عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش "احتمالات" اجتياح رفح    طائرات الاحتلال تستهدف منزلًا بجوار مسجد "جعفر الطيار" شمال مدينة رفح الفلسطينية    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أول تعليق من أسرة الشهيد عدنان البرش: «ودعنا خير الرجال ونعيش صدمة كبرى»    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بركات: الأهلي يحتاج لهذا الأمر قبل مواجهة الترجي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    جمال علام: لا توجد أي خلافات بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    جاله في المنام، رسالة هاني الناظر لنجله من العالم الآخر    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



23 ألفًا اختاروا عروس المتوسط
نشر في أكتوبر يوم 15 - 02 - 2015

استقبلت مدينة الإسكندرية العدد الأكبر من اللاجئين السوريين فى المدن المصرية بعد القاهرة ، فهناك حوالى
33 ألف لاجئ سورى موجودون بعروس البحر المتوسط، وهذا العدد هم المسجلون فى سجلات المفوضية السامية لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة والذين يحصلون على المعونات التى تقدمها المفوضية للاجئين بالمدينة، وهناك عدد آخر يقدر بالآلاف ليسوا مسجلين بالمفوضية وهم من تمكنوا من إحضار بعض الأموال معهم استطاعوا بها إقامة مشروعات خاصة لهم ، وبالتالى لا يحتاجون إلى معونات المفوضية.
الإسكندرية مدينة تعودت منذ القدم على احتضان الأجانب والعيش مع المصريين جنبًا إلى جنب كأصدقاء وجيران، لذلك لم يكن وجود اللاجئين السوريين غريبا بها فقد استقبلهم السكندريون بحب وتعاطف زاد منه كونهم عربًا وفى محنة شديدة، وكان هذا الاستقبال هو أحد الأسباب الرئيسية التى جعلت اللاجئين السوريين يفضلون الإقامة فى الإسكندرية إلى جانب أسباب أخرى منها كون المدينة أهدأ كثيرًا من القاهرة ومساحتها أصغر، وبالتالى يسهل على الغريب التحرك فيها وحفظ شوارعها، كما أن مناخ وطابع المدينة أقرب إلى المدن السورية، بالإضافة إلى الميزة التى يتمتع بها اللاجئ السورى فى مصر بصفة عامة أنه يعامل معاملة إنسانية سواء من الشعب أو الحكومة المصرية، فاللاجئون السوريون لم يتم إلقاؤهم فى مخيمات غير آدمية مثل الحال فى دول أخرى بل يعيشون فى شقق سكنية عادية مثلهم مثل المصريين، أم الأبناء فتم إلحاقهم بالمدارس والجامعات المصرية ويعاملون معاملة الطلبة المصريين وتم إعفاؤهم من المصروفات الدراسية، والسورى يستطيع إيجاد فرصة عمل على قدر المستطاع. واللاجئون السوريون فى الإسكندرية منهم من أتى كأسرة كاملة ومنهم من جاء كطلبة يرغبون فى استكمال دراستهم التى توقفت فى سوريا، وهناك أسر أتت بدون أبنائها الذين بقوا فى سوريا لاستكمال امتحاناتهم على أن يلحقوا بأسرهم ولكن للأسف لم يتمكن الأبناء باللحاق بالأسر بعد التضييق فى منح تأشيرات دخول مصر. ومنهم من أتى للاستقرار بمصر لحين انتهاء الأزمة السورية ومنهم من أتى لمصر كمحطة للهجرة إلى دولة أوروبية وتكون الهجرة غالبا فى مراكب الهجرة غير الشرعية، ومنهم من تمكن بالفعل من الوصول إلى دول أوروبية مثل هولندا وإيطاليا والسويد ومنهم من لقى حتفه غرقا ومنهم من أحبطت محاولة هجرته وعاد إلى مصر.
