ريادة الأعمال فى دراسة حول ريادة الأعمال فى مصر قام بها المرصد العالمى لريادة الأعمال الجامعة البريطانية بالقاهرة أن أكثر من 45 % من السيدات المصريات أبدوا رغبتهن فى بدء مشروعهن الخاص، لافتة خطاب إلى أنه يجب الاستفادة من التجارب العالمية لتمكين المرأة والقضاء على الفقر. ومن أهم تلك التجارب العالمية تجربة بنك الجيرامين «بنك الفقراء» التى قام بها الدكتور محمد يونس والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006مناصفة لجهودهما فى مكافحة الفقر فى العالم وهو ما يحقق السلام الاجتماعى. والتى تحدث عنها الدكتور يونس خلال كلمته بالمؤتمر أن بنك جيرامين منذ إنشائه عام 1983 كأول مصرف فى العالم يمنح قروضا صغيرة للفقراء فى بنجلادش وبدون ضمانات لتمكينهم من إدارة مشروعات صغيرة، واضعا نظاما جديدا للقروض المتناهية الصغر تم اقتباسه فى أكثر من 100 دولة فى العالم لافتا إلى أن نظام البنوك فى هذا الوقت كان يرفض إقراض الفقراء والنساء لذلك زاد إصرارى لإتمام هذا المشروع. وأوضح الحائز على جائز نوبل أن التجارب الواقعية أثبتت ان النساء أكثر قدرة على الاستثمار من الرجال وان الافادة ستعود على الأسرة بشكل اوسع اذا اقرضنا المرأة. وأضاف يونس أن نعمل الآن لاقراض الشحاذين وبدأنا هذا البرنامج بألف شحاذ ونجحنا بالفعل إلى تحويلهم الان الى رجال أعمال وأصبحوا لديهم قدرة على الاستثمار فى قطاعات متعددة بعد أن بلغ أعداد الشخاذين بالبرنامج الى 100 ألف شحاذ. وعلى الجانب الآخر أكدت الخبيرة الاقتصادية سحر السلاب أن هناك قوانين بالفعل تضع المرأة المصرية نحو الأمام لكن المشكلة أن المجتمع المصرى لا يعطى الفرصة الحقيقية أمام المرأة للنجاح، وأشارت السلاب إلى ضرورة أن تهتم وسائل الإعلام بالسيدات الناجحات فى مصر بكافة المجالات وإبراز دورهن فى المجتمع، كما انه يجب إتاحة الفرصة للسيدات صغيرات السن فى إقامة مشروعات لهم حتى يستطيعن استكمال برنامج نجاحهن عن طريق القروض المتناهية الصغر أو المتوسطة. وأشارت أيضا الدكتورة سها سليمان أمين عام الصندوق الاجتماعى للتنمية أن مصر تحتل المرتبة رقم 129من 142 دولة من مؤشر الفجوة بين الجنسين لعام 2014 وفقا لتقرير جلوبال جند رجاب «gggr»، كما تشير الاحصائيات أيضا إلى أن معدلات البطالة فى مصر والجزائر تتجاوز 50% لعام 2014.