فى تأكيد جديد على أهمية التكاتف بين أبناء الشعب المصرى وعدم السماح لأحد بزعزعة وحدته أو النيل منها فى ظل التحديات الكبرى التى تشهدها المنطقة الكبرى تأتى كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى التى وجهها للشعب خلال افتتاحه مطار الغردقة الدولى بعدما رفع المطار من طاقته الاستيعابية إلى 13 مليون راكب سنويًا بدلًا من 5.5 مليون بتكلفة استثمارية قدرها 2.4 مليار جنيه وفى حضور المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ووزراء الطيران والسياحة والداخلية والتنمية المحلية والتخطيط والمالية. وأضاف الرئيس السيسى أن الشعب المصرى غير مجرى التاريخ فى 30 يونيو وأن ثورته الناجحة حمت مصر من العديد من الأحداث الإرهابية المأساوية التى يشهدها العالم حاليا وآخرها حادث المدرسة الباكستانية التى راح ضحيتها 140 فردًا، فضلًا عن حادث المقهى الاسترالى، لافتًا إلى أن امتلاك مصر لمؤسسات قوية (الجيش والشرطة والقضاء والإعلام) منع سقوط الدولة خلال ال 4 سنوات الماضية، مشيرًا إلى أن ولاء تلك المؤسسات كان للدولة وليس لشخص الرئيس أو نظامه. وأوضح السيسى أن افتتاح مطار الغردقة وميناء الغردقة الدولى هو باكورة مشاريع الأمل للشعب المصرى وأن الأيام والشهور المقبلة ستشهد مزيدًا من المشروعات الناجحة فى شتى المجالات، مطالبًا المصريين بالعمل والصبر والثقة للوصول بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة. وانتقد السيسى إنفاق وزارة الطيران المدنى 450 مليون جنيه تكلفة إنشاء الحقل الجوى، موضحًا أن هذا الرقم مبالغ فيه فى ظل التكلفة الحقيقية للمشروع وضعف الموارد المالية للدولة المصرية حاليا، كما لام على المسئولين أن تكون مدة انتهاء المشروع عام، مشيرًا إلى ضرورة انتهاء المشروع خلال 6 أشهر على الأكثر. والتقى السيسى خلال جولته بالمطار بعض السياح الروس وتحدث معهم عن أمان مصر واستعدادها لاستقبال أى عدد من السياح، وأن السياح هنا يتمتعون بالأمان التام، وأن مصر تسير بخطى ثابتة فى تنفيذ خارطة الطريق. من جهته قدم الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى عرضا تفصيليا لمبنى الركاب الجديد بمطار الغردقة أوضح فيه أن الطاقة الاستيعابية للمطار حاليا ارتفعت إلى 13 مليون راكب سنويًا بدلا من 5.5 مليون راكب حاليًا، وأن تكاليف إنشائه والحقل الجوى بلغ 2.4 مليار جنيه واستغرق العمل فى المبنى حتى افتتاحه 4 سنوات و8 شهور. وأوضح وزير الطيران المدنى أن افتتاح مطار الغردقة الدولى يأتى فى إطار خطة طموحة واستراتيجية شاملة لوزارة الطيران المدنى، شملت العديد من المشروعات الحالية والمستقبلية تنفيذًا لتوجيهات الدولة، ومن بينها مطار الغردقة لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 13 مليون راكب، والبدء فى مشروع مبنى الركاب الجديد بمطار شرم الشيخ الدولى والذى سيؤدى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 18 مليون راكب سنويًا واستكمال مشروع مبنى الركاب رقم 2 بمطار القاهرة الدولى بسعة 7.5 مليون راكب سنويًا والذى سيتم افتتاحه بإذن الله قبل نهاية عام 2015، وإنشاء مبنى الركاب الجديد بمطار برج العرب كأول مطار صديق للبيئة يستخدم الطاقة الشمسية بسعة 4 مليون راكب وسيبدأ العمل بهذا المشروع فى عام 2015، بالإضافة إلى أعمال التطوير بمطار اسيوط ورفع كفاءة المطارات بالصعيد فضلاً عن تطوير مطار النزهة بالإسكندرية ورفع الطاقة الاستيعابية إلى 1.5 مليون راكب لخدمة حركة السفر والتنمية فى منطقة الصعيد. وأضاف كمال أنه سيتم الإعلان عن المشرع العملاق «الايربورت سيتى» خلال المؤتمر الاقتصادى الدولى الذى سيعقد بشرم الشيخ خلال شهر مارس 2015 بعد أن انتهت جميع الدراسات الخاصة بالمشروع والتى قامت بها شركة ايكوم الإنجليزية العالمية المتخصصة فى إنشاء المدن حول المطارات.. وسوف يضم المشروع العديد من الأنشطة التجارية والصناعية والترفيهية واللوجستية وإعادة شحن البضائع فى إطار تحويل مطار القاهرة الدولى إلى مطار محورى مع ربط المشروع الجديد الإيربورت سيتى مع المشروع القومى لقناة السويس وميناء العين السخنة، وسوف يتيح هذا المشروع فرصة تشغيل العمالة وتوفير الآلاف من فرص العمل للشباب و نسعى لتشجيع المستثمرين المصريين والعرب والأجانب للمشاركة فى هذا المشروع العملاق الذى تصل استثماراته إلى حوالى 80 مليار جنيه ومن المتوقع أن يحقق بإذن الله عوائد تصل إلى 422 مليار جنيه حتى عام 2040. ومن جانبه قال د. محمود عصمت رئيس الشركة القابضة للمطارات إن مطار الغردقة الجديد يعد تحفة فنية ومعمارية تضاهى أحدث المطارات العالمية من حيث الإمكانيات والخدمات التى تقدم من أجل راحة ورفاهية الراكب وقد أقيم المبنى الجديد على مساحة 92600 مترا مربعا، شملت صالة المغادرة على مساحة 30060 متر مربع، أما صالة الوصول فقد تم إنشاؤها على مساحة 25880 مترًا مربعًا وتم إقامة منطقة للخدمات على مساحة 32988 مترا مربعا، والمبنى الجديد يضم 3 مستويات رئيسية مزودة ب 11 بوابة مغادرة متصلة بكبارى لخدمة الركاب و9 بوابات مغادرة لخدمة الطائرات البعيدة عن طريق نقل الركاب بالأتوبيسات و72 كاونتر لإنهاء إجراءات السفر، و24 كاونتر للجوازات فى السفر والوصول و9 سيور لنقل الحقائب منها 7 للرحلات الدولية و2 للرحلات الداخلية. كما تم إنشاء ممر جديد للطائرات بطول 4 كم وعرضه 75 مترا موازيًا للممر القديم لاستقبال أضخم الطرازات من الطائرات العملاقة وإضافة 27 موقفًا جديدًا للطائرات، كما تمت زيادة القدرة الكهربائية للمطار وتزويده بأعلى إمكانيات الأمن والسلامة مثل شراء مينى روبوت للكشف عن المتفجرات. كما يتوفر فى المبنى أيضًا وسائل التأمين ومنها أجهزة «إكس راى» المتقدمة وأيضا أجهزة الكشف عن المفرقعات والمبنى مجهز بأحدث المعدات والتقنيات المواكبة للمطارات العالمية والقادرة على استيعاب المسافرين حتى عام 2030. وأضاف عصمت أن المبنى سيؤدى إلى سرعة إنهاء الإجراءات لراحة الركاب والقضاء التام على حالات الازدحام التى كانت تحدث بصالات الوصول والسفر داخل المبنى القديم فى أوقات الذروة. كما يتميز المطار الجديد بوجود مساحات خضراء لإضافة لمسة حضارية جميلة حيث تم الانتهاء من أعمال الزراعة والرى والتجميل بجميع الطرق المؤدية إلى المطار وأمام الصالات لتصبح المساحات المحيطة بالمطار واحة خضراء وبستان يستمتع به المترددون والركاب على السواء، كما تم تركيب محطة رصد و قياس نسبة التلوث فى الهواء المحيط ليكون مطار الغردقة حقا «صديقا للبيئة» وإنشاء عمارة سكنية للعاملين وتركيب نظام إطفاء تلقائى بالغاز. وقال عادل محجوب رئيس شركة المصرية للمطارات إن البيانات والإحصائية تشير فى الفترة من يناير الى نوفمبر 2014 إلى زيادة حركة الطائرات بمطار الغردقة الدولى بنسبة 14.2% مقارنة بنفس الفترة من عام 2013 حيث بلغت 41610 رحلة جوية مقابل 36421 فى العام السابق. كما تشير البيانات الإحصائية فى الفترة من يناير إلى نوفمبر 2014 إلى زيادة حركة الركاب بنسبة 25.2% مقارنة بنفس الفترة من عام 2013 حيث بلغت 6.712.706 راكبًا مقابل 5.360.627 راكبا فى العام السابق أى إن الأعداد تجاوزت الطاقة الاستيعابية للمطار القديم مما يدعو للأمل والتفاؤل مع افتتاح المطار الجديد . حضر الافتتاح المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والفريق صدقى صبحى وزير الدفاع واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وهشام زعزوع وزير السياحة واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية وأشرف العربى وزير التخطيط وهانى قدرى وزير المالية واللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر وبعض وزراء الطيران المدنى السابقين كالمهندس حسين مسعود واللواء وائل المعداوى ولطفى مصطفى، فضلًا عن بعض الشخصيات العامة.