أما المستوى الاقتصادى فهناك البعض ممن تمكنوا من إحضار أموال معهم وأقاموا مشروعات صغيرة لتمكنهم من الحياة ومعظمها تركز فى مجال مطاعم المأكولات أو الحلويات، ومحلات الملابس، وصالونات الحلاقة للرجال وصالونات التجميل للسيدات، ومن يسير فى شوارع الإسكندرية يجد العشرات من المطاعم السورية التى انتشرت بطول المدينة وعرضها وأصبحت ظاهرة واضحة.
وهناك آخرون لم يتمكنوا من إحضار أيه أموال وهربوا من الأحداث الدامية فى سوريا بأقل القليل من الملابس والأموال وهؤلاء سجلوا بياناتهم لدى المفوضية السامية لشئون اللاجئين للحصول على إعانات شهرية للسكن وإعانات غذائية من برنامج الغذاء العالمى ومنهم من عمل كعمال فى المصانع أو محلات الملابس أو المطاعم السورية، ومنهم من عمل كحلاقين وفتيات عملن فى صالونات التجميل. وهناك البعض ممن لم يستطيعوا إحضار أموال معهم ولكن تمكنوا من فتح مطاعم للأطعمة السورية بالمشاركة مع بعض المصريين أو السوريين الآخرين ممن لديهم رؤوس أموال كافية. بل أن البعض فكر فى عمل مشروعات مختلفة وغير مكلفة فقد استأجر بعضهم مكاتب وقاموا بتشغيل الشباب السورى والمصرى أيضًا للعمل فى غسيل السجاد والبطاطين وتنظيف سلالم المنازل. وهناك أيضًا من كان يملك مصانع صغيرة فى سوريا لصنع الحلوى السورية وتمكنوا من فك ماكينات المصانع بالكامل ونقلها إلى مصر واستئجار أماكن وتشغيله فى الإسكندرية، إضافة إلى من افتتح مراكز تعليمية لمساعدة الطلبة السوريين على فهم المناهج المصرية. ويتركز العدد الأكبر من اللاجئين السوريين فى الإسكندرية فى مناطق سيدى بشر وميامى والمنتزه والمندرة شرق الإسكندرية وهناك أعداد ضخمة بمنطقة العجمى غرب الإسكندرية ومنطقة شاطئ النخيل والتى تعد مصيفا بالأساس وتظل معظم المنازل بها مغلقة خلال فصل الشتاء لذلك تعد الإيجارات هناك منخفضة نوعا ما فتركز بها اللاجئون السوريون وافتتحوا مطاعمهم ومحلاتهم.
ويعانى اللاجئون السوريون من عدة مشاكل أبرزها بالطبع أن المعونات المادية تكفى بالكاد، إضافة إلى الخوف من تخفيض قيمة تلك المعونات حيث أعلنت منظمة الغذاء العالمى أنها تنوى تخفيض قيمة المعونات الغذائية المقدمة للاجئين السوريين إلى النصف، ثم أعلنت المنظمة أنه نتيجة الجهود الكبيرة التى تبذل من قبل برنامج الأغذية العالمى مع المانحين على المستويين الدولى والمحلى لتشجيعهم على التدخل الفورى لوضع حد لأزمة التمويل الحالية، تم تقديم التمويل الكافى لدورة شهر ديسمبر لاستئناف عمليات برنامج الأغذية العالمى بكامل طاقتها بدون تقليص المساعدات الغذائية أو استبعاد لبعض المستفيدين، أى أنه لن يتم عمل أى تغير فى توزيع شهر ديسمبر الجارى وسيكون التوزيع كالمعتاد لجميع المستفيدين. بينما يعانى الطلبة السوريون من الاختلاف الكبير فى المناهج بين مصر وسوريا فيضطرون للحصول على الدروس الخصوصية وهو مالم يكن موجودًا فى بلدهم، كما يعانون من صعوبة الحصول على تأشيرات لدخول مصر لبقية أسرهم وبالتالى لا يستطيع الطلبة رؤية أسرهم بسهولة.
ويحصل اللاجئون السوريون على معونات إضافية فى بعض الأوقات من منظمة اليونيسيف بمصر بالإضافة إلى معونات مفوضية شئون اللاجئين، وقد أعلن مكتب منظمة اليونيسيف بالقاهرة أن أغلبية اللاجئين بمصر من الشباب والأطفال السوريين، يتواجدون بكثرة بمحافظة الإسكندرية، حيث تضم المحافظة الآلاف من اللاجئين السوريين كأكثر المحافظات التى يتواجدون بها لتوافر عدد كبير من المساعدات الخدمية لهم.
وأشارت اليونيسيف فى تقرير فى يونيو الماضى إلى أنها استطاعت فى نهاية العام الماضي، أن تقدم الرعاية والحماية لأكثر من 7000 طفل من خلال لجان حماية الطفل بالإسكندرية، وذلك من خلال متطوعين مصريين وأجانب وعاملين بالمنظمة، موضحة أنه حتى العام الماضى فقط، وصل عدد اللاجئين يوميا إلى 32200 شخص، وهو رقم غير مسبوق، بمعدل 22 شخصا كل دقيقة أغلبيتهم من النساء والأطفال، بحسب التقرير.
وأوضح التقرير أنه فى فبراير الماضى استطاعت اليونيسيف دعم منظمات صديقة للطفل لتنظيم رحلات وفعاليات ترفيهية بالإسكندرية لأكثر من 700 طفل سورى بالإسكندرية، مشيرة إلى أنه حتى الآن استفاد حوالى 2250 طفلا من الدعم النفسى والاجتماعى الذى تقدمه المنظمة،
و1000 طفل من المساعدات التعليمية، كما تم تقديم
500 مساعدة طبية وصحية لهم، ومازالت حتى الآن تقدم هذه المساعدات، حيث أكدت المنظمة أن الأطفال السوريين يواجهون ضعفا فى المساعدات المقدمة لهم من الحكومة والمنظمات المصرية.
روايات ومشاكل
نور السعدى طالبة سورية تدرس بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ومتطوعة للعمل فى مشروع تحسين فرص التعليم الجيد للأطفال المصريين والسوريين والذى تنفذه جمعية كاريتاس مصر بالإسكندرية بالتعاون مع منظمة (بلان مصر) تحكى نور قصة قدومها إلى الإسكندرية فتقول إنها هربت من سوريا إلى مصر مع أسرتها المكونة من الأب والأم وشقيقين صغيرين منذ شهر مايو 2013، وكان الوالد يملك مطعما فى العاصمة السورية دمشق، وكنا نعيش حياة جيدة ولكن للأسف تهدم المنزل والمطعم نتيجة قصف جوى، وخسرنا كل شىء ولم يكن لدينا خيار إلا الهجرة إلى بلد آخر، فالمبلغ الذى تبقى معنا لم يكن يكفينا إلا لنفقات شهرين فقط لأن الحياة كانت غالية جدا، وكان علينا إما أن ننفقه أو نسافر به فاخترنا أن نسافر خاصة بعد أن بدأ الدمار يعم كل شىء وعدم الأمان أيضا، واخترنا أن نأتى إلى مصر بحثا عن فرصة للحياة مرة أخرى خاصة أننا كنا نعلم طبيعة الشعب المصرى التى لا تختلف كثيرًا عن الشعب السورى، وأننا يمكن أن نعيش بمبلغ معقول فى مصر، وبالفعل وصلنا إلى القاهرة ومنها إلى الإسكندرية التى فضلنا الحياة فيها لأنها اهدأ كثيرا من القاهرة وأصغر ونستطيع التأقلم على الحياة فيها ومعرفة شوارعها بسهولة وسرعة، كما أن تكلفة الحياة والإيجارات والأسعار أقل من القاهرة. وتضيف نور قائلة إن والدها لم يعمل منذ الحضور إلى الإسكندرية لأنه لم يكن معه أموال تكفى لعمل مشروع خاص به، ولأن سنُّه كبيرة ولا يستطيع أن يبدأ فى العمل لدى أحد فى هذه السن، وتقول تم تسجيلنا فى المفوضية السامية لشئون اللاجئين والتى تمنح كل فرد بالأسرة كوبونًا غذائيًّا قيمته 200 جنيه، وتمنح الأسرة مرتبًا شهريا 800 جنيه، والمرتب يتم دفعه بالكامل كإيجار للسكن ونعيش من البونات الغذائية وللأسف البونات سيتم تخفيضها من هذا الشهر إلى النصف وهو ما سيمثل مشكلة بالنسبة لنا ولكل اللاجئين السوريين، فليس لدينا مصدر آخر للدخل.
