ترشيحات الميديا للمناصب القيادية دائمًا ظالمة للشباب.. فهى تهلل دائمًا بضرورة إعطاء الفرص للشباب لتولى المناصب القيادية.. وعند اتخاذ القرار نجد أن تلك المناصب لا يشغلها إلا شباب فوق السبعين ويبدأ دور أهل الفتوى والتبرير بأنه ستعطى الفرص للشباب من خلال وظائف مساعدى الوزراء والهيئات وغيرها من التسميات التى كرهها الشباب بصراحة وكرهوا أن يقتربوا منها.. والذى يرصد الترشيحات الجديدة للبرلمان القادم الذى يمثل ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. نجد أن الرهان فى الائتلافات والتحالفات على شخصيات أطال الله فى عمرها وعلى رأسهم د.كمال الجنزورى -82 عامًا- وعمرو موسى وحسب الله الكفراوى ود.أحمد عمر هاشم وعلى لطفى وهؤلاء جميعًا وغيرهم على رأسنا من فوق ولكن يجب أن يكونوا بعيدًا عن دائرة صنع القرار السياسى إلا فى الأحاديث التلفزيونية أو أعمدة الصحف أو مذكرات مكتوبة للقيادة السياسية.. لأنهم يسببون الإحباط للشباب.. ومن الطرائف والعجائب أن وزارة التنمية المحلية أكدت على لسان وزيرها أن تأخير حركة المحافظين التى أصبحت الآن ضمن الأسرار العليا للدولة متوقفة على شغل وظائف مساعدى المحافظين الشباب.. أى أن حركة التعديل الوزارى والمحافظين بسبب البحث عن الشباب.. ونفس الروح المنتشرة فى دولاب الدولة امتدت إلى الأحزاب أو ما تسمى نفسها بالأحزاب فكل قياداتها شابة فوق السبعين وبالتالى سيكون ترشيحها فى البرلمان القادم لمن هم فى هذه السن.. رغم أن هذه الأحزاب لا تسعى للمواطن فى القرى والنجوع والأحياء الشعبية والعشوائيات.. والصراع أن يكون الشيوخ فى القوائم لأنهم لا يريدون بذل مجهود والتلاحم مع الجماهير.. أما الأخطر فهو أن من يريدون ترشيح أنفسهم فى البرلمان القادم عدد كبير منهم من وزراء سابقين ومحافظين سابقين قبل ثورة 25 يناير.. أثبتوا فشلهم الذريع وأوصلوا البلاد أن تقوم فيها ثورة ويبحثون الآن عن موقع.. أحد المحافظين السابقين قبل 25 يناير وبعد 25 يناير كان محافظًا لمحافظتين أحدهما فى الدلتا والأخرى فى الصعيد والآن يشغل منصب قيادى فى أحد الأحزاب جمعنى به لقاء فى الإسكندرية مع بعض الشباب وكنت أجلس على المنصة بجانبه وطلبت من منظمى الجلسة أننى لن أتحدث.. وما أن تحدث المحافظ السابق عن إنجازاته العظيمة.. استشعرت أنه يبحث عن دور جديد.. فطلبت الكلمة وقلت للشباب أنتم الأمل وأنتم مستقبل هذا الوطن.. وأرجوا من كل مسئول تولى منصب قبل 25 يناير سواء محافظ أو وزير أن يتوارى ويبحث عن أقرب مسجد من منزله ولا يغادره يدعو الله عز وجل أن يغفر له.. وهنا طلب المحافظ التعقيب وقال مش كلنا فاشلين.. ونحن قادرون على العطاء.. وهنا عرفت أن حب السلطة هو الهدف وليس الوطن.. وأن فرص الشباب صعبة فى تسلم القيادة.. رغم ما يبذله الرئيس عبد الفتاح السيسى من جذب للشباب ومحاولته دفعهم للأمام.. ولكن للأسف الشديد أن برلمان عام 2015 ستكون الفرصة فيه كبيرة لشباب ثورة 1919.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!.