بدأ طريق الإصلاح بمحاربة الفساد، لأنها مطالب الشعب المصرى بعد ثورتين هذا هو العنوان الأول للإصلاح، والعنوان الثانى هو الحرب على الإهمال لكن العنوان الأكثر شمولا ووضوحا هو (الحرب على الإرهاب) التى هى جزء لا يتجزأ من الفساد والإهمال، فالمعركة صعبة خاصة بالنسبة لطبيعة الإرهاب وتغيير ملامحها، فالإرهاب دائما ما يغير من طريقة أدائه، لكن استراتيجيته واحدة.. ولأن التركة ثقيلة ومحملة بالتحديات فهى تحتاج منا جميعا دون استثناء أن يتحمل كل مسئولياته لأن حجم الفساد فى الجهاز الإدارى مخيف، والرئيس يعى تماما حجم المخاطر التى تهدد الدولة إذا انهار جهازها الإدارى لكن محاربة الفساد هى جزء من مسئولياته التى يتحملها بشكل شخصى، لذلك فإنه من المهم جدا أن ننحاز لدولة القانون فملفات الفساد تدرس جيدا وتفتح تباعا، وسوف تكشف الأيام مجريات المحاسبة لكثير من قضايا الفساد، لأن هناك يدا قوية ماضية فى طريقها لمحاربة الفساد حتى لا ينفذ أعداؤها من أى ثغرة ويدخلون فئرانهم، ونغلق أبواق الشائعات أمامهم حتى لا يتلاعبوا بعقول شبابنا فيستغلون النكات والقفشات والتعليقات والشائعات عبر شبكات التواصل الاجتماعى وبث الفتن من خلال هذه الشبكات، بالإضافة إلى برامج التوك شو وهذه هى الثغرات التى ينفذون منها للتأثير على أولادنا وبناتنا، فالحرب على الفساد تحتاج إلى نفس طويل وصبر وآلية حقيقية، لأنها حرب ليست بالبساطة التى يتصورها البعض.. لماذا؟ لأنها معقدة ومتشابكة، فالعناصر القديمة الفاسدة ومعهم بعض عناصر الجماعة وأعوانهم وشركائهم المتغلغلين فى المؤسسات، فلابد أن يعلم الجميع أن الفساد متجذر منذ عشرات السنين.. بل له صف ثان وثالث وهلم جرا.. ومع كل هذا توجد مكاشفات لكل البؤر الفاسدة التى تسببت فى إصدار قوانين تخدم الجماعة أو ساعدت على إهدار المال العام أو أفسدت الذمم بحصولها على مستحقات بدون وجه حق أو تعدت على أموال الدولة وأملاكها وأراضيها وغيرها. وعليه فإننا جميعا ننحاز لدولة القانون مع أن الفساد المتجذر مقنن أوضاعه، لكن هناك أيضا الشرفاء الذين لديهم الأدلة والبراهين على فسادهم، وعليه فإن القانون هو من سيحكم هذه المرحلة الصعبة بكل تحدياتها. لأن نشأة القانون كان فى مصر القديمة ولنا الفخر أن مصرنا قامت ركائزها على القانون وسيادته وهيبته وكان له دعامتان أساسيتان وهما (العدل أساس الملك) والثانية (العدالة الاجتماعية) فى تنفيذ القانون والكل دون تمييز أمام القانون سواء، لذلك فإننا فى أمس الحاجة إلى هيبة القانون وسيادته لنبدأ مرحلة جديدة من الإصلاح والبناء بالعمل الجاد والمخلص، لأن مصر لن تنهض إلا بكم (أيها المصريون).