وتقول إنها تكيفت على الحياة فى مصر ولا تشعر بغربة فيها خاصة أنها وجدت العون من كثير من المصريين الذين تعاطفوا معها وتعاملوا بحب مع السوريين، وقالت إن الكثير من المصريين قدموا لى مالم يقدمه لى أبناء بلدى. أما عن المشاكل التى يعانون منها فقالت المشاكل على رأسها الإيجارات المرتفعة والتى تضاعفت فى السنة الأخيرة، وتقول إن الطلبة لم يجدوا مشكلة فى الالتحاق بالمدارس المصرية فالكل التحق بالمدارس الحكومية، حتى من حضر بدون أوراق تم إجراء اختبار تحديد مستوى والحق الطالب بالصف المناسب له، ولكن كانت المشكلة التى واجهها الطلبة فى اختلاف المناهج اختلافًا كثيرًا بين مصر وسوريا، وتقول أيضًا إنه فى سوريا لم نكن نعرف الدروس الخصوصية، فالمدارس والمعلمون كانوا يقومون بدورهم على الوجه الأكمل، أما فى مصر فنضطر إلى دفع مبالغ كبيرة للدروس الخصوصية وتعد مراكز التقوية مشروعًا لتحسين فرص التعليم وقد حلت المشكلة إلى حد كبير.
وأوضحت أن المشكلة الكبرى التى تواجهنا هى أن كثيرًا من الأسر خرجت من سوريا بدون أولادها لرغبة الأبناء فى إنهاء امتحاناتهم ثم اللحاق بأسرهم ولكن للأسف لم يتمكن الأبناء من اللحاق بأسرهم، ونحاول حاليًا الحصول على موافقة السلطات المصرية للم شمل العائلات بالسماح للأقارب من الدرجة الأولى كالأبناء أو الآباء بالحصول على تأشيرات الدخول إلى مصر للحاق بأسرهم التى حصلت على إقامة شرعية بمصر، وتقول شقيقتى الصغرى لم تستطع الخروج من سوريا هى وزوجها واللحاق بنا وهو ما يجعلنا فى حالة قلق شديد وحزن شديد عليها. وكشفت أن من حضروا من سوريا مجموعة منهم تمكنوا من الخروج بأموالهم وأقاموا مشروعات خاصة بهم مثل المطاعم ومحلات الحلوانى وصالونات الحلاقة للرجال وصالونات التجميل للسيدات وعملت فيها الفتيات السوريات، والبعض كان لديه معامل لتصنيع الحلويات وتمكنوا من نقل أجهزة ومعدات المعامل ونقلوها إلى هنا واستأجروا أماكن لتشغيلها مرة أخرى، والبعض ممن لم يتمكن من إحضار أموال عمل فى وظائف أخرى مثل البيع فى محلات الملابس، أو العمل فى المطاعم وهى أعمال للأسف دخلها بسيط لا يساعد على الحياة الكريمة، ولكن الحياة تسير. وتضيف: خلال وجودى هنا التقيت بسوريين كثيرين جدًا وخلال سنة هاجر حوالى نصفهم إلى دول أوروبية منها هولندا والسويد والدنمارك وألمانيا. وعن تطوعها للعمل بجمعية كاريتاس مصر تقول نور إنها عندما علمت أن الجمعية تحتاج إلى متطوعين تقدمت للعمل بها لأخدم أهل بلدى خاصة أن الجمعية تتعاون مع المفوضية لرعاية شئون اللاجئين السوريين بالإسكندرية.
أزمة التأشيرة
ويقول حسين عبد الله وهو طالب بكلية الطب بجامعة الإسكندرية إنه كان يدرس فى السنة الثالثة بإحدى كليات الطب فى سوريا واضطرته الظروف الحالية فى بلاده إلى القدوم إلى مصر خاصة بعد أن كان من المستحيل التحرك من المنزل إلى الكلية نظرًا للحالة الأمنية ولجان الأمن التى انتشرت فى كل مكان ومنعته من التحرك، واضطراره فى النهاية إلى التوقف عن الدراسة، فاضطر أن يأتى للالتحاق بكلية طب مصرية وبالفعل استطاع الالتحاق بكلية طب الإسكندرية ولكنه تم قيده فى السنة الأولى نظرًا لاختلاف المناهج اختلافًا كبيرًا بين مصر وسوريا، وقال إنه لحُسن الحظ أن الحكومة المصرية أصدرت قرارًا بمعاملة الطالب السورى مثل الطالب المصرى، وتجدد القرار للعام الثالث، وقال: فى البداية حضرت إلى مصر كمحطة للانتقال إلى دولة أخرى ولكن عندما عشت هنا وجدت أن الحياة فى مصر أفضل فالمعيشة أرخص من دول أخرى كثيرة، ومستوى الجامعات مرتفع جدا، ومصر بلد عربى وطباع الشعبين المصرى والسورى واحدة لذلك فالحياة أيسر، ولكن عندما انتهى من دراستى أعتقد أن سوريا ستحتاجنى وتحتاج إلى كل سورى فى مرحلة إعادة البناء بإذن الله.
وأضاف: حصلت على الكارت الأصفر الخاص بمفوضية شئون اللاجئين لكنى لم أستخدمه إطلاقًا لأن أسرتى تتمكن من إرسال أموال لى من سوريا أعيش منها، ولكن أكبر مشكلة يواجهها كل السوريين هنا هى صعوبة الحصول على تأشيرة دخول لباقى أهلهم حيث إن 90% من طلبات الحصول على تأشيرات الدخول لمصر يتم رفضها فى السفارة المصرية، وهناك مشاكل فى دخول السوريين للمطارات المصرية وأتمنى حلها لنتمكن من رؤية أسرنا دون الاضطرار للجوء لدولة ثالثة لنراهم. ويقول محمد الزغبى وهو طالب بالسنة الأولى بكلية طب الإسكندرية إنه حصل على الثانوية العامة من سوريا ثم تقدم بأوراقه إلى مكتب التنسيق بمصر للدراسة فى الجامعات المصرية، بعد اضطراره إلى الهروب من سوريا منذ عامين بعد تدهور الأحوال الأمنية هناك وصعوبة الانتقال من مدينة درعا حيث كان يعيش إلى مدينة حلب التى كان سيدرس فى جامعتها، خاصة أن درعا أحيطت بحواجز أمنية بشكل غير طبيعى، ويقول إنه لم يكن ينوى الخروج من سوريا لكنه اضطر لذلك ليستكمل دراسته. ويقول إن الشعب المصرى كان كريما معه جدا ولم يقصر معه وأن الحكومة المصرية كانت كريمة مع الطلبة السوريين حينما تعاملت مع الطالب السورى مثل الطالب المصرى وأعفته من المصروفات الدراسية، كما يسرت استخراج وتجديد الإقامة من أجل الدراسة، لذا أصبحت أحب مصر مثلما أحب سوريا وكل الشكر أقدمه للحكومة المصرية والجامعات المصرية على كرمهم معنا.
وكشف أن المشاكل التى يواجهونها معظمها تتركز فى استغلال السماسرة عند استئجار السكن، ويقول إن مفوضية شئون اللاجئين تصرف لنا كوبونات غذائية فقط وكان هناك معونة لنفقات الدراسة والمواصلات ولكنها ألغيت، وأحد أقاربى يعمل بالخليج ويتكرم بإرسال مبلغ شهرى لى لأستعين به على نفقات الحياة. وقال: لا أفكر فى الهجرة إلى أوروبا فأنا ملتزم الآن بالبقاء فى مصر لمدة سبع سنوات للدراسة وبعدها أدعو الله أن تكون الأحوال قد «انصلحت» فى سوريا ونتمكن من العودة لخدمة وطننا وتعميره.
ضياع الثروة
أما ريما ياسر، فتقول إنها من مدينة داريا السورية وهى زوجة وأم لثلاثة أطفال بالمرحلة الإعدادية والابتدائية والروضة، وكانت تعيش فى سوريا حياة جيدة جدًا وكانت تنتمى لأسرة ميسورة الحال تمتلك الفيلات والسيارات الفارهة والأراضى حيث كان والدها يعمل بتجارة المعدات الثقيلة وكان زوجها يعمل معه، وتقول للأسف إن الحال تبدل تماما بعد الأحداث المؤسفة فى سوريا، فقد سرقت كل المعدات التى كان والدها يتاجر بها واضطرت إلى الهروب من سوريا خوفا على أولادها خاصة بعد انتشار ظاهرة خطف الأطفال بشكل كبير من قبل الشيعة والاعتداء على الممتلكات وحالة عدم الأمان والغارات ودمار البيوت، وقالت: خرجت من سوريا ومعى مائة دولار فقط كانت هى نفقات الانتقال الى لبنان وقد خرجت بأولادى مع والدى فى البداية وكنت أعتقد أنها فترة بسيطة وسنعود إلى الوطن ولكن للأسف دمرت بيوتنا وصار الوطن كله فى دمار فلحق بنا زوجى إلى لبنان ثم انتقلنا إلى الأردن وأخيرًا استقرينا فى مصر التى فضلنا الحياة فيها لأن أوضاع اللاجئين فيها أفضل من البلاد الأخرى، وتقول: أقمنا فى مدينة برج العرب بالإسكندرية لانخفاض الإيجارات بعض الشىء واستأجرنا شقة وقام عمى بدفع إيجار الشهر الأول، وبحث زوجى عن عمل لفترة، وعمل فى البداية كسائق توك توك، ثم عمل كعامل فى محل، وللأسف كان الأجر الذى حصل عليه يدفع بالكامل كإيجار للمنزل، وبدأت العمل فى جمعية كاريتاس، رغم أن الأجر قليل ويضيع معظمه فى المواصلات، ونعيش على المعونات الغذائية التى تقدمها لنا مفوضية شئون اللاجئين، والتى كانت تكفينا بالكاد ولكن للأسف تم تخفيضها للنصف ولا أعرف كيف أعيش.
وتقول إن الظروف المادية غاية فى الصعوبة بالنسبة لهم فلا يوجد فرش كاف بالمنزل لينام عليه الأولاد، ووفرت لنا صديقة مصرية بطاطين، ولا أستطيع شراء ملابس لأولادى وأدوية لابنى المصاب بالربو والذى يحتاج إلى علاج يبلغ 350 جنيها شهريا، وللأسف ليس لى أقارب بالخارج ليعينونى على الحياة، وأهل زوجى موجودون بسوريا ولا يستطيعون مساعدتنا، وكما أن مِنَح الدراسة التى كانت تدفعها المفوضية خفضت ثم أصبحت لا تصل إلينا من الأساس ولا أعرف ماذا أفعل.!
كاريتاس مصر
جمعية كاريتاس مصر بالإسكندرية تقوم بدور هام فى رعاية اللاجئين السوريين المتواجدين بالإسكندرية والبحيرة ومطروح وكفر الشيخ، وبالتعاون مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين ووزارتى الصحة والتضامن الاجتماعى، وعن هذا الدور يقول هانى موريس مدير قطاع الأطفال المعرضين للخطر بالجمعية أن كاريتاس مصر هى إحدى الجمعيات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، ولها خبرة فى مجال رعاية اللاجئين وسبق أن قامت برعاية اللاجئين العراقيين والسودانيين وطلبت المفوضية السامية لشئون اللاجئين أن تقوم الجمعية برعاية اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات لهم والتى تمولها المفوضية ووفقا للقواعد المنظمة لعمل المفوضية، ونحن بالفعل بدأنا فى تقديم تلك الخدمات منذ بداية الأزمة الثورية وصول اللاجئين السوريين إلى مصر عام 2012، حيث نقوم بتقديم مجموعة من الخدمات الاجتماعية والصحية التعليمية والمساعدات الشهرية والإعانات العاجلة فى حالات الطوارئ لجميع اللاجئين السوريين بالإسكندرية المسجلين لدى المفوضية، ونقدم تلك الخدمات بالتعاون مع وزارتى التضامن الاجتماعى والصحة ومع المفوضية، وقال إن الجمعية تحرص على تقديم الخدمات لأفقر الفقراء من اللاجئين السوريين، ولا يشترط أن يكون فقرًا ماديًا فقط، فهناك أمهات أتوا بأطفالهن دون الأزواج، وهناك شباب غير مدرب ولا يملك مهارات للعمل وهكذا.
وأضاف أن الخدمات الصحية تشمل توقيع الكشف الطبى على السوريين وصرف العلاج لهم وفقا للقواعد المنظمة للمفوضية، ويتم ذلك بالتعاون مع وزارة الصحة.
وقال: نقوم بتدريب وتأهيل السوريين البالغين ومن هم فى سن يسمح بالعمل عن طريق تنمية مهاراتهم الحياتية وتدريبهم على كيفية كتابة السيرة الذاتية، وتعريفهم بالفرص المتاحة للعمل وتدريبهم على مهن معينة يرغبون فى العمل بها، ثم نحاول بعد ذلك إيجاد فرص لتشغيلهم وهذا هو الجزء الأصعب فى الموضوع، ومن الأعمال التى وفرناها لهم العمل فى المصانع وفى حرفة الحياكة وفى الأعمال الحرة وساعدنا البعض على فتح مطاعم بالمشاركة مع مصريين.
ويضيف قائلا إنه فى محور التعليم فإن كاريتاس مصر تتعاون مع منظمة بلان مصر لتحسين الظروف التعليمية للأطفال السوريين والمصريين أيضا، فالطلبة السوريون لديهم مشكلة فى اللغة فهم لا يدرسون اللغة الإنجليزية، ولديهم مشكلة فى استيعاب المناهج المصرية والتى تختلف كثيرا عن السورية، وقال إن الجمعية تشجع على اندماج الطلبة السوريين مع الطلبة المصريين فى المدارس المصرية خاصة بعد قرار وزير التعليم بمعاملة الطالب السورى مثل الطالب المصرى وقبوله بالمدارس الحكومية المصرية وإعفائه من المصروفات الدراسية، لذلك نحاول تدعيم بعض المراكز التعليمية التى تخدم الطلبة السوريين، ونشترى الحقائب الدراسية وملابس المدرسة لهم، وندفع المصروفات لبعضهم، ونحاول عمل أنشطة ترفيهية لهم مع الأطفال المصريين وكل ذلك لمساعدتهم على الاحتفاظ بالمستوى التعليمى لهم لحين عودتهم إلى بلدهم. ويقول هانى موريس: أيضا نقوم بالتعاون مع المفوضية بتقديم معونات السكن الشهرية للاجئين السوريين والإعانات العاجلة فى حالات الطوارئ، كما نعمل مع المحتجزين السوريين الذين يتم احتجازهم فى مراكز الشباب أو أقسام الشرطة بعد محاولات الهجرة غير الشرعية حيث نقدم الوجبات الغذائية والرعاية الصحية فى أماكن احتجازهم. وعن ابرز المشاكل التى تواجهها الجمعية فى رعاية اللاجئين قال أكثر المشاكل هى الطلبات المتزايدة من سوريين للحصول على المساعدات لأنهم بالفعل محتاجون إليها، كما تواجهنا مشكلة اختلاف الثقافة التعليمية بين مصر وسوريا وهو ما نحاول التغلب عليه من خلال دعم المراكز التعليمية التى تقدم خدمات للسوريين، كما أن بعض المشاكل السياسية التى تحدث قد تؤثر على العلاقات بين المصريين واللاجئين السوريين فقد يرفض بعض أصحاب الأعمال تشغيلهم خوفا من المشاكل، كما أن هناك بعض اللاجئين يرفضون وظائف قمنا بتوفيرها لهم نظرًا للأجور القليلة وفترات العمل الطويلